نص جون لوك حول
مفهوم الدولة
يبدو لي أن الدولة جماعة من الناس تكونت
لغرض وحيد هو المحافظة على خيراتهم المدنية وتنميتها. وأنا أقصد بـ "الخيرات المدنية" الحياة، الحرية، سلامة البدن وحمايته ضد الألم،
وامتلاك الخيرات الخارجية مثل: الأرض، النقود والمنقولات. .الخ. وواجب على الحاكم المدني أن يؤمن للشعب كله، ولكل فرد على حدة – بواسطة
قوانين مفروضة بالتساوي على الجميع – المحافظة
الجيدة وامتلاك كل الأشياء التي تخص هذه الحياة. وإذا أراد أحد
انتهاك هذه القوانين على الرغم مما هو مسموح به وشرعي فإن تجرؤه ينبغي أن يقمع
بواسطة الخوف من العقاب، والعقاب هو حرمانه من كل أو بعض هذه الخيرات التي كان من
حقه، بل من واجبه، أن يتمتع بها لو لم يفعل ذلك. لكن وبما أنه لا أحد يرضى بإرادته
عن حرمانه من جزء من خيراته و بالأحرى من حريته أو حياته فإن الحاكم مسلح بقوة مكونة من القوة المجتمعية لكل الأفراد من أجل
معاقبة من ينتهكون حق الغير.
ويبدو لي أن اختصاص الحاكم يقتصر فقط على هذه
الخيرات المدنية وأن حقوق السلطة المدنية تنحصر خصوصا في المحافظة على تلك الخيرات،
وتنميتها خصوصا دون غيرها، ولا ينبغي أو لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتد إلى نجاة النفوس. لأنه لا الحاكم المدني، ولا أي إنسان آخر، مكلف برعاية النفوس.
جون لوك، رسالة
في التسامح (الكتاب المدرسي منار الفلسفة الشعبة الأدبية ص 128)
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية