نص ديكارت حول هوية الإنسان
أي شيء أنا إذن؟ أنا شيء مفكر وما الشيء المفكر؟ إنه شيء
يشك ويفهم، ويتصور، ويثبت، وينفي، ويريد، ويتخيل، ويحس أيضا. إنه ليس بالأمر
اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي. ولم لا تكون من خصائصها؟ ألست أنا ذلك
الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء تقريبا؟ وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء ويتصورها
ويؤكد أنها وحدها صحيحة، وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، ويأبى أن يخدع
ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانا، ويحس منها الكثير أيضا بواسطة أعضاء
الجسم؟ فهل هناك من ذلك كله شيء لا يعادل في صحته اليقين بأني موجود؟ حتى لو كنت
نائما دائما وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لإضلالي؟ وهل هنالك
أيضا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عني أو يمكن القول بأنها منفصلة عني؟ فبديهي
كل البداهة أنني أنا الذي أشك وأنا الذي أفهم وأنا الذي أرغب، ولا حاجة إلى شيء
لزيادة الإيضاح. ومن المحقق كذلك أن لدي القدرة على التخيل: لأنه على الرغم من أنه
من الممكن- كما افترضت فيما سبق - أنه لا شيء مما أتخيل بحقيقي، فإن هذه القدرة
على التخيل لا تنفك أن تكون جزءا من فكري؛ وأنا أخيرا الشخص عينه الذي يحس أي الذي
يدرك أشياء معينة بواسطة الحواس. من هنا بدأت أعرف أي شيء أنا بقدر من الوضوح
والتميز يزيد عما كنت أعرف من قبل.
المصدر: كتاب التأملات الميتافزيقية
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية
0commentaires:
إرسال تعليق