نص ليبنز حول التاريخ والتقدم

نص ليبنز حول التاريخ والتقدم
يجب أن نعترف بأن الكون كله يتقدم باستمرار وبحرية كاملة، بحيث أنه يتقدم دائما في اتجاه بناء حضارة راقية. ففي وقتنا الحاضر، نلاحظ أن الجزء الكبير من أراضينا قد تم زرعها، وهذا الجزء سيتسع أكثر مع مرور الزمن. ومع ذلك فليس بإمكاننا أن ننفي بأن بعض الأجزاء تتحول، من حين إلى آخر، إلى أراض مهجورة فيلحقها الدمار والاتلاف. وهذا الامر يجب أن يفهم بالطريقة نفسها التي نفسر بها آلام الناس، علما بأن التدمير والاتلاف يسمحان بدورهما أيضا باكتشاف مستقبل فيه الكثير من الخيرات، بحيث أننا نتمكن من الاستفادة من الخسارة.
هل سيعترض علينا، انطلاقا مما سبق، بالقول أن العالم ينبغي أن يكون، مند زمن بعيد، عبارة عن جنة؟ إن الجواب عن السؤال سهل، فبالرغم من أن عددا كبيرا من الماهيات قد بلغ مستوى عاليا من الكمال، فإن قابلية انقسام المتصل الى ما لا نهاية تجعل الأشياء والعناصر الموجودة في حالة ركود، وتقبع في أعماق يتعذر سبر أغوارها، والتي يتوجب أيضا إيقاظها وتطويرها وتحسينها، ولنقل الرقي بها إلى درجة أعلى من الثقافة. ولهذا السبب لا يمكن للتقدم أن يكون تاما ومكتملا.
G.W.Lbinez,De la production originelle des choses prise à sa racine,trad,Schrecker in Opuscules philosophiques choisis,1962


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

0commentaires:

إرسال تعليق

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس