الفيلسوف وعالم الاجتماع أوغست كونت

الفيلسوف وعالم الاجتماع أوغست كونت (1798- 1857)
أوغست كونت

أوغست كونت (1798- 1857) فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي مؤسس علم الاجتماع. درس في أفضل المدارس الفرنسية ليصبح عام 1817 سكرتيرا ل"سان سيمون". غير أن الصلة انقطعت بينهما إثر خلاف حول نشر سان سيمون في كتابه "العقيدة الصناعية" (الجزء الأول من كتاب أ. كونت "نظام السياسة الوضعية" دون الإشارة إلى اسم كونت). وفي عام 1826 ألقى كونت "دروس في الفلسفة الوضعية" جمعت في كتاب بذات العنوان. وقد كان للقائه بكلوتيلد دوفو أثره العميق في شخصه. فبعد موتها تعلقت همة كونت بإنشاء "دين للإنسانية" تمارس طقوسه تحت عنوان الوفاء لكلوتيلد. وفي عام 1848 أنشأ كونت "الجمعية الوضعية" التي مازالت موجودة إلى حد الآن. وكان يحلم بنشر المذهب الوضعي في أرجاء المعمورة، غير أن الأجل وافاه في باريس يوم 5 ديسمبر 1857. ويبدو أن لحلمه هذا أثرا في وضوح كتاباته وفي تحديد ضروب اهتماماته التي جعلت من مفاهيم التقدم والنظام وحب الغير مفاهيم محورية في فلسفته. لأجل هذا كان أهم كتبه "دروس في الفلسفة الوضعية" (1830- 1842) والذي يضم ستة أجزاء، عرض فيه كونت مبادئ الإصلاح الذهني الضروري لإنشاء مجتمع جديد. وقد برز فيه جهد كونت في الربط بين علوم خمس أساسية في نظره هي الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلم الاجتماع الذي يجب أن يتوج هذه العلوم ويمنحها قيمة، لأن المقصد حسب كونت هو في نهاية المر اقتراح مجموع قيم مشتركة لكل الفئات الاجتماعية تخول للجميع التقدم. ثم كان كتابه "بحث فلسفي في علم الفلك الشعبي" (1844) وهو عبارة عن درس في علم الفلك قدمه كونت للعمال في بلدية المقاطعة الثالثة لباريس طيلة سبعة عشرة عاما (1830- 1848) ليؤكد من خلال هذا الكتاب عزمه على ألا يكون مجرد مفكر بل أيضا رجل ممارسة أو مناضلا يسهم فعليا في تجديد المجتمع. أما كتابه "نظام السياسة الوضعية" (1851- 1854) فهو مؤلف يترجم الحاجة إلى دين لتوحيد الإرادات الفردية وإنشاء دولة الإنسانية المستقبلية، ولهذا كان عنوانه الثاني "بحث في علم الاجتماع المكون لدين الإنسانية". وليس هذا الدين سوى "الوضعية" التي تعوض الدين اللاهوتي الذي يعد البشرية بمملكة اللاهوت بدين وضعي وهيمنة مفهوم الإنسانية. وهذا ما قاد كونت إلى إنشاء علم سادس رفيع هو علم الأخلاق الذي يسمح بمسك الأساس الذاتي للدين. إن أعمال أوغست كونت في مجملها أعمال رجل التعليم ورجل الممارسة في الآن نفسه، الذي يؤمن بأن المعرفة الجديرة بأن تنقل هي التي تسمح لنا بحياة أفضل. من هنا نفهم لماذا كان أوغست كونت عالما ومصلحا في ذات الوقت. 

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس