كلمات فلسفية في الحياة والوجود

 

كلمات فلسفية في الحياة والوجود

03 أكتوبر 2020

د علي محمد اليوسف

اعتدت كتابة شذرات فلسفية في جمل وعبارات نشرتها من ضمن مواضيع محتويات بعض مؤلفاتي وفي هذه المجموعة أكون وصلت الجزء السادس منها والتي سبق لي نشرها، ومن خلال تجربتي مع هذا النوع من التعبير الفلسفي أجد أحيانا ما أرغب التعبير عنه بصفحة أو أكثر من الشرح السردي ألقاه متحققا استوعبته جملة أو بعض عبارة من التعبير اللغوي الذي يحقق الغرض المطلوب ويبقى تقدير الأمر للقارئ لهذا النوع من الكتابة الفلسفية الجاهزة السريعة..

-         الأفكار هي معارف إدراكية يطلقها الوعي بتعبير الفكر واللغة. والوعي مرتكز الوظيفة الإبستمولوجية وليس الوعي هو الحكم على الاشياء الذي هو من اختصاص العقل تحديدا.. والوعي جزء عضوي من منظومة العقل الإدراكية للأشياء لكنه لا ينوب عنه.

-         الفكر وسيلة العقل الوظيفية في المعرفة وتعالقه مع الوعي ولغة تفكير العقل.

-         الوعي الذاتي هو تحقق الانا الذي يسترشد العقل دوما في بيان حقيقة مدركاته في الصادر منه والمنقول له...

-         الوعي لا يكون موضوعا لغيره، أي الوعي وظيفة إدراكية في وعيه المدركات المغايرة له. ويعي الوعي ذاته بدلالة العقل.

-         الوعي ليس موضوعا لإدراك العقل بل هو وسيلة العقل في الادراك..

-          الوعي يعي ذاته كماهية عقلية وليس موضوعا مدركا من غيره..

-         الوعي خاصية أنسانية لذا دائما ما يكون الوعي يحمل قصديته وهدفه المراد تحقيقه، والوعي يصدره العقل على شكل لغة التعبير ومقولاته في مدركاته.

-         وعي الذات هو مضمون الوعي الذي يدرك ذاته ويدرك موضوعاته معا ولا يكون الوعي موضوعا مدركا من غيره. والوعي لا يحقق حقيقته من غير قصدية تلازمه. فالوعي هو السير نحو تحقيق هدف قصدي يرومه.

-         الوعي الذاتي بين أنسان وآخر- أي داخل النوع الواحد – هو وعي نوعي مفارق مغاير لكل منهما، حين يجد كلا منهما في الآخر موضوعا لوعيه وإدراكه، وبهذه المغايرة التعالقية من الوعي المتبادل بينهما يعرف كل منهما حقيقة وعيه الذاتي بدلالة الوعي المغاير له..

-         الله ليس ضرورة وجودية للأديان وحسب وإنما هو ضرورة وجودية للإنسان في تنظيم حياته على أسس من الضمير الاخلاقي. وهي مقولة سبق وقال بها تولستوي وفلاسفة من قبله ومن بعده.

-         صحيح أن الاخلاق ليس منشأها الأديان، فقد كان الانسان يمارس بعضا من الاخلاق قبل معرفته اللغة والاديان. لكن الحقيقة الاهم أن جميع الاديان التي عاشت على الارض والى اليوم تقوم على ركيزة الضمير الاخلاقي كقيمة عليا سابقة على جميع القيم الاخلاقية التي نادت وتنادي بها الاديان.

-         لا أجد هناك مسوغا مقبولا أن ينوب رجال الدين إعلانهم حقيقة رؤاهم العالم الارضي ويتركون لاهوت الاديان ساحة تطاحن ديني لتفسيرات متصارعة بلا جدوى ولا معنى..

-         ما لا يدركه العقل تخونه الحواس والذاكرة، وما لا تدركه الحواس ولا العقل يدركه الجنون الذي ربما كانت مدركاته أسمى من مدركات العقل...فالعقل السوّي يحدّ أدراكه الزمان والمكان وتعبير اللغة.. بينما تكون هذه المحددات غير موجودة كعوائق عند المجنون في محاولته التعبير عن حالته الشعورية واللاشعورية...

-         اللغز المحيّر هو وجود الحياة والانسان على الارض من دون وجود حياة في عوالم وكواكب أخرى في هذا السديم الكوني اللامتناهي...ووجود كائنات متطورة حضاريا لا تشبه الانسان استوطنت كواكب أخرى وغزت الارض في بعض المراحل التاريخية وأقامت شواهد حضارية عليها كلها محض خيال خرافي لا سند علمي له..

-         عندما ييأس الانسان يقوم بمقارنة السيء بالأسوأ بالحياة.

-         أسوأ مما نتوقع حدوثه لن يكون أسوأ مما نتخيّل ونخاف حدوثه.

-         الفكرة لا تأخذ تمام معناها أبدا فهي تولد كالرضيع الذي يحتاج الكثير ليبلغ سن الرشد..

-         حسب الفيلسوف الانكليزي ولتر سكوت (الواقعي ليس كل ما نفكر أنه موجود) وهي مقولة صحيحة لأن جميع أفكارنا التي نثق بها على أنها تصوير أمين لتمثلاتنا الواقع أنما هي في حقيقتها مجازات لغوية لتصورات ذهنية، فالواقع عصّي على أستيعاب اللغة التعبير عنه بدقة متناهية..

-         من يدّعي العصمة لأفكاره ليس جديرا بالاستماع له، ويقول أيفون بيلافال بهذا المعنى لا يوجد فيلسوف واحد لا تشتمل كتاباته على زلة التناقض منهم ماركس وليبنتز وكانط وهم عباقرة الفلسفة على الاطلاق..

-         جميع الأفكار الفلسفية وغير الفلسفية تحمل في أحشائها تناقضات عديدة يتوجب على النقد كشفها وتقويمها موضوعيا. ولا يوجد تفكير من غير عيوب تلازمه ملازمة الظل.

-         العلم لا يفهم الفلسفة بتجاربه المختبرية والفيزيائية كما أن الفلسفة لا تفهم العلم بمنطقها الذي يرى في العلم جانبا احاديا من حقائق الحياة.

-         أمام الكوارث المتسارعة نفقد قدرة السيطرة على لغة التعبير وسط تلاطم تداعيات اللاشعور الذي يحتوينا..

-         صرامة النسق الفكري داخل اللغة لا يقود بالنتيجة الى معطيات حقيقية مسّلم بسلامتها.

-          ليس مهمة الفلسفة ان تقول ما يفهم، بل مهمتها أن تقول ما يجب أن يقال، ولا يمكن للفلسفة أن تكون يوما ما معارف وأجوبة عن تساؤلات لا تنتهي, تساؤلات لا يمكن للفلسفة العيش والاستمرار من دونها...

-         حقيقة حياة الانسان على الارض هي كابوس مقيت لا يمكننا الخلاص منه الا في نهاية الانسان بالموت والفناء.... ولو كان الانسان خالدا في الارض لما بقي للحياة معنى من أجله يعيش الانسان.. فخلود الانسان الارضي يلغي توق الانسان وشغفه الديني خلوده في السماء الذي لا يتحقق الا بموت الانسان وفنائه الارضي وبذلك ينعدم معنى الحياة على الارض... بهذا المعنى يصبح خلود الانسان بالموت هو الخلود الحقيقي وليس خلوده الانبعاثي الميتافيزيقي في السماء..

-         الحقيقة التي تعطيها الفلسفة الغربية حقّها من الاهتمام هي أن علم النفس وعلم اللغة هما أهم ركيزتين تقوم عليهما مباحث الفلسفة المعاصرة حصريا، وجميع أحكامنا يلعب بها العامل النفسي وتعبير اللغة ما يوازي الاهتمام بالإدراك المنطقي العقلي لفهم موضوعات الحياة..

-         عقولنا في فهم الحياة لغة ولا أكثر.

-         الفلسفة بمفهومها العام هي أفكار منطقية تجريدية لغوية مستمدة من الواقع والخيال، لكنها عاجزة تماما أن تكون واقعية في حل إشكاليات خارج منظومة التفكير الفلسفي المجرد.

-         أدخل فلاسفة علم اللغة واللسانيات وعلم النفس مباحث الفلسفة بعد تجريدها من كل قيمة معرفية حقيقية جادة في تغيير الحياة، أدخلوها قسرا في عالم التعابير اللغوية المتداخلة مع بعض معارف علم النفس نفق التقويض المبرمج ما جعل الفلسفة تعيش هوامش نحو وقواعد اللغة...

-         لا نمتلك يقينا قاطعا أن اللغة عاجزة من التعبير عن الافكار بصورة دقيقة، متناسين حقيقة اللغة هي وعاء الفكر، عليه يكون تقصير التعبير بالفكر أسبق من خيانة اللغة التعبير عن مكنونات التفكير العقلي بموضوع...

-         عندما تكون الافكار عاجزة أن تمنحنا المعنى فالأجدر بنا ألا نعوّل على اللغة تمنحنا المعنى..

-         الأفكار من دون مضمون قصدي هادف لا قيمة لها وتعجز اللغة التعبير عنها بأمانة لأنها فارغة من المعنى. الافكار وعي قصدي يسبق تفكير اللغة عنه.

-         كينونة الانسان عملية تصنيع ذاتي دؤوبة من الاضافة والتكوين سعيا نحو تحقيق الذات الماهوية الخالصة، ولا توجد كينونة إنسانية ناجزة متشّكلة قبل ممات الانسان حيث تتوقف الكينونة أن تكون وجودا حين تفارق الروح الجسد..

-         الكينونة لا تحمل ماهيتها الناجزة معها بل تحتويها صيرورة غير مكتملة، والكينونة والماهية ليستا جوهرا واحدا في تلازمهما وحسب، بل كلتاهما جوهرا غير متكامل يسعى كل منهما بناء الآخر والتكامل معه وصنعه بمرور الوقت..

-         الحياة التي نعاملها بجدّية أكثر مما تستحقه أنما هي مهزلة يعيشها الانسان مرغما عنه منتظرا نهايته بالموت. يوجد روائي من امريكا اللاتينية اسمه سونيكا نال جائزة نوبل قوله كلنا نعيش مهزلة واحدة هي الحياة.

-         الحياة علامة استفهام تحزم العالم في تعدد الاجابات التي بلا معنى.

-         تبدو لي مفارقة غريبة مع ما أومن به أن كل شيء بالحياة يجب أن يكون في خدمة حياة الانسان نحو الأفضل، وكانت الفلسفة طموحة لتحقيق مثل هذا الهدف لكني وجدتها في حقيقتها منطقا تجريديا صرفا ليس في وارد اهتمامها تغيير حياة الناس وهذا يطابق رأي بيرتراند رسل.. ليس من مهام الفلسفة تغيير الحياة قبل مهمتها أن تجعل الانسان يفهم الحياة بشكل مغاير عن الآخرين..

-         الفلسفة ليست ايديولوجيا سياسية تعبوية في تغيير المجتمعات بقدر ما هي منطق لغوي يعمد تفسير الحياة بمغايرة عن الفهم العام لها..

-         كان ماركس متنبئا محّقا وعلى صواب حين أكتشف الفلاسفة غارقين في تفسير العالم بدلا من تغييره فعمد الى ايديولوجيا الاقتصاد السياسي وهجر الفلسفة وكانت الحصيلة قلب العالم رأسا على عقب....

-         نظافة الضمير الاخلاقي نفحة روحانية إنسانية لا يتمتع بها ولا يمارسها بهائم تمشي على قدمين.

-         في مجتمع بلا قيم اخلاقية وأناني في تعاملاته لا يضمن الانسان كرامته وسط مجتمع تتسيده حثالة.

-         لا بد من السعي والتضحية من أجل تحقيق مجتمع تسوده أخلاق وقيم الضمير النظيف لتجنب السقوط في لا معنى الحياة وخوائها العبثي في الجحيم الارضي الذي نعيشه.

-         مثلما يجد بعض المتدينين المتطرفين أنفسهم أوصياء على محاكمة الناس في الارض بدلا من محاكمة رب العالمين لهم في السماء... وجدت بعض الاحزاب السياسية في العراق والوطن العربي تحتكر العمالة للأجنبي منفردة في أسقاطها الخيانة والعمالة على الاخرين..

-         ثقافة النفاق الفاقدة لقيم الحياة لا تبني مجتمعا، فالمثقف الذي لا يصدق مع نفسه لن يكون صادقا مع غيره....

-         يقول (كانط) لا يستطيع الانسان تكوين حدوسات عقلية.. بمعنى أن الفكر لا يستطيع الإنابة عن موضوع الادراك الغائب (الواقع) باستثناء تفكير العقل الخيالي بمواضيع مستمدة من الذاكرة التي ليس مصدرها الحواس...

-          الحدوسات في غياب الموضوع المتعيّن أدراكه في عالم الاشياء يتعذر على العقل تكوين معرفة منطقية عن شيء في تعطيل أدراكات الحواس.

-         يقول لايبنتيز (الحقيقة هي ما يمكننا تحديده بالكامل) ويقصد أن معرفة صفات الشيء وأدراكه بالعقل غير كاف لمعرفة حقيقة (ماهيته) والإحاطة به.

-         إدراك الشيء مكانا في وجوده الخارجي هو أدراك زماني له داخل العقل في محاولة فهمه فهما جيدا حقيقيا هو غير الادراك الحسّي الخارجي مكانا به.. كل شيء متعيّن مكانا لا يمكن ادراكه من غير ملازمة زمانية له.

-         يذهب جون سيرل (أن تجربة الادراك الواعية التي ليس لها موضوع هي حالة من الهلوسة الإدراكية) وهذا تعبير التباسي غير واضح للأسباب:

اولا حالة الهلوسة ليست تجربة أدراك واع بغياب الموضوع المدرك، عندها لا تكون هي وعي بل هي تداعيات فكرية هلاوسية غير منظمّة ولا معبّر عنها لغويا إدراكيا بغياب موضوعها. والوعي بلا موضوع متعيّن في الذهن وعالم الاشياء لا يرتب عليه أدراكا عقليا مطلقا. الوعي لا يدرك ما هو غير متعين كموضوع في عالمي الطبيعة والخيال.

ثانيا ليس هناك أدراك واع لا يحمل موضوع أدراكه معه، والهلوسة بلا موضوع لا تكون وعيا بشيء، أو موضوعا محددا بالذهن يستحيل أن تكون وعيا عقليا يمكن حدوثه..

-           قوانين العقل الانساني تعلو قوانين الطبيعة، فهي تقوم بأدراك الاشياء بالطبيعة وتضفي عليها مقولاته وقوانين تنظيمه لها بما تفتقدها نظم الطبيعة وقوانينها الثابتة، والسبب واضح بهذا الامتياز فالعقل يعقل ذاته ويعقل مواضيع الطبيعة في وقت واحد.. بينما قوانين الطبيعة لا تعقل ذاتها ولا تعقل الانسان كوجود محايث لوجودها. وبهذا التمايز تكون قوانين الطبيعة ثابتة لا تتغير بينما قوانين الانسان الوضعية دائمة التغير والتطور في مواكبة وبناء الحياة باستمرار...

-         الطبيعة فرضت من غير ارادة مسبقة واعية منها التكيف على جميع الكائنات الحيّة منها الإنسان، وكان تكيّف الحيوان لها إذعانيا انقياديا يعيش ليأكل، بينما كان تكيف الانسان مع الطبيعة هو ليس فقط لتامين مستلزمات حياته منها في توفيرها له ما يحتاجه من غذاء في بقائه حيا، بل لو لم يتمرد الانسان في تكيفه على الطبيعة في غير الانقياد القطيعي لها كالحيوان لوجدناه اليوم اورث لنا العيش بالكهوف وسط الاحراش والجبال والغابات. والفرق بين الطبيعة والانسان ليس في امتلاك الانسان اللغة والشعور بالزمن وهو ما لا تمتلكه الطبيعة، بل في امتلاكه الوعي الذكي منفردا عن الطبيعة وجميع مكوناتها.

-         لا أثق بتفكيري دائما كصحيح ناجز فاللغة تخون الفكر الحقيقي النافذ على الدوام كون الفكر أكثر ثقة من اللغة وأغنى بما يدخّره من معنى غير مفصح عن نفسه.

-         فضائع الحياة تجعل من الصمت أكثر إيلاما من الكلمات.

-         أغلب حقائق الحياة يكتشفها الانسان في وقت متأخر من العمر... حيث لا مجال التصحيح، وفي هذا المعنى يقول فينجشتين أن تاريخ الفلسفة هو تاريخ تصحيح اخطاء التعبير اللغوي.

-         من إحدى مساوئ التفلسف السطحي هو السرد التاريخي المقتضب عن حياة فلاسفة كبار من غير عرض ونقد ومناقشة أهمية أفكارهم الفلسفية.

-         الكثير من قضايا الفلسفة سخيفة لا تستحق الاهتمام لذا لا يكون أي باحث في مجالها بمنأى عن السقوط في تناقضات فكرية لن يكون هو الوحيد ضحيتها.

-         عبقرية اللغة في التعبير عن مدركات العقل مستمدة من عبقرية الفكر وما تعبر عنه اللغة بوضوح يطالب به فلاسفة اللغة هو السطحية بالتفكير في عجزها التعبير عن عمق الفكر الذي يحمل على الدوام فائض المعنى المدّخر فيه والتي تعجز اللغة التعبير عنه تماما.. وهذا ما تعتمده فلسفات اللغة في فائض المعنى.

-         في الوقت الذي لا تجد فيه الفكرة غير اللغة وسيلة تعبير عن نفسها الا أن اللغة لا تقود الفكرة بل تستطيع المراوغة معها على الدوام..

-         ماذا لو أكتشف الانسان بعد فوات الأوان في خريف العمر أن الحياة التي عاشها كانت كلها محض صدف متتالية ولم يكن له النصيب الاوفر في صنعها بإرادته؟؟ لا أعرف مدى صحة أيماني القاطع أن الحياة هي تراكم كمي ونوعي من الصدف المتتالية الخالية من إرادة الإنسان في صنعها. طبعا الماركسية لا تؤمن بالصدفة التي تصنع الحياة والتاريخ لذا ربطت الصدف بحتمية تطور ديالكتيك الحياة الذي تصنعه الارادة الانسانية. وانا أشك تماما بهذا الاستنتاج وأعتبر عشوائية الصدف هي التي تصنع الحياة والتاريخ أكثر من إرادة الانسان. التاريخ نفسه سلسلة من الصدف العشوائية التي تعمل ارادة الانسان تصحيحها في وضعها بمسارها الخطي التاريخي الصحيح في التقدم المتواصل إلى إمام.

-         التاريخ الزائف تكتبه القوة الغاشمة ولا تكتبه قوة الحق الغائبة. التاريخ فيه من التزييف أكثر بكثير جدا مما نكتشف حقائقه الخفيّة بسهولة.

-         من هنا من الشرق الاوسط بداية نشوء ومهد الحضارة البشرية الذي أصبح اليوم القنبلة الذرية الموقوتة التي سيؤدي انفجارها نهاية العالم.

-         إذا ما تمّكن العلم من اكتشاف سر الموت مستقبلا فلا يبقى للحياة معنى وسينتحر العالم ببطء شديد كارثي في عدم كفاية الطعام لحياة المليارات من البشر على الارض مع اطراد التكاثر السكاني.. وهذا الفناء سيكون قبل فناء الحياة الارضية الحتمي في استنفاد الشمس استهلاكها للهيدروجين داخلها والذي يغلف غطاؤها الجوي الذي سيجعل من الحياة على الأرض صقيعا متجمدا لا يمكن العيش معه..

-         لا أجد هناك مبررا معقولا في فزع الإنسان من الموت بعد أدراكه لا معنى الحياة... وامتحان الانسان في الحياة لا مبرر حقيقي له أمام حقيقة الانسان وجود طارئ قذف به بالعالم من غير إرادته.

-         شيئان لا يتصالحان في حياة الانسان العقل والعاطفة.

-         الحياة مأزق لا يمكن تجاوزه ألا بالموت الأرضي أو الخلود في السماء.

-         الحياة تصنع الانسان ولا يصنعها هو. إرادة الإنسان عاجزة عن تطويع الحياة كيفما يشاء ويرغب، والطبيعة لم توجد لتلبية رغبات الانسان، لذا طيلة مسيرة أنثروبولوجيا الانسان تشير إلى أن الانسان كان ولا زال هو الذي يتكيّف مع الطبيعة لا أن تتكيف الطبيعة غير العاقلة معه.

-         هدف الوعي القصدي هو الذي يشّكل لغة تعبيره ...

-         يضرب ليفي شتراوس المذهبين المادي والمثالي بقوله (لا أولوية فيه للبنية الفوقية أو التحتية في عملية تأسيس المعرفة) وهو رأي تركه صاحبه شتراوس معلقا بين الارض والسماء.. إلا إذا فهمنا تفسير العبارة أن البنية التحتية تتكامل مع البنية الفوقية في ترابط جدلي لا انفكاك به.

-         متاهات العقل الانساني الفلسفي هي متاهات التعبير باللغة التي قال بها جميع فلاسفة اللغة ونظرية المعنى وفلسفة العقل...

-         الإنسان فكر عقلي قبل أن يكون لغة معبّرة عن الاشياء في وجودها المادي..

-         العقل تقف مهمته أمام تعريف الزمان لمدركاته، أي لمدركات العقل للأشياء في ظواهرها الفيزيائية.. إذ وضع العقل علاقة العلم بالزمان في مهام تخرج عن نطاق فهم الزمن كدلالة لا يستطيع العقل العلمي احراز تقدم من خلالها مثل هل للزمان بداية ونهاية؟؟

-         قد يحمل الانسان عبء وشم مزري مدى الحياة لا يمت له بأدنى صلة.

-         عندما لا يحتاج الإنسان موتا سريريا فمعنى ذلك أنه قد مات روحيا منذ زمن طويل.

-         في مجتمعاتنا العربية تتوارى حقائق الحياة خلف توثيقات تافهة نفاقية يتولاها أناس لا ضمير أخلاقي لهم ولا قيمة فكرية يحملون ولا بصمة اجتماعية يمتلكون.

-         يتحدث هوسرل عن العدم بأنه لصيق القلق الوجداني ويسايره هيدجر نفس المنحى، في حين يتوجب علينا النظر بتعالق العدم مع الوجود المادي، ونبعد ربطه وتعالقه بالنفس الإنسانية، فالعدم فناء لكل اشكال الوجود المادي وليس إفناءا لعصاب أو حالة نفسية تنتاب الانسان يمكن الشفاء منها.. وانفلات السيطرة وقدرة التعبير والاحاطة بمعنى العدم بالكلمات لا يمنحنا حق اعتباره ميتافيزيقا تراود نفس الانسان ولا تستهدف وجوده..

-         تزداد أهمية الحياة بأن لها نهاية..

-         من فلاسفة الإسكولائيين في القرن الحادي عشر هو القديس انسلم 1033- 1109، من أقواله في البرهنة على وجود الله (أن وجود شيء ما في الذهن فقط هو أدنى من وجوده في الواقع) وأجده تعبيرا سليما من حيث عدم قدرة العقل الانساني المحدودة أدراك أي موجود كلي لانهائي غير محدود في حقيقته التامة في تطابق تفكير العقل مع ذلك الموجود تماما... والتفكير بشيء يختلف عن وجوده الحقيقي في الواقع فكيف يكون الحال مع التفكير بوجود الله...

-         عالم الشيء بذاته هو ماهية عند الانسان تكون محتجبة خلف الظاهر من الصفات ويتعذر أدراكها أو معرفتها من غير الشخص حاملها فقط دون غيره، والماهية في الموجودات غير العاقلة بالطبيعة فلا يستطيع أحد تأكيد وجودها أو معرفتها غير التخصص العلمي الدقيق في البحث عنها.

-         من الخطأ اعتبار كل ما هو غير مدرك عقليا غير موجود، فالموجود باستقلالية في عالمنا الخارجي يسبق إدراك العقل له وتعبير اللغة عنه.

-         الموضوع كينونة مدركة حسيا، والذات موضوع يدرك نفسه ولا يدركه غيره كموضوع .

-         من الحقائق التي نحاول الهروب منها اننا مخلوقات طارئة على الحياة وليس مخلوقات تصنع الحياة وكل ما نشهده من زيف اننا نصنع الحياة محض وهم خرافي فالإنسان الطبيعي مخلوق ضعيف لا يصنع الحياة التي هي جبروت الاقوى...

-         الموضوع ذات مدركة، والذات موضوع مدرك..

-         حقيقة نتجاهلها بمكابرة أن ماركس أنصف فقراء العالم بما لا يقل عن إنصاف الاديان لهم وماركس أقفل الفلسفة بما تحتويه من هراء لا معنى له.

-         من الحقائق التي نحاول الهروب منها اننا مخلوقات طارئة على الحياة وليس مخلوقات تصنع الحياة وكل ما نشهده من زيف اننا نصنع الحياة محض وهم خرافي فالإنسان الطبيعي مخلوق ضعيف لا يصنع الحياة التي هي جبروت الأقوى من الناس الاشرار.

-         عبثا نحاول جعل الحياة لها معنى نعيش له وهي تسخر منا على الدوام..

-         أجمل ما في الحياة أننا عاجزون بلوغ أدنى درجات لا معناها..

-         قيمة الحياة الحقيقية أننا لا نستطيع ممارستها ولا التعبير عنها بصدق نحتاجه قبل حاجتها هي له..

-         أننا نفهم الحياة فلسفيا بعيدا عما يعتمل فيها من حيوية فائقة، بمعنى أن التفكير الفلسفي لا يستبق تطور الحياة كما يفعل العلم. وستبقى الفلسفة تعيش على تاريخها نوعيا وكمّيا، بينما العلم يعيش تاريخه بالتجاوز النوعي المستمر له.

-         الواقع الطبيعي هو قسمة مشتركة بين العقول ولا يخضع لعقل مطلق بالفهم.

-         العقل الانساني يمثل حقيقة الذات قبل تمّثله حقيقة الواقع.

-         لا يوجد أكثر من الدين الماما بحياة الانسان الاخلاقية والسوسيولوجية بغض النظر عن صدقية هذا الدين أو ذاك.

-         الخوف من الموت والفناء هو أصل الدين.

-         في كل تفكير ذاتي يكون المجتمع حاضرا، وفي المجتمع يتمكن الفرد تكوين وعيه الذاتي بصورة صحيحة.

-         تفكير الانسان وليد بيئته وظروفه المجتمعية، وفي متغيرات المحيط تتطور الافكار المعرفية للفرد وليس بالتأمل الفردي فقط.

-         كل تعبير غامض باللغة تتعدد معانيه وكل وضوح يختزل تأويله في بعد واحد.

-         غموض المعنى في تعبير الصوفية عمل عمد مقصود لذاته في تعطيل اللغة وليس عسرا وعدم التمكن من تعبير اللغة نقل التجربة الصوفية.

-         الحقيقة دائما تكون في المسكوت عنه.

-         علينا قراءة أفكار كبار المتصوفة العرب المسلمين بمنهج الفلسفة وليس بمنهج العقيدة الدينية.

-         الوحشية والطغيان ملك مشاع لكل امم وشعوب الأرض من شاء ممارستها اكتسب أرذل لعنة يحتفظ بها التاريخ.

-         ليس مهما أن يكون الانسان أنانيا بالغريزة لكن الاسوأ أن يكون خبيثا في سلوكه.

-         من مظاهر فساد الثقافة العراقية والعربية هو قيام المؤسسات المعنية بها تسييسها بنفس طائفي متحزب.

-         المجاهرة بإدانة أعلام وثقافة الانظمة العروبية المستبدة لا يعني أن تكون ثقافة وأعلام الانظمة الطائفية المتخلفة هي الاصلح منها.

-         اننا نفهم الحياة فلسفيا، بمعنى التفكير الفلسفي لا يستبق دفق الحياة وجريانها، وستبقى الفلسفة تراجع تاريخها في نقدها التاريخ وتخليصه من الاخطاء القاتلة.

-         فرص كتابة التاريخ لدى الشعوب الحية إنما تقوم على الارادة التي تنتشل التاريخ من عشوائية الاحداث وتعثرات المصادفات الغريبة.

-         بحسب الفلسفة الذرائعية (أن دلالة التعبير لا يمكن ان تظهر الا في سلوك من يعرفه، أي أنهم يعرفون مع أي سلوك يتطابق) بمعنى معرفة الشيء تتطابق عند الوعي به مع نوع السلوك الذي يناسب ويطابق ذلك الوعي..

-         أذا كان الوعي النقدي سمة الشعوب المتحضرة، فالمجتمعات العربية بحاجة الى تربية نقدية مدى الحياة..

-         ليس الازدواجية النفاقية أن تقول غير ما تبطن ولكن الازدواجية الاقسى أن تصرخ بالحق وأنت مدان بصمتك المتخاذل.

-         يتناسل الفساد والافساد الاعلامي والثقافي العربي لا جنسيا كمثل وضع الدودة الشريطية الوحيدة ملايين البيوض في دقائق.

-         أقسى الأشياء على المثقف الوطني أن يجد حريته ومكانته الثقافية أصبحت متاحة خارج وطنه.

-         أجد ثروة المثقف ورصيده بالحياة تتلخص في كلمة حق تطابق ضميره الاخلاقي.

-         الثقافة الوطنية لا ترتبط بالطائفية السياسية الدينية ولا ترتبط بالأخلاق الابتذالية في مفهومها الجنسي التي ترى الاخلاق هو الاحتشام بالجنس الطبيعي المظهري وليس الاحتشام الاخلاقي الدفين..

-         ميزتنا نحن الشرقيون اننا نحاكم الاخلاق بمنطق الدين وغيرنا يحاكم الاخلاق بمنطق الضمير الغريزي..

-         الوصول لمعرفة وجود الخالق قفزة إيمانية تتجاوز العقل كما يعبر عنها كيركجورد ليست مرهونة بلاهوت الاديان فقط.

-         ميزتنا نحن الشرقيون اننا نقصر فهم الاخلاق بدايتها تحت سرة بطن المرأة والرجل وغيرنا يفهم بدايتها ما فوق سرة البطن عند المرأة والرجل.

-         الذي يحقق مصالحه الوضيعة ويدوس مصالح ومشاعر الاخرين بهيمة لا يعرف معنى الحياة.

-         الذي لا يحكمه الضمير الاخلاقي لا يجد بالحياة قيمة تجعل منه انسانا.


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

0commentaires:

إرسال تعليق

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس