لاجـــــئــــوا"الأورو"...!
و"الرحماء الجدد"
بقلم الدكتور محمد
لفقيهي
وأخيرا نزل
العطف والحنان من كبد السماء دفعة واحدة على كثير من زعماء أروبا العجوز، ففتحوا
أذرعهم لمعانقة أبناء الشام والرافدين بحجة هروبهم من المتطرفين والغلاة والطواغيت...
قاتل الله، في الأولين والآخرين، ما ومَنْ كان السبب!...
كم هو جميل
وساذج هذا التبرير وذاك التفسير الذي لا يجد المرء معه إلا أن يرتدي أذني حمار
لينهق: وأين كان هؤلاء "الرحماء" مباشرة بعد اندلاع الأزمة؟... ألم يكن
هناك قتلى وأرامل ويتامى؟... ألم تكن هناك رموز حضارة إنسانية مهددة بفعل عبث
العابثين؟... أم أنهم كانوا ينتظرون قطف ثمار "الفوضى الخلاقة"؟... سنلتمس لهم، على الأقل، واحدا من السبعين عذرا
لنقول على مضض: "لعلهم كانت تشغلهم أزمة مساكن "المساكين"
في بلدانهم!"...
مهما يكن فإن
أبسط تحليل لهذا الكرم "الحاتمي" المفاجئ هو رغبة من شاخت شعوبهم، بفعل
تراجع خطير في التزايد الطبيعي، لأن نساءهم يؤثرن "الأثداء" المنتفخة
بالسيليكون على تلك التي ترضع طفلا جديدا، رغبتهم في "ملء الفراغ بما
يناسب"، فوجدوا في اللاجئين المشارقة ضالتهم. وأي شيء أفضل من عامل
جاهز لم تجامع أمك يوما رجلا لتلده؟... أو تكلف نفسها يوما عناء شراء حفاظة
واحدة له؟... إنها كما يقول المغاربة: "دجاجة بكامونها"...
لكني سأنغص
على الانتهازيين الجدد فرحتهم... فغدا ستنتهي الأزمات في الشرق العربي، وغدا
سيموت الموت وتحيا الحياة، لتورق الأشجار في دمشق وبغداد، وتزهر حدائق بابل
المعلقة، وتخرج عشتار في ثياب العيد لتعيد الحياة إلى عشيقها تموز...
وعندها سيكون هؤلاء، الذين هم اليوم صيدا ثمينا، قد فطنوا إلى أساليب
"صياديهم"، وفهموا الدرس جيدا، ولفظوا الطعم ورفضوه، ليصبحوا قناصي عملة
صعبة تعيد إلى بلدانهم، ولو بكثير من العرق والسعال، جزءا مما نهبه أجداد "الرحماء
الجدد" قبل سنوات...
في انتظار أن
تصبحوا غدا، إن شاء الله، أيها المساكين بخير... هاكم كأسا من الأمل وحب
الحياة...
وإلى أن
تغمزكم عيني الثالثة بعد أسبوعين... دامت لكم حـلاوة القراءة وطـلاوة الأمل
الخميس 27
نونبر(تشرين الثاني) 2015م
لفقيهي محمد
بن عبد القادر (غفر الله له)
mohammed.lafkaihi@gmail.com
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية