نص هوبز حول الدولة والعقد الاجتماعي
إن البشر و
هم ذوو ولع طبيعي بالحرية، و بممارسة الهيمنة على الغير، قد أوجبوا على أنفسهم
حدودا يعيشون في كنفها داخل الجمهوريات التي أسسوها. و إن سنوا هذه الحدود، جعلوا
منتهى طموحهم و غاية سعيهم و هدف وجودهم أن يضمنوا بقاءهم الذاتي و أن يحيوا حياة
أوفر سعادة بواسطة هذه الطريقة، فغايتهم ، بعبارة أخرى، هي أن يتخلصوا من حالة
الحرب المزرية، و هي كما بينا نتيجة ضرورية للأوهواء الطبيعية عندما لا توجد سلطة
منظورة تخضعهم و تربط و ذلك خشية للعقوبات و عملا بالمواثيق التي أبرموها. و السبيل الوحيد لإقامة هذا النوع من
السلطة المشتركة... هو أن يعهدوا بكل مالهم من سلطة و قوة إلى رجل واحد أو إلى
مجلس واحد حتى تصبح كل الإرادات الكثيرة، إرادة واحدة بواسطة قانون الأغلبية.و هذا أمر
يتجاوز في عمقه مجرد الموافقة و الإجماع، لأنه يعني اتحادا حقيقيا تذوب فيه مجموعة
الأفراد في ذات شخص واحد، إنه اتحاد ناشئ عن ميثاق عقده كل فرد مع سائر الأفراد
على نحو خاص، و كأن كل امرئ يخاطب غيره بقوله:" إنني قد تنازلت له عن حقي في
أن أسوس شؤوني بنفسي، شرط أن تتنازل مثلي عن حقك، و أن تقبل كل فعل صادر عن هذا
الرجل أو عن هذا المجلس".
طوماس هوبس: التنين. 1971 ص.171-173.
ترجمة عن كتاب"أفكر" المركز القومي البيداغوجي بتونس 1993.ص: 201.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية