الأسد ... و الحيوانات ... !!!

الأسد ... و الحيوانات ... !!!

إلى كل من لا يؤمن بالاختلاف... كل من يؤمن بأن حد الحقيقة ما يدرك، و حد الأخلاق كما يسلك...  وحده لا شريك له...
بقلم: محمد بعدي
يحكى أنه في زمن غير قديم، في راهن العصر و الأوان، كانت هنالك غابة غناء جميلة يسود فيها أسد و يحكم... و قد عرف هذا الأسد بقوته و حكمته و دهائه... غير أنه غير ما مرة تعرض حكمه للاختبار، و خصوصا من طرف خنازير يحكمون غابة تجاوره، إلى حد أنهم هاجموه في غير مناسبة، و استطاعوا السيطرة على جزء من غابته...
لم يكن حكم الأسد مثاليا، فقد كانت تحدث بين الفينة و الفينة قلاقل و اهتزازات و محاولات لقلب حكمه من طرف معارضين، يواجهها بصرامة حينا و بشراسة أحيانا، غير أن الغابة كانت فضاء جميلا و كان سكانها يفخرون بها، حيث أنهم حققوا اكتفاء اقتصاديا و تقدما في مجالات عدة رغم كيد الأعداء... بل كانت غابتهم عصية على الاستسلام و الخنوع...
و في يوم من الأيام استطاع الخنازير استمالة بعض الحيوانات الأخرى التي تتربع ملوكا على غابات مجاورة. و قد كان ابن آوى الأكثر تحمسا ثم جذب إليه النعجة و اتفقوا مع الثعلب على مساعدة معارضي الأسد على قلب نظامه... و كان موعدهم الربيع. تبادلت الحيوانات الأدوار و بدأ التصعيد في الكلام و كان الشعار "ارحل". عقدت الحيوانات الاجتماعات تلو الاجتماعات، يقال أنهم في البداية كانوا ستة و سابعهم خنزيرهم، و يقال أنهم ثمانية و تاسعهم خنزيرهم، و يقال أنهم كانوا أكثر من ذلك... لا يعلم عددهم إلا الله.
حمى الوطيس ووجد الأسد نفسه وحيدا... لولا وقوف الدب إلى جانبه رفقة الفهد... فقد تكالبت عليه كل حيوانات الغاب سرا و جهارا، ليلا و نهارا... كانت هنالك بعض الحيوانات المتوحشة التي تفترس خارج مراعاة قوانين الغاب... أتت من كل فج عميق لتشهد نهاية الأسد... كان الخنزير يفرك يديه فرحا و هو يرى كيف أن بعض الحيوانات من التي كانت على علاقة بالأسد انقلبت عليه و صارت تزرع الرعب في كل جنبات الغابة... قال الثعلب إن أيام الأسد صارت معدودة، و رددت النعجة الكلام، و بدا ابن آوى كما لو كان خير الواعظين بالرحيل...
في البداية طلب الأسد حوارا من أجل الإصلاح... لكن حميرا وعدها ابن آوى و الثعلب بأن تأخذ مكان الأسد رفضت... و كان مطلبها الوحيد رأس الأسد و إلا فهو الطوفان... قالوا أسبوعا و يتوقف الزئير، ثم قالوا شهرا... ثم صار الشهر دهرا. لم يكن الهدف هو الأسد... بل العرين. كان الهدف هو تحويل الغابة إلى أرض محروقة، و ما تنتج الأرض إلى غلة مسروقة... عم الخراب و صارت الأرض الخضراء جداول دماء... لم يتوقف الزئير... الخنزير حائر، و الثعلب في بيت الفهد يناور... و الحمير تنهق، و الأرواح تزهق... و ابن آوى يعد الكلاب كما وعد الحمير...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي تشابه في الوقائع فهو ليس مصادفة...

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس