معاليه... {قصة قصيرة}



بقلم: يوسف عشي

اليوم يصل معاليه. اليوم موعد زيارته، الممرات تنظف.. الموظفات تخضب ..الجدران تنمق.. اللوحات تعلق.. وموجة من الإجراءات تطبق.. لعل كرامات معاليه تحل.. والويل كل الويل من نقماته.. فمعاليه يحب النظام.. معاليه يكره الإهمال.. معاليه يقدر الجمال.. معاليه بطل الأبطال.. معاليه بعبع الرجال.. معاليه .. معاليه...

كومة من الأجساد تتزاحم، تتدافع، وتتراجع.. تكتكات و صفيق يضج به المكان.. عشرات الأشرطة تتدلى من الأعناق.. ثلة من الرجال تتمشى، والجباه تحنى بنفاق.. وقف معاليه.. تعاظمت الاهتزازات.. انطلقت التصفيقات.. وقدمت الشروحات.. الآن يقف معاليه.. سيتكلم معاليه.. نطق معاليه.. صوب بنانه نحو مجموعة الأواني المطبخية.. وتكلم.. قال:  -" ما هذا؟" .. ارتبك الشارح.. خيم على المكان صمت مخيف.. بعد هنيهة، استعاد الشارح رباطة جأشه.. نظر الى معاليه بكل اندهاش.. وأجاب في وثوق مشوب بالسخرية : -" إنها.. إنها قاعة للأعمال المنزلية. تعلمون  معاليكم  أنه..." بوثوق أكبر، وملامح تحمل علامات الإدراك العميق، قاطعه معاليه : -" مفهوم.. مفهوم.."
   تحرك الوفد.. عادت  الروح إلى المدير.. تخلف عن الركب، ودنى من صاحبه، ربت على كثفه..ثم قال: - "الحمد لله على ذكاء معاليه!..." ثم عاد ليرفع رأسه ليقرأ ما كتب فوق باب القاعة.. فهناك كانت تستقر عبارة " قاعة الأساتذة"!!...



تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس