العملاق طه عبد الرحمن يعود من جديد


بعدَما غيبَهُ المرضُ لفترة من الزمن، جعلَ المفكر المغربِي، طه عبد الرحمن، غداةَ حلوله السبت، ضيفاً على افتتاح مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنسانِي، الدينَ والأخلاقَ لُحمَة واحدة، لا سبيلَ إلى شطرهَا، في نفيه لوجودِ متنفس للأخلاق خارجَ هامشِ الدين.
صاحب "روح الدين" قال إنَّ العلمانيَّة من أبرز الآليات التِي توسلت بها الحداثَة فِي إقامَة مشروعهَا الدنيوي القائم على فصل المتصل، مؤكداً أنَّ الدين كان على الدوام متصلاً بكافَّة مجالات الحياة، إلَى أن جاءت الحدَاثَة لتعطِّلَ قانون الدين فِي المجالات الحيويَّة، ففصلته عن العلم والفن والقانون والسياسة والأخلاق.
وشدد المتحدث علىَ أنَّ فصلَ الدين عن الأخلاق يتعبرُ الفصل الأخطر، فِي سعيِ "الدنيَانيَّة" إلى انتزاع المجالات الحيويَّة من الدين.
الدكتور عبد الرحمن أردفَ أنَّ الفصلَ بينَ الدين والأخلاق يفتحُ الطريقَ لادعاء البعض أنماطاً سلوكيَّة غير مسبوقة تصادم الوجدان، فِي خضمِّ الحديث عن أخلاقٍ بلَا روحيَّة، وروحَانيَّة بلَا إيمان، ومحاولات عدة لنزع الطابع الدينِي عن الأخلاق وجعلها تكتسِي طابعَ الزَّمن الصرف.
وشددَ الأكاديميُّ المغربيُّ، في محاضرته بالمكتبة الوطنيَّة، على أهميَّة تحديد المسلمات والمنطلقات، التِي حددهَا فِي مسلمات التبدل الدينِي، ومسلمَة التخلق المزدوج، وكذَا المسلمَة الآمريَّة الإلهيَّة، التِي تأتمرُ بمَا أمرَ به الله، سواء عقل به عقلُ الإنسان أم لم يعقل، بحيث أنَّ المأمورات هيَ التِي تحققُ أخلاقيته.
وفِي تأكيده حاجَة الأخلاقِ إلى دينٍ تأوِي إليه، سارَ طه عبد الرحمن إلى القول بتهافت افتراع أديان من قبيل الدين الطبيعي والدين الاجتماعي والدين العقلَاني، بحيث لا تستقيمُ الأخلاق، وفقَ الباحث، إلَّا، بدين يعتمدُ على الشَّاهدِ الإلهي.

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس