لغة العيون
بقلم التلميذ: محمد بعدي
كنت
أقسمت ألا أمنح الحياة لشعري، و ألا أنشد أغنية أبدا، و ألا أتفحص لوحة جميلة، كنت
أقسمت ألا أشرئب إلى غدك المرفوض، و ألا ألتفت إلى أمسك المرضوض، كنت أقسمت أن
أقتل كل رسول يبشر بعقيدتك... كنت أقسمت أن أنهي كل حقيقة تحدد انتمائي إلى عالم
لا يضيق بك... كنت أقسمت أن أسير فوق همومك كلما أعلنت توبتك، و أن أتكلم لغة
الرفض كلما منحت دموعك الحياة... لكن عجزت عن تحقيق كل ذلك. تمنيت لو أفقد الذاكرة
التي أضحت معبدك، و أوهمت نفسي بأنني فقدت هذه الذاكرة، فأصبحت حياتي كتابا أبيض،
قررت تسويده فكانت أول كلمة خطها قلمي اسمك و أول لوحة تفحصتها فيه رسمك، و أول نغمة
استمعت إليها همسك...
و
أخيرا جدا تذكرت أنني لم أفقد ذاكرتي، وتذكرت أنك في ذاكرتي، فمضيت إلى الماضي و
غدوت إلى الغد و اجتمعت بهما في حاضر يعلمني كيف احتار أمام صمتك أمام عنادك أم
كبريائك، و يعلمني أنه توجد لغة أعقد من الهيروغليفية هي لغة عينيك...
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية