مفهوم الفلسفة عند André Compte –Sponville

مفهوم الفلسفة عند André Compte –Sponville

يعتقد كونت- سبونفيل أن الجواب عن السؤال: ما هي الفلسفة؟ لا يكفي فيه علم الاشتقاق اللغوي. فكون الفلسفة في نظره تعني في اليونانية حب الحكمة أو بحثها، لا يجهله أحد. ويتساءل: ولكن ما هي الحكمة؟ وعلام يدل أصل الكلمة اللغوي؟
كما يرفض سبونفيل اعتبار الفلسفة علما مادام الاستعمال الجامعي لا يشهد على ذلك، ولا حتى ممارسات من يسمون فلاسفة. ويستشهد بأبيقور للتأكيد على أن الفلسفة تصنع "بالخطابات والاستدلالات". إذ أن لا فلسفة بدون استدلال ومحاججة وتفكير ذي معنى. ومن هنا "لا يكفي الاستمناء في الساحة العامة لتكون فيلسوفا، بل يجب أن يكون لذلك معنى، وليس إشارة بل حجة أو اعتراض، وهذا لا يمكن إلا بمذهب أو استدلال نشهره ولو ضمنيا، ويمكن إعلانه على الأقل. لم يكتب جميع الفلاسفة ولكنهم تكلموا جميعا، وفكروا جميعا، ولا يصبحون فلاسفة خلاف ذلك".
ينطلق سبونفيل إذن من هذا "الجنس القريب" : الفلسفة ممارسة خطابية واستدلالية (أكثر مما هي "عقلانية"، إنها هذيان على طريقة ما).. لكنها تتميز عن الرياضيات والبيولوجيا والصحافة (عندما تكون استدلالية) أو بحث الشرطة (عندما تكون خطابية)... ويتساءل سبونفيل: كيف نخص الفلسفة؟ أباعتبارها بحثا عن الحقيقة؟ حتى التخصصات الأخرى تبحث عنها... أم بالبحث عنها في "موضوع الكلي"؟ هذا يحيل الفلسفة إلى الميتافزيقا، ويقصي بعض الفلاسفة: ماكيافيل، باشلار...  هل من خلال التجريد؟ يجيب نعم إلى حد ما... "إن الفلسفة تصنع بالكلام الدال غالبا على أفكار عامة، معلومات، مفاهيم. وهي تصنع باستدلالات ولكنها ترمي إلى حقيقة ضرورية أو كلية أكثر من التركيز على واقعة ممكنة أو حقيقة مفردة".
كما يرفض سبونفيل دعوة دولوز إلى تحديد الفلسفة كخلق للمفاهيم. ذلك أن دارون ودوركايم وانشتاين ابتكروا مفاهيم أيضا... إن خلق مفاهيم هو بالتأكيد جزء من العمل الفلسفي، ولكنه ليس الوحيد أبدا ولا الأساسي دائما... ويؤكد أن الفلسفة ممارسة خطابية عقلية ومفهومية، أو كما قال التوسير الفلسفة هي ممارسة نظرية... ممارسة نظرية غير علمية.
إن تحديد الفلسفة "كممارسة نظرية غير علمية" لا يعني حشرها في فراغ ما ليست إياه (غير العلم)، بل السماح لها بأن توسع الإيجابية النشيطة لما هي إياه ممارسة نظرية تتجاوز حدود كل معرفة. 
إن الفلسفة إذن ممارسة نظرية (خطابية، عقلية، مفهومية) ولكن ليست علمية. إنها لا تخضع إلا للعقل والتجربة – باستبعاد كل وحي ذي مصدر متعال أو ما فوق طبيعي... إن هدفها الذي يختلف حسب الأزمنة والأفراد هو في الغالب السعادة والحرية والحقيقة، والتقاء الثلاثة هو "الحكمة"...


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس