نص هايدجر حول العلاقة الوجودية مع الغير

نص هايدجر حول العلاقة الوجودية مع الغير
 «سنوجه اهتمامنا نحو الوجود-هنا باعتباره وجودا خاصا قصد بيان طريقة اللقاء لدى الآخرين. إن هؤلاء الآخرين لا يمثلون بشكل كلي ما أنا عليه، كما أنهم لا يمثلون بشكل كلي ما لست إياه؛ وبالعكس من ذلك فالآخرون هم بالأحرى أولئك الذين لا نتميز عنهم بذواتنا، في أغلب الأحيان، بالرغم من أننا نوجد بينهم أيضا. فالوجود ­ هنا لا يملك خاصية التجاور الأنطولوجية الثابتة داخل العالم. إن الوجود «مع» يتعلق بنمط الوجود ­ هنا؛ أما الوجود «أيضا» فهو يدل على مساواة وجود يتحدد كوجود في العالم متبصرا ومنشغلا. فالوجود «مع» والوجود «أيضا» ينبغي أن نفهمهما بالطريقة التي تفهم بها الموجودات وليس يتلك التي تفهم بها المقولات. إن العالم الذي أوجد فيه هو دائما العالم الذي أتقاسمه مع الآخرين، لأن الوجود في العالم هو وجود في العالم «مع».. فالعالم الوجود ­ هنا هو عالم مشترك.. والوجود ­ من أجله هو وجود مع الغير. لا يلتقي الآخرون بسبب التصور الذي سيميز ذاتا ما عن كل الذوات الأخرى بشكل مباشر ومستمر، إنهم لا يلتقون انطلاقا من شكل النظرة الأولى الموجهة نحو الذات والتي سوف تسمح هي وحدها بإدراك تعارض الغير وتميزه. فالآخرون يلتقون انطلاقا من العالم الذي سيبقى وفقه الوجود ­ هنا وجودا متبصرا ومنشغلا بشكل أساسي. ينبغي علينا أن نركز اهتمامنا بدقة على الظاهرة التي أتينا على وصفها، والمتعلقة بهذا اللقاء داخل العالم الحيوي، دون الانسياق وراء الإغواء السهل لـ «تفسير» بقاء الغير بشكل نظري خالص.. فالوجود ­ هنا يعثر على ذاته، فيما يفعله وفي حاجاته وفي منتظراته واحتياطاته، أي في الوجود المساير للعالم الحيوي داخليا والذي ينشغل به أولا وأخيرا».
   Martin Heidegger: l'être et le temps ,Gallimard ,1964


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

0commentaires:

إرسال تعليق

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس