تحليل موضوع إنشائي
يتطلب موضوع الإنشاء الفلسفي جوابا منظما و مبررا، لكن
هذا الأخير لا يكون ملائما إلا إذا كان معنى الموضوع مفهوما و محددا، وبتعبير آخر
فالأمر يتعلق بمعرفة عن ماذا نتحدث، وبتحديد المشكل الفلسفي الذي يطرحه السؤال
بدقة. إن التحليل الصارم للموضوع يكون تمهيدا ضروريا لكل إنشاء، إنه هو الإنشاء.
المرحلة الأولى: تحليل النمط
ألتساؤلي
إن السؤال الذي يشكل موضوع الإنشاء يمكن أن يقدم نفسه
تحت أشكال أو أنواع مختلفة. إذ يمكن أن يطلب تحديد معنى مفهوم ما، فيجب إذن البحث
عما إذا كان المعنى المقترح يبدو مناسبا، و على أي مستوى ،أم يوجد اقتراحا آخر
ممكنا. و أحيانا يطرح الموضوع……
1 – أليس الحق سوى تعبيرا عن
علاقات القوة؟
2 – هل الملكية واقعة طبيعية أم
ثقافية؟
يمكن أن يطلب الموضوع ما إذا كان الفعل معقولا أم
أخلاقيا. و هذا الموضوع يختلف عن ذلك يطلب معرفة مبرر الفعل. و يتعلق الأمر في هذه
الحالة الثانية عن ال"ماذا" و ليس عن هل الفعل معقولا أم أخلاقيا.
هل يجب الامتثال للقوانين؟
( يدور السؤال حول
شرعية الطاعة )
لماذا الامتثال للقوانين؟
( يهتم السؤال بشكل خاص بأسباب
الطاعة )
يمكن أن تطلب المقارنة بين عدة مفاهيم، و يتعلق الأمر
بتوضيح الفرق بينها
هل الدفاع عن الحقوق و الدفاع
عن المصالح والدفاع عن الامتيازات، تعني نفس الشيء؟
( في هذا السؤال
ينبغي التمييز بين ثلاثة مفاهيم )
يمكن للموضوع أن يطلب مناقشة استشهاد. و هنا يتمحور
السؤال حول الاستشهاد، و ليس صاحب النص الذي ليس صروريا معرفته.
" إن التفكير الذي لا يعرف
الشك، ينزل أسفل التفكير" كما قال ألان. ما رأيك في ذلك؟
( إن مركز الموضوع هنا هو
الاستشهاد، أما الرجوع إلى صاحب القولة فيكون ثانويا )
المرحلة الثانية: تحليل
المفاهيم
للجواب عن السؤال، يكون من الضروري تحليل دلالات
المفاهيم المستعملة بدقة، و في الغالب يكون مهما توضيح الترابطات و التناقضات. و
هذا يؤدي إلى تقييم المفارقة التي يطرحها السؤال.
هل الحرية غياب لكل إكراه؟
( نجد هنا مفاهيم متناقضة :
الإكراه يناقض الحرية/ الحرية مفهوم يرفض فكرة العبودية )
مفارقة : هل يمكن التقريب بين مفهومين يبدوان متباعدين؟
المرحلة الثالثة: تحليل العبارة
التمهيدية
إن العبارة أو التعبير الممهد للسؤال يوجه التحليل. و
يمكن أن يأخذ معاني متعددة يجب مناقشتها.
هل يمكن رفض القانون؟
"يمكن" يمكن تفيد هنا
من جهة : "هل توجد قدرة مادية؟" و من جهة ثانية : "هل يوجد
حق؟"
المرحلة الرابعة: الكشف عن
الفرضيات
يتضمن الموضوع فرضيات، يعني أفكارا ضمنية، مسلما بها في
البداية من خلال بناء الموضوع. و تكون مفترضة لمعالجته. و يمكن أن يكون ضروريا
الكشف عنها لتوضيح رهان السؤال. لكن لا يمكن رفضها مادامت ضرورية في بناء الموضوع. لماذا
ننفي الوعي عن الحيوان؟
( "لماذا"
هنا هي مركز السؤال. و يفترض الموضوع إمكانية نفي الوعي عن الحيوان/ لا يجب
التساؤل ما إذا كان الأمر كذلك )
المرحلة الخامسة: تحليل الروابط
و المكممات
إن الكشف عن الروابط و المكممات يسمح بتحديد معنى السؤال
بشكل دقيق.
هل يمكن اعتبار الاجتماع خاصية أساسية للإنسان؟
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية