اعتقال مصطفى العمراني: قليلا من الخجل أيها السجان...

اعتقال مصطفى العمراني: قليلا من الخجل أيها السجان...


بقلم محمد بعدي



تطرح قضية مصطفى العمراني عددا من الأسئلة الأخلاقية و الإنسانية، لأنها قضية اتهام بالقتل. و هل يوجد جرم أكبر من القتل؟  و هل يوجد جرم أكبر من قتل أطفال في عمر الزهور؟ إن اعتقال البطل مصطفى العمراني كمجرم حرب سلوك لا يمت إلى الأخلاق بصلة و لا يمت إلى العاطفة بصلة، و لا يمت لروح القانون بصلة...
لا أدري لماذا يصر بعض "الأغبياء" أخلاقيا و عاطفيا، في هذا البلد العجيب، على التصرف ضدا على الأخلاق و القيم و المشاعر و العواطف الإنسانية؟ ألم يكن ممكنا – إذا افترضنا ضرورة محاكمة الرجل، و التي لا يبدو لها محل من الإعراب – أن يتم تمتيعه بالسراح، و لو مؤقتا، لكي يتلقى العزاء في فلذة كبده، و هو الأب المفجوع؟ ألا يشفع له ماضيه و لا حاضره في أن لا يساق إلى الاعتقال كمجرم حرب؟ ما ذنب الرجل يا جهابذة "الدعارة القانونية"؟  هل ذنبه أنه كون أبطالا في تخصصه الرياضي؟ أم لأنه رفع راية المغرب عاليا؟ أم لأنه يضحي بوقته و راحته من أجل الأطفال؟ أم لأنه بادر إلى الترفيه عن هؤلاء الأطفال في زمن يمارسه فيه بعض المسؤولين "الدعارة الإعلامية" التي لا تقتل الأطفال فقط، لكنها تقتل الانسانية فيهم و تقتل القيم و تقتل الذوق السليم؟
بالفعل تبدو الجريمة المكتملة الأركان هي الاهتمام بالطفولة فعلا و دون بحث عن الشهرة أو الوقوف أمام الكاميرا لالتقاط الصور... جريمته أنه يريد أن يعمل في الواقع، في زمن لا تنجز فيه الأعمال سوى على الأوراق... جريمته انه يعاكس التيار الذي يقود الطفولة إلى المخدرات و الانحراف، و يجرها إلى العنف و الاغتصاب و الدعارة... جريمته أنه لا يسعى إلى تكوين جيل من المعتوهين و البلداء و المتسكعين... الذين كل همهم شيش و حشيش، و كل رأسمالهم عربدة في الطرقات و معاكسة للفتيات...
تبا لوطن مثل قلب عاهرة لا يعرف الحب و لا يعترف بالوفاء، و لا بوركت بلاد تأخذ "القوادين" بالأحضان، و تمنح كأس الذل للأبطال و تقسو على الشرفاء..

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس