عندما تشاهد هذه
الوحشية التي يواجه بها الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، تكتشف حجم المأساة...
مأساة العيش في بلاد تسمى ظلما: "وطن". من سيصدق بعد الذي حدث أن هذا
وطن؟ وكيف سينشد تلامذتنا وأبناؤنا شعار: الله، الوطن... فالحكومة الملتحية وعلماء
الدجل حيدوا الله... والعصابة تغتصب الوطن... ما ذنب هؤلاء الذين تكسر عظامهم دون
رحمة وتداس كرامتهم دون وجل؟ وأي منطق يبيح هذه الهمجية المقيتة وهذا السعار
المحموم؟
ماذا يريد هؤلاء
الساسة "القواويد"؟ وأي عقل به يفكرون؟ وأي قلب به يفقهون؟ لم يكفهم هضم
الحقوق، وذبح الأحلام... لم يكفهم أنهم جلبوا المتاعب، وسببوا الآلام... وهتكوا
عرض الأعراف والقيم...
إن سلوك الحكومة،
في هذه القضية كما في غيرها، صادر عن عقل سياسي متخلف، يريد خدمة "الأسياد"،
ويريد خلق جيل من "الحمير" ليركبوها... يريد تحويل البلد إلى حظيرة
أنعام، يريد شعبا مثل القطيع، يقاد فيطيع.
يريدون كائنات
طيعة تأكل و تشرب و تتوالد وتنام... و تسبح بحمدهم، و تشكر الله الذي من عليها
بوجود أمثالهم.. يريدون من يؤمن بأنهم قضاء و قدر... يريدون أجيالا خاضعة، خانعة،
جائعة... يريدون أجيالا "رخوة" تُظْلَم و لا "تَنْتَصِب"،
أجيالا راكعة و "سراويلها" تحت الركب...
ما ذنب هؤلاء
الأساتذة يا ساسة آخر الزمن؟؟ فإذا كانت السياسة هي " فن تدبير الممكن"،
فهذا معناه أن يكون رجل السياسة "فنانا" بالمعنى الذي يجعله يمتلك
المهارة والموهبة اللازمة لإدارة الأزمات و حل المشاكل... و ليس بالمعنى الذي يشير
إلى الفنان باعتباره "حمارا وحشيا". إن هذا المعنى الأخير هو الذي يمكن
أن ينطبق على العديد من الممارسين السياسيين داخل هذه "الغابة" التي
يسمونها مجازا: وطن. حيث تحولت السياسة معهم إلى سلوك يقوم على المكر و الفساد
والاستبداد... وصار العنف رياضة وطنية، و"خيرا" يناله كل المعذبون في
هذه الأرض، خصوصا أولئك الذين لم تمت بعد أحاسيسهم ومشاعرهم، والذين لا يستطيعون
التألم في صمت، والذين عجزوا عن إلقاء ورود على أحذية تسحقهم بسادية...
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية