نشر هذا الكتاب سنة 1929 أي قبل عشر سنوات من وفاة
فرويد. وقد اهتم فيه بالأسباب التي تحول دون سعادة الإنسان الحديث، رغم أن
الحضارة الحديثة تقدم ذاتها نموذجا للتقدم العلمي والتقني وعلامة دالة على الوعي
الاجتماعي والسياسي بقيمة الفرد. فالثقافة، بالنسبة إلى فرويد، من حيث هي
مجموع المؤسسات الناشئة عن سيرورة الحضارة (أي الزواج والدين والأخلاق والسياسة)
هي اليوم ضحية قلق عميق ومتواصل يعود في الأصل إلى الكبح الاجتماعي للدوافع. بل إن
سيرورة الحضارة تحمل في ذاتها بذور هذا القلق، لأنها تحول دوافع البشر إلى غايات
اجتماعية أو ثقافية. ومن ذلك ينشأ شعور بالحرمان أو بالخيبة أو بالبؤس الجماعي.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية