الفلسفة في يومها العالمي : عندما يشهد شاهد من غير أهلها
بقلم: عبد الإله بعدي
شكلت الفلسفة طوال التاريخ والى اليوم منبع العلوم، إذ تعتبر من أهم مرتكزات أي مشروع تعليمي، حياتي، علمي، اقتصادي... فكل هذه المجالات تستمد من الفلسفة مبادئها و قوتها...
لقد اقترن ذكر الفلسفة باليونانيين، إذ تشكل اليونان
المكان الذي ظهرت به الفلسفة، ففي القرن السادس قبل الميلاد ظهرت الفلسفة {طاليس}، و إن كان البعض
يربطها بسقراط و أفلاطون {القرن الرابع قبل الميلاد}... لقد ظهرت كتفكير عقلاني
مقابل التفكير الأسطوري الخيالي الذي كان قبل ظهور الفلسفة، ليحدث ذلك قطيعة في التفكير لدى الإغريق، ويتم الانتقال من الخطاب الشفوي الأسطوري إلى الخطاب
الفلسفي المكتوب الذي يعتمد على الاستدلال العقلي و إنتاج الأفكار و
المفاهيم العقلية.
الفلسفة و العقل:
تعني الفلسفة محبة الحكمة، و هي ممارسة فكرية ترتكز بالأساس على العقل، أو إن
شئنا، يعتبر العقل نواتها. أو يشكل العقل محورا تدور حوله الفلسفة.
و بالبناء على هذا المفهوم يمكن القول أن الفلسفة شكلت فضاءا للمعرفة و الإبداع و الإنتاج الفكري، ما دام العقل هو الحكم في اللعبة، فإننا أمام فضاء بلا حدود من العطاء البناء، وعلى عكس ما يشاع عن الفلسفة فهي لا تقتصر على التنظير و الكلام في الهواء و إنما يتم إسقاط ما تم التوصل إليه بالفكر على الواقع... من أجل تغييره.
و بالبناء على هذا المفهوم يمكن القول أن الفلسفة شكلت فضاءا للمعرفة و الإبداع و الإنتاج الفكري، ما دام العقل هو الحكم في اللعبة، فإننا أمام فضاء بلا حدود من العطاء البناء، وعلى عكس ما يشاع عن الفلسفة فهي لا تقتصر على التنظير و الكلام في الهواء و إنما يتم إسقاط ما تم التوصل إليه بالفكر على الواقع... من أجل تغييره.
لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام جامدة، ولم تكن فكرة ظهرت
في زمان ما و مكان ما، و انتهت وماتت بانتهاء ذاك الزمان، وأصبحت تذكر و تدرس في
مادة التاريخ... فهذه من الأفكار المغلوطة أيضا، وإنما الفلسفة تتطور، و تتسع
المجالات التي تشملها، بل إن الفلسفة قطعت البحار، وركبت الموج، و انتقلت إلى بلدان
أخرى، ليتم دراستها و الاستفادة منها وليتم التوسع فيها.
من الفلسفة تتفرع العلوم:
بالإضافة إلى كون العقل محورها، تتناول الفلسفة مجموعة
من الموضوعات، فربما نحتاج إلى مجلدات للإحاطة بها، لكن إذا نظرنا فقط من زاوية
العلوم، فقد تناولت الفلسفة مفهوم النظرية و التجربة باعتبارهما مفهومين جوهريين
في بناء العلوم و تم التطرق لهما بالتفصيل في إطار الفلسفة .
كما في السياسة و بناء الدولة، كما الاقتصاد و المجتمع...
فقد عالجت الفلسفة كل هذه الموضوعات. وحينما أتحدث عن شمولية الفلسفة فأنا لا أقصد
فقط الكتابة و المناقشة و التنظير، وإنما أتحدث عن مشاريع و دراسات قابلة للتطبيق
على أرض الواقع. ودعوني هنا أقدم مثالا واحدا على ذلك في مجال المجتمع، فقد عالجت
الفلسفة موضوع الأخلاق وتم التفصيل فيه و بناؤه كمشروع لتنظيم حياة الأفراد و
الجماعات داخل المجتمع بمجموعة من الأفكار و النظريات القيمية، والتي أبدعها مفكرون
و متخصصون من النخبة،أي الفلاسفة، الذين كان لأفكارهم و نظرياتهم، و لا يزال،
تأثير كبير في مجال التربية و الأخلاق... و يكفي أن نذكر على سبيل المثال روسو و
كانط ...
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية