حُــــــــــــــــــــــــــــــــب... في الـــدار الـبـيـداء

حُــــــــــــــــــــــــــــــــب... في الـــدار الـبـيـداء
إذا لم تــجــد ما تــحــب… فأحـــب ما تــجــــــد

إلى منتخبي ومنتخبات الدار البيضاء، بعد موافقة الوالدين طبعا:
عمتم خرسانة ودخانا وكثيرا من الصراصير والخفافيش التي تهب على مدينتكم، مع انعقاد كل مجلس هنا وهناك في أرجاء مدينتنا المعذبة...
عندما تجتمعون، سيداتي آنساتي الفاضلات، سادتي الكرام البررة، أكثروا من التثاؤب والسعال كي تطردوا عيون الحاسدين من أولئك الذي عشقوا البيضاء حتى أصيبوا بمرض القلب والشرايين... لا أصاب الله قلوبكم وقلوب من "تعشقن" و"تعشقون"... بسوء...
يوم تجتمعون، عفوا يوم تضطجعون على كراسيكم المغلفة بالإسفنج وماء الذهب... اذكروا أن أحذيتنا البئيسة فوق الأرصفة المنهوكة، وعجلات سياراتنا "الاقتصادية" أنهكتها حفر أزقة وشوارع المدينة البيداء...
حين تجتمعون، ولو بعد أن يلج الجمل في سم الخياط، تذكروا أن عيوننا مكرهة أن تعشق الجدران الخرسانية الرمادية الصماء التي تضطهد شجيرات يتيمة في بلدنا الذي كان يوما غابة غناء تمشي الخيلاء فيها الأسود...
يوم ترن أجراس اجتماعكم، إعلموا أن أنوفنا تستنشق الإسمنت والدخان وقضبان الحديد، وآذاننا-حفظ الله آذانكم التي لا تشبه آذاننا- تحن إلى حفيف الأوراق في الخريف والربيع وزقزقة العصافير وطنين النحل تماما كما كان يحلوا لمعلمنا المسكين أن يردد وهو يتحدث عن الطائرة التي حطت بالحديقة بين الزهور فهاجمتها أسراب من الفراشات والبلابل السعيدة...
حين تلتقون... تذكروا أنكم منا وأنا منكم... وأننا، لحمقنا وقلة حيلتنا، منحناكم أصواتنا مبللة بالعرق وسيول من حب الوطن الذي لا تتذكرونه إلا حين يزجركم صوت ملك البلاد...! جميل أنكم تسمعون صوته حتى ولو كنتم مكرهين، ولكن الأجمل لو أنكم كدحتم وثابرتم حتى يحل بكم رضى ملك يوم الدين، وملك المغاربة أجمعين...
قبل أن تعقدوا العزم على الدخول إلى ردهات الاجتماع المقبل، هاكم نصيحة عبد فقير إلى عفو ربه غني بحب وطنه: عليكم باقتناء دراجات هوائية تقودكم إلى مقرات اجتماعاتكم التي لاتنتهي دون أن تنعقد، وتعالوا زاحمونا في أزقتنا حتى نتشارك العرق وأريج الإبطين فتعم الألفة بيننا، وتحسوا بنبض الدم في عروقنا الرمادية، ونحن، نمارس صباح مساء، رياضة فُرضت علينا، ولكنها-على الأقل- تجنبنا السمنة التي تجعلكم والأمريكان سيان...
في انتظار أن يحل بكم غضب الله أو هدايته... وفي انتظار خطاب ملكي أو غضب ملكي نرجو أن يكون قريبا، تجنبوا البيض المسلوق واللحم النيء وسمن النعاج...
إلى أن تغمزكم عيني الثالثة الأسبوع المقبل، دامت لكم حلاوة القراءة وطلاوة الأمل... 
د.محمد لفقيهي/أستاذ باحث في النحو(شروح كتاب سيبويه)
Lafkaihi.mohammed@gmail.com

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس