الشخص- المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة

المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
الإشكال : إذا كان للشخص قيمة فما مصدرها؟ وهل هو وسيلة أم غاية في ذاته؟
موقف كانط :
في كتابه أسس ميتافيزيقا الأخلاق يؤكد كانط أن الأخلاق هي مصدر قيمة الشخص، حيث يعرف الشخص بأنه ذات لعقل عملي أخلاقي، و ذلك من خلال التمييز بين الوجود الطبيعي الذي لا يمنح الإنسان إلا قيمة مبتذلة، و الوجود العاقل الذي لا يمنح الإنسان إلا قيمة نفعية خارجية لأنه يحدد غايات لنفسه على حساب الآخرين، ثم الوجود الأخلاقي الذي يمنح الإنسان قيمة لا تقدر بثمن، لأنه يتصرف وفق الواجب و يحترم الكرامة الإنسانية، و يعامل الآخرين كغايات و ليس كوسائل.
موقف نيتشه :
 يؤسس موقفه على إرادة القوة، و في هذا الصدد يشن حملة عنيفة على الأخلاق و من يمثلها دينيا و فلسفيا، و يمجد قيم البطولة و القوة، و يستهزئ بقيم الواجب و الشفقة و الصبر … و يعتبرها قيم الضعفاء، و في هذا الصدد ينتقد كانط و يصفه في كتاب عدو المسيح بالغبي، كما يسخر من المسيح الذي ضحى من أجل الغير. فأن تكون ممتلكا لقيمة يعني مع نيتشه أن تكون قويا، أي أن مصدر قيمة الإنسان بالنسبة إليه هو القوة و ليس الأخلاق لأن هذه الأخيرة وضعها الضعفاء و الجبناء، أما الأقوياء فيصنعون قيمهم بأنفسهم.   
موقف راولز:
يتأسس موقف راولز على مفاهيم سياسية و اجتماعية و قانونية معاصرة، ترتبط بالعدالة و الديمقراطية و حقوق الإنسان، من خلال ربط قيمة الإنسان بالالتزام بالمبادئ الأخلاقية و الانفتاح على الآخرين، على اعتبار أن الإنسان عضو داخل مجتمع، يتعامل مع أفراده كغايات و ليس كوسائل، عبر فعل الخير و عبر الإنصاف و المساواة… إنه تصور بروح كانطية ، لكنه ليس مثاليا بل مصدره الواقع السياسي المعاصر كما جسدته دولة الحق و القانون ، حيث الالتزامات القانونية التي تجد مصدرها في النسق التربوي الأخلاقي.



تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس