بقلم: محمد بعدي
عندما تتأمل المشهد الإعلامي الوطني يتشابه عليك البقر،
حيث قنوات و جرائد لا تسر الناظرين الذين ينظرون بعين الغيرة و الحب للوطن. فكل
شيء فيها فريد على وزن ذلك ال "عالم فريد"، و بالأحرى البليد... لا توجد
استراتيجية إعلامية واضحة تجيب عن السؤال: من نحن؟ و ماذا نريد؟ انطلاقا من نشرات
الأخ...بار"، مرورا بالبرامج "الخوارية" و "المسَلسِلات"
التي تروج ثقافة أسفل الجسد و تخاطب الغرائز... وصولا إلى السهرات
"الجنائية" أو الغنائية{لا فرق}... لا تصادف غالبا إلا ما يصيبك بمغص
ثقافي: بعض الوزراء لا يعرضون المشاريع بل "الأزياء"، و يتنافسون في إغاظتنا،
و لا يبدعون غير فن الكلام من خلال إقامة شبه دائمة في التلفزيون ـ بالنسبة للبعض
ـ لولا أن "أرض الله تتسع لقنوات أخرى"... و حوارات مباشرة مع تصفية
الحسابات و الأخطاء اللغوية و المعرفية و التواصلية... و "كليبات" تعرض
جسد الأنثى بشكل مستفز للرغبة الذكورية في "تصريح شبه كامل
بالممتلكات"... و مشاهد للبراءة المغربية التي تغتصب و تهتك أعراضها دون خجل
أو وجل... تعت عنوان له باب ظاهره الانفتاح و الترفيه و "العطلة
للجميع"... و باطنه ترسيخ قيم الانبطاح، و وضع آخر المسامير في النعش القيمي
الأخلاقي... هذه هي الخطة الإعلامية: تنمية التخلف البشري.
أما جرائدنا فتلك حكاية أخرى، فالجرائد الحزبية هي كتائب
"حربية" تطلق نيرانها بشكل عشوائي خصوصا في فترات الانتخابات، و قد تصيب
شظاياها حتى الأصدقاء أحيانا... أما الإيديولوجيا فتقيم طقوسا تراجيدية في تلك
الجرائد... حيث الواقع مزيف و الحقيقة ترتدي النقاب... أما بعض الجرائد
"المستقلة" فمستقلة فعلا عن همومنا و مشاكلنا و تطلعاتنا المشروعة...
تمارس التغطية بدل التعرية، و الصحافي فيها كالممثل مستعد للعب كل الأدوار
بانتهازية مفضوحة... قلمه مسدس يقتل الوطن و القيم و الإبداع ... مع سبق الإجرام و
العهر...
إن السياسة الإعلامية في وطننا هي سياسة هدفها تنمية
التخلف من خلال "التجويع" القيمي و المعرفي للمواطن، و من خلال ترويج
بضاعة إعلامية فاسدة و متعفنة... تعمل على تسميمه و تخديره و تضبيعه في نهاية
المطاف، كي يكون مسخا و كائنا أبلها "يستهلك لكي يهلك".
مقالات أخرى للكاتب:
من "الانتقال" الديموقراطي إلى "الانتقام" الديموقراطي
"التلوث" السياسي في الوطن العربي
موازين... طريقنا إلى التقدم!!
"الشباطيزم" أو فلسفة العبث السياسي
جهاد النكاح أو الدعارة الحلال
الأسد و الضباع
الفيديو كليب و إدماج المرأة في التعرية
الكفاءة التربوية و فلسفة التخلف السياسي
لأجل نيني : أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟
المعرفة بين " الداودي " و " الداودية "
أعداء العربية
ماذا خسر المغرب بوفاة الشيخ ياسين؟
مقالات أخرى للكاتب:
من "الانتقال" الديموقراطي إلى "الانتقام" الديموقراطي
"التلوث" السياسي في الوطن العربي
موازين... طريقنا إلى التقدم!!
"الشباطيزم" أو فلسفة العبث السياسي
جهاد النكاح أو الدعارة الحلال
الأسد و الضباع
الفيديو كليب و إدماج المرأة في التعرية
الكفاءة التربوية و فلسفة التخلف السياسي
لأجل نيني : أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟
المعرفة بين " الداودي " و " الداودية "
أعداء العربية
ماذا خسر المغرب بوفاة الشيخ ياسين؟
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية