"
المستقبل بين العقل و الروح "
د/ نادر عمر عبد العزيز
الفهرست
1- النظرة الوجودية
للمستقبل ( الأنطولوجيا )
2- النظرة المعرفية
للمستقبل (الإبستمولوجيا )
3- التوجهات المستقبلية
توجه العقلانية
النقدية الفكرية
الواقعيه الشعورية
4- الفلسفة و العلم في
المستقبل
5- الخلاصه الفكرية و
الإيجاز اللغوي و المعرفة الحدسية
6- المستقبل و الشرق
المقدمة
مجموعة من
المفاهيم في إطار الإعداد ينتظر منها إصدار معان و تفاسير للحقيقة في كل لحظة
قادمة ليست ببعيدة توضع في ميزان التجربة و الحدوث على كفتي اليقين و اللايقين
توزن و ترجح فتتضح لنا وضوح العيان هذا هو
الكيان الفلسفي للمستقبل ، تغير مستمر و تأهب دائم من إختلاف للفهم و التفكير
والشعور الى إختلاف في الزمان و المكان و الحالة
، تجديد أم نقد أم إبداع أم إختزال ؟
، نحو الشرق أم نحو الغرب ؟ سيل من التساؤلات لا يتوقف .
حجج النص حجة
نقد والدحض : نقد السذاجة واليقين في أفعال البشر... حجة مثال : بيان
أمثلة للأدوار الفلسفة وأسسها :مثل الفحص والنقد وإعمال العقل وإرادة الفهم
أسلوب الشرح والتفسير:تعريف الفلسفة بالسلب : ليست الفلسفة انكشافا لسر...
روابط المقابلة: لكن –بل.... روابط سببية ومنطقية : لأنه... روابط
استنتاج : هكذا..بهذا استنتاج يدافع إريك فايل ( [1])
عن رسالة الفلسفة وقيمتها ،باعتبارها طريقا للفهم لمن يرغب فعلا في ذلك : لأن
كثير من الناس يختارون العيش في الأوهام الذيذة بدل مواجهة الحقائق المرة يقول
إريك فايل :إن الفلسفة قابلة لتُبلغَ كلية ،لكن فقط لمن هو مهيئ لتقبل
الرسائل الحية ،و ولمن يرغب في أن يحيى حياة الفهم ومن يرغب في ادراك حياته...
فسلاح الفلسفة الأول حسب إريك فايل هو النقد : نقد الوثوقيات والدوغمائيات
والأفكار الجاهزة والمتوارثة دون تمحيص أو إعمال للعقل سواء كانت صادرة عن ألاف
ماضويين أو ثوار حداثيين يشيعون فكرة الاجماع واليقين المقدس ويواجهون من لا يتفق
معهم بكل أشكال العنف والتحقير. لذلك يرى إريك فايل أن شرط دخول عالم الفلسفة هو
نبذ كل أشكال التعصب الفكري والمذهبي...و أيضا الرغبة الحقيقية في الفهم يقول إريك
فايل "يمكن ان يتخذ المرء من الفلسفة موجها له ،إذا كان هدفه معرفة معنى
أفعاله وبعبارة أخرى إّذا كان إذا كان يريد أن يكون عقلاني و ملامح الفلسفة أعم
وأشمل من الفلسفة الأكاديمية , هناك قدر كبير بالاهتمام بالقضايا الروحية أو
الروحانية في العالم (واضح منذ نهاية القرن الماضي) , وهو ما عبرت عنه أرفف الكتب
في المكتبات. وهى كتب بعيدة عن الفلسفة الحقة, لأنها مجموعة من الأفكار الغامضة,
حول كيفية أن يعيش الإنسان, ذاتية غير موضوعية, لا تعتمد على الدليل أو التحليل,
وهو ما وقر فى ذهن العامة على أنه الفلسفة. ويرى الكاتب أن العامة لم تبتعد كثيرا,
ما تتحدث عنه الفلسفة الشعبية يشبه الفلسفة الأكاديمية..على الرغم من اختلاف
الأسلوب. قد يقتربان في المستقبل, بسبب انتشار
التعليم, وارتفاع مستواه, مما يشجع على الخوض في الموضوعات المعقدة.."الفلسفة
والروحانية. بل ربما تساعد "العولمة" على العزلة
والمزيد من البحث عن إجابات تتوالد. وهو ما يعبر عنه حاليا بالاهتمام الحالي ببحوث
الروحانيات والسحر والتنجيم
وقد أصبح الآن التعرف الى المستقبل موضوعا لعلم المستقبليات من أجل وضع سيناريوهات المستقبل
بالرغم من عدم وجود مسار حتمي للتاريخ نظرا لتدخل الارادات البشرية الفردية و
الجماعية و ما زلنا في حياتنا اليومية لا نعرف الحدث الا بعد وقوعه ولا نتنبأ
بالكوارث ولا نتوقع الأزمات إلا بعد حدوثها مما يدل على أن ثقافتنا الحية لم تتحول
بعد من التنبؤ بالغيب و تفسير الأحلام الى العلوم المستقبلية يبدأ التنبؤ بالغيب
لمعرفة أحوال العصر و ظروف الفرد من أجل رؤية مستقبلهم و كذلك تفعل الدراسات
المستقبلية في التنبؤ بمسار المستقبل بناء على المعطيات الحالية و المعرفة بقوانين
التاريخ مهمة الدراسات التاريخية التعرف على المسار في الماضي و مهمة الدراسات
الإجتماعية معرفة الحالة الراهنة لتكوين الظواهر الاجتماعية من أجل التنبؤ
بالمستقبل ليست الدراسات المستقبلية مغامرة في التكهن بالمستقبل و مسارة بل تقوم
على معطيات تاريخية عن الماضي و معطيات إجتماعية عن الحاضر و كلاهما إنتقال من
الشاهد الى الغائب و من المرئي الى الامرئي وبدلا من التأصيل في علم الغيب في
العالم القديم لشيشرون يمكن تأصيلها في أنواع الكهانه و العرافة في الحياة العربية
قبل الإسلام و في قصص الإنبياء و في فلسفة التاريخ ([2])
د نادر عمر
13 مارس 2014
القاهرة مصر الجديده
النظرة الوجودية للمستقبل ( الأنطولوجيا ) :
المستقبل و الإنسان الماهية و الوجود :
ينطلق النص باعتبار الإنسان كائنا يظهر للوجود أولا ثم
يحدد ماهيته بعد أن كان لا شيء،و هذا ما دعاه بأسبقية الوجود على الماهية.فالشخص
هو الذي يحدد ما سيكون في المستقبل طبقا لما يريده و لما يراه مناسبا له، و هذا
التحديد هو الذي أماه سارتر بالمشروع الذي يعاش بكيفية ذاتية،حيث أن وجوده يسبق
تحديد هذا الشخص كمشروع.هل يعني هذا أن الإنسان حر في اختيار ما سيكون عليه؟أم أن
ذاك يعني بأنه سيتقيد بالمشروع الذي يختاره؟سنحاول الإجابة عن هذه الإشكالات من
خلال مناقشتنا لأطروحة هذا النص-نص سارتر (-. ([3]
يأتي الإنسان إلى هذا العالم اولا،ثم بعدها يدرس،و يحدد
ميوله،و يقرر ماذا يريد ان يكون،أأستاذا، أم مهندسا... ولم نسمع قط بأن شخصا ما قد
وُلِدَ عالما أو مقاولا...لأن ذلك لا يتحدد إلا بعد وجوده. فمستقبل الإنسان عبارة عن مشروع تكون فيه الأحقية و
الحرية الكاملتين للشخص في اختيار نوع المشروع و كيفية تسيير.فمثلا قد أود أن أصبح
طبيبة-و هنا أكون قد حددت نوع المشروع-،فأبدأ بالاهتمام بالمواد العلمية خاصة
الطبيعيات-و هنا أكون قد أعطيت الإنطلاقة للمشوع-، وبعد التحاقي بجامعة الطب و
مواظبتي على حضور اللقاءات...-و بهذا أكون قد شرعت في تسيير المشروع-، أما عند
تخرجي و ممارستي لمهنة الطب -فأنا بذلك أكون قد أنجزت مشروعي بنجاح.
و هذا المشروع يبقى مشروعا حرا و مفتوحا على إمكانيات لا نهائية. وهذا ما قصده سارتر بكون الإنسان مشروع لأنه يتحدد بالمشروع الذي يختاره.إلا ان ظروف الإنسان المعيشة قد تعوق رغبته في تنفيذ المشروع الذي سبق و أن اختاره،و في هذه الحال لم نعد نتكلم عن الحرية المطلقة بقدر ما أصبحنا نحوم حول حرية مشروطة بالوضع الواقعي للإنسان
و هذا المشروع يبقى مشروعا حرا و مفتوحا على إمكانيات لا نهائية. وهذا ما قصده سارتر بكون الإنسان مشروع لأنه يتحدد بالمشروع الذي يختاره.إلا ان ظروف الإنسان المعيشة قد تعوق رغبته في تنفيذ المشروع الذي سبق و أن اختاره،و في هذه الحال لم نعد نتكلم عن الحرية المطلقة بقدر ما أصبحنا نحوم حول حرية مشروطة بالوضع الواقعي للإنسان
مفهوم المستقبل في التراث والواقع :
" الدراسات المستقبلية.. ماهيتها وأهمية توطينها عربيًا"
كاب لمحمد إبراهيم منصور ومؤسس ومدير مركز الدراسات المستقبلية في مجلس الوزراء المصري.
استهل الكاتب المحور الأول من الدراسة بالحديث عن تأخر ظهور المنهجيات العلمية للدراسات المستقبلية رغمثراء التراث الفكري والفلسفي المهتم بالمستقبل حتى ستينيات القرن العشرين، وذكر أنه في تتبّعهم مؤرخي المستقبليات لبداياتها المنهجية، رصدوا أعمالًا لمفكّرين وأدباء وعلماء أرهصت مبكرًا للمنهجية العلميةللدراسات المستقبلية. وردبعضهم هذه البدايات المنهجية إلى القرن التاسع عشر، كما في النبوءة الذائعة الصيت التي ارتبطت بـ"مقال في السكان" للقس الإنكليزي الشهير توماس مالتوس، الذي عرض فيه رؤيةمستقبلية تشاؤمية للنمو السكاني، وردّها البعض الآخر إلى المفكر الفرنسي كوندرسيه في كتابه "مخطط لصورةتاريخية لتقدم العقل البشري"، نشر في عام 1793، واستخدم فيه أسلوبيْن منهجييْن في التنبؤ ما زالا يستخدمان على نطاق واسع من قبل المستقبليين المعاصرين.
على صعيد العلم، يرى الكاتب أن ثمة إجماع بين مؤرخي المستقبليات على أن هربرت جورج ويلز أشهركتاّب روايات الخيال العلمي، هو أول من صكّ مصطلح "علم المستقبل"، وقدم إضافات عميقة في تأصيل الاهتمام العلمي بالدراسات المستقبلية، ودعا صراحة في محاضرة، ألقاها في 26 كانون الثاني/ يناير 1902، أمامالمعهد الملكي البريطاني إلى "علم المستقبل"، وقام في ما بعد بتأصيل دعوته. وفي نفس السياق، يرى أنه ثمة اتفاق على أن أوسيب فلختهايم، هو صاحب مصطلح "علم المستقبل"، وظهر المصطلح في عام 1943 مؤذّناً بميلاد علم جديد يبحث عن منطق المستقبل بالطريقة نفسها التي يبحث فيها علم التأريخ عن منطق الماضي.
ويؤكد برتراند دي جوفنال، فى كتابه فن التكهّن، أن الدراسة العلمية للمستقبل، "فن" من الفنون، ولا يمكنأن تكون علما. بالمقابل، يصنّف اتجاه ثالث الدراسة العلمية للمستقبل ضمن "الدراسات البينية" باعتبارها فرعا جديدًا ناتجًا من حدوث تفاعل بين تخصّص أو أكثر مترابطيْن أو غير مترابطيْن، وتتم عملية التفاعل من خلالبرامج التعليم والبحث بهدف تكوين هذا التخصّص، ويؤكد المفكّر المغربي المهدي المنجرة، أن الدراسة العلميةللمستقبل تسلك دوماً سبيلًا مفتوحًا يعتمد التفكير فيه على دراسة خيارات وبدائل، كما أنها شاملة ومنهجهامتعدد التخصّصات.
ويذكر الكاتب أن الجمعية الدولية للدراسات المستقبلية تعتبر أن الدراسة العلمية للمستقبل هي مجال معرفيأوسع من العلم يستند إلى أربعة عناصر رئيسية وهي:
- أنها الدراسات التي تركّز على استخدام الطرق العلمية في دراسة الظواهر الخفية.
أنها أوسع من حدود العلم، فهي تتضمن المساهمات الفلسفية والفنية جنبًا إلى جنب مع الجهود العلمية.
- أنها تتعامل مع مروحة واسعة من البدائل والخيارات الممكنة، وليس مع إسقاط مفردة محددة على المستقبل.
- أنها تلك الدراسات التي تتناول المستقبل في آجال زمنية تتراوح بين 5 سنوات و 50 سنة.
النظرة المعرفية للمستقبل (الإبستمولوجيا ) :
التوجهات المستقبلية :
توجه العقلانية:
فلسفة العقل و اللغه :
في أواخر الثمانيتيات
من القرن العشرين تجاه اتجاه سيرل الى دراسة فلسفة العقل و هي دراسة المشكلات
الفلسفية المتعلقة بالعقل و الحالات العقلية مثل طبيعة العقل و الوعي و القصدية و
كانت فلسفة اللغه منذ خمسين عاما خلت تعبتر الفلسفة الأولى ولكن طرأ تغير على الفلسفة
في الربع الأخير من القرن العشرين أصبحت معه فلسفة العقل في قلب الفلسفة و أصبح من
فروع الفلسفة فلسفة الفعل و حتى فلسفة اللغه تعتمد على فلسفة العقل و لذلك يرى
سيرل أن فلسفة العقل هي الآن الفلسفة الأولى و هذا يرجع لعدة أسباب أن فهمنا
للقضايا في عدد كبير من الموضوعات مثل طبيعة المعنى و العقلانية و اللغه بصفة عامة يفترض مسبقا فهما للعمليات العقلية
الأساسية لذا فتمثيل اللغه للواقع على الطرق الأساسية بيولوجيا التي يمثل بها
العقل الواقع و بالفعل فإن التمثيل اللغوي هو توسيع فعال للتمثيلات العقلية
الأساسية [4]و
مثلة في علم الكلام فعلوم المنطق و هي الاداة التي تعصم مراعتها الزلل و الخطأ في
التفكير من التصديقات و التصورات التى كانت السباقة في إصدار الحجج و الأدلة وأن
كانت هناك منطقية لغوية إذن كيف نضع الطراز اللغوي من بيان و معاني بدون تصور عقلي
شامل للمسألة الكلامية لقد وقع علم الكلام في حفرة التشبت بالأبنية اللغوية فكانت اللغه في عصور
الكلام المنحطة غاية و هدف مما أفقد علم الكلام عنصر الأصالة و أنمحت منه جوانب
الشعور و الوعي ، نجد المسائل الكلامية مزينة بالسجع و التصريع يغلب عليها الإطناب
و الحشو ، أنتقلت المشكلات
الكلامية و حلولها من بنيان الذات الى بنيان اللغه و من قوانين الوعي و الواقع الى
قوانين النحو و البلاغة من السابق و من الاحق الإنسان بعقلة قبل اللغه أم اللغه
قبل الإنسان و أيهما الثابت و أيهما المتحول و أين الأصل و أين الفرع كذلك مفهوم
العلم المعرفي و هو دراسة علمية للإدراك و التفكير تتعاون فيه فروع معرفية بينية
مثل علم النفس و الفلسفة و علم الكمبيوتر و الذكاء الاصطناعي و الأنتروبولوجيا و
علم اللغة أين هذا كله من المفترض دخولة في دراسة أصول الدين و العقيدة بعد وجود
أبعاد أخرى للتفكير و الشعور هل يمكن إعادة بناء فهم النصوص بهذه الأبعاد الجديده
؟
تحول جون سيرل من
طبيعة اللغه الى موضوع جديد مختلف عنه تمام الإختلاف و هو العقل فتكلم عن "
القصدية " يقرر أسبقية العقل على اللغه و أن فلسفة العقل هي الفلسفة الأولى و
أن الافتراض الأساسي القائم و راء تناولة لمشكلات اللغه هو أن فلسفة اللغه فرع من
فلسفة العقل و القدرة اللغوية على تمثيل المعاني هي أمتداد لقدرات أساسية عقلية و
من خلال الفعل و الإدراك الحسي الذي يرتبط به العقل و الواقع " .
وليس المطلوب هو ترك الألفاظ القديمة الى
معان غريبة حديثة بل تجديد معاني الألفاظ القديمة بحيث تفيد معاني حديثة التي تعبر
عن مصالح الناس و متطلبات العصر و ليست بالضرورة تلك الوافدة من التراث الغربي
لماذا لا يتم تغيير معاني الألفاظ القديمة أو توسيعها و تغيير مضامنها من الداخل
؟. ([5])
الحرية النقدية :
وأهمية النقد في
الفلسفة العربية انه يفتح باب الاجتهاد في كل مايعرض لنا من قضايا النقد يمثل
الحركة لا السكون و الجمود إن المعتزلة على سبيل المثال قد حاربوا الجمود و
الإنغلاق و دعوا الى الشك الذي يعد خيرا من اليقين الذي لا أساس له . فالشك عندهم
يعد ضروريا لكل معرفة و أن أول واجب على المكلف هو الشك بحيث إن النظر العقل إذا
لم تسبقة حالة شك فلا فائدة منه و لا جدوى ومن هنا كان المعتزلة حريصين على
التفرقة بين وظيفة العقل من جهة و بين ما تؤدي إلية العادات و التقاليد و القيود
من جهة أخرى إن العقل يؤدي الى الإنفتاح و العادات و التقاليد تؤدي الى الإنغلاق
إذا كنا فيها مجرد مقلدين لغيرنا دون فهم . إن التفكير النقدي عند المعتزلة أمثال
الجاحظ و النظام يمكن أن يفيدنا في محاربة الخرافات و الأوهام التي مازالت للأسف
منتشره و لعل الشيخ محمد عبده كان على حق في دعوته الى كانت تقوم أساسا على النقد
لقد دعا الى إصلاح الأزهر في عصره وذلك بطرق عديده من بينها المطالبة بإلغاء دروس
الكتب العقيمه كالشروح و الحواشي التي يلقنها الشيوخ لمريديهم و طلابهم المغلوبين
على أمرهم دون فهم .([6]) و الواقع أن أي حركة تجديدية لابد أن تقوم على
العقل و النقد إن المشكلة ليست في تحقيق النقد إنما المشكلة هي تحقيق المقاييس
النقدية ، للنقد صور و قوانين و معايير ،
نرى صورة النقد مشوشة بضباب النقض أصبح
هناك إلتباس شديد عند المجتمع بين النقد بالدال والنقد بالضاد ، بين النقد البناء
و النقد الهدام نغفل البناء لنركز على الهدام يحاول المفكر تكوين البناء النقدي
فيأتي المتلقي بعقلة الجامد و خلفيته التقليدية و تشبسه بالموروث ليهدم ذلك البناء
. فكم من ناقد للتراث و الخطاب الديني أدرجوا في
دائرة الضلال للخروج عن الثوابت الفكرية
و المتعارف عليه .
سلطة النص في مواجهة
العقل من أجل نقد الخطاب التنويري المعاصر:
التراث بين الاستخدام
النفعي و القراءة العلمية و التراث يعني في وجداننا المعاصر التراث الديني لأن
الدين هو مكونه الأول و يلح السؤال عليه لأننا في مرحلة إتصال معه و لم ننقطع عنه
كما هو الحال في الوعي الأوروبي فالإشكال صحيح كيف يتقدم العربي مرتبطا بتراثه
الذي به أسباب معوقاته و تقدمه في آن واحد . كيف يستمد العون أو يفك إساره منه
فالتراث لا يعني بالضرورة الخمول و السكون بل هو تراث متشابه به السكون و الحركة
الخمود و اليقظه واختزال التراث في التراث الديني ثم اختزال التراث الديني في
الخطاب الأشعري شئ طبيعي لأنه الخطاب السائد في الوعي العربي المعاصر "بحث
ألقي في ندوة التراث وآفاق التقدم في المجتمع العربي المعاصر عدد 1991 و نشر في
مجلة أدب و نقد العدد 79 مارس 1992 م .
العقلانية و الإنسان
:
ولا خلاص من تلك الوضعية إلا بتحرير العقل و
قبول التعددية في الآراء النظرية لتحقيق
التناسب مع الواقع على مختلف إثباتتها و تنوعها سواء كان خطاب عرفاني – برهاني –
جدلي فيكون بمثابة تجريد و إلغاء لقيود الأيدلوجيات و السلطات التي تؤثر على صاحب
الفكر و إطلاقة حرا يتحاور مع من حولة من
طبيعة و واقع إجتماعي و إنساني فيخرج من أسر الأيدلوجيات الى فضاء و إنتاج المعرفة
العلمية بالواقع و التراث و بالحاضر و الماضي بل و بالسلطه ذاتها بكونها كائن بعيد
عن كائن الإنسان .
الواقعية والشعورية
تجاه المستقبل :
دراسة الواقع :
دراسة الواقع ليلبي الإنسان حاجته النفسية
و الإجتماعية و الإقتصادية فالحاجات و الغايات تختلف من عصر الى عصر لدرجة تداخل
التراث داخل كيان الإنسان الشخصي فأين الإنسان من الإلهيات و أين الإلهيات من
النفسيات الإنسانية أصبح هناك إنفصال بين الإنسان والله و كذلك الأنسان و الآخر أصبح
الإنسان يعيش حياة إنسان آخر في القدم مع إختلاف الظروف و الأحوال التاريخية و
المعاشية نتج عنه تصادم ما بين الإنسان وواقعه فأصبح غريبا عما حولة يعيش حياة
الغرباء مغلوب على أمرة و و أين دراسة
صفات الإنسان من دراسة صفات الإلهيات و أفعالها لماذا الإنسان ذلك الفرد
المنسي أمام الامتناهيات في العلم الطبيعي من عناية و إتقان لصنعة الكون و العالم و لماذا لا يكون الموضوع
عناية و إتقان الإنسان لما حولة و لم لا نضيف الى مسألة رؤية الله التي قتلت بحثا
و تصنيفا الى مسألة رؤية التكوين الباطني للإنسان و وجدانه . "إن عنصر الواقع
ذاته يحتوي على المخزون النفسي القديم بإعتبارة أحد مكونات الواقع أما الدخول في
الواقع مباشى و محاولة تنظيرة فهو نقص في النظرة الموضوعية و إغفال لأساس النفسي
لسلوك الجماهير و التعامل مع الظواهر الانسانية و كأنها ظواهر طبيعية خالصة و قد
تتضارب التفاسيرات للواقع الواحد بناء على الاختلاف النظري المسبق لدى الباحثين و
لو أخذ الواقع النفسي في الحسبان لتكاملت نظرتهم ، ولكن الواقع أكثر تعقيدا لانه
يقوم على الزمان و التراكم الزمني الواقع تاريخ ممتد كميدان للفعل و لا يمكن فهمة
إلا داخل مسار التاريخ ، إن تحليل الواقع بلا تنظير راجع الى نقص أيديولوجي عند
الباحث ناشئ عن نقص في الوعي النظري أو عن خوف من إنتساب الى نظرية و أيضا يقع
الخطأ عند إستنباط الواقع من نظرية مسبقة سواء كانت موروثة أو منقولة أو عصرية
تجمع بين الموروث و المنقول فالتراث و التجديد ليس المقصود منه التعامل مع معطيات
ثقافية و الاصلاح بينها بلى المقصود منه إدراك الواقع بنظريه علمية "([7])
وأهم هذه المستويات الشعور و الشعور مستوى
أخص من الانسان و أهم من العقل و أدق من القلب و أكثر حيادا من القلب يكشف عن
مستوى حديث للتحليل موجود ضمنا داخل العلوم التقليدية نفسهال و لكن نظرا لظروف
نشأتها لم يوضع في مكان الصدارة و لم تعط له الأولوية الواجبة و لكن يفهم ضمنا
ويقرأ بين السطور صحيح أن تراثنا القديم يغفل البعد الإنساني لأن الإنسان كان
موجودا بالفعل و هو حامل الوحي و صانع الحضارة و فاتح البلاد و لكن التنزية هو
الذي كان موضوع خطر من الداخل واتجاهات التألية و التجسيم و التشبيه أو من الخارج
من الوثنية و الشرك و تعدد الآلهه يظهر الموضوع في الحضارة عندما يغيب في الواقع و
يغيب في الحضارة عندما يوجد في الواقع لم يظهر الإنسان واضحا في الحضارة كبعد
مستقل كالالهيات أو الطبيعيات لأن الإنسان كان موجودا بالفعل ومع ذلك فنجد أن
الانسان و بوجه أخص الشعور موجود و لكنه متخفيا وراء الالهيات و داخل العلوم التقليدية
([8]) ولا
تعني دراسة الواقع الوقوع في نظرية مثالية
تود تغيير الواقع بتغيير الأفكار و تفسير الظواهر الاجتماعية بتغيير أبنيتها
الفوقية وذلك لأن التراث القديم مازال حيا في وجدان الجماهير و أيهما العامل
الموجه البناء الفوقي أم البناء التحتي أيهما له الأولوية الأبنية الأجتماعية أم
النظريات ؟ و الحقيقة أ، الظاهرة لا صورية ولا مادية بل هي ظاهرة شعورية أي أن
الأبنية التحتية إجتماعية و سياسية و اقتصادية والأبنية الفوقية من نظريات و آراء
و موروثات تم توحيدها في الأبنية الشعورية و هي الأبنية الفعلية التي تحدد سلوك
الجماهير فالواقع خارج الشعور خواء و النظرية خارج القصد لا فعل لها فالتراث
القديم أحد و جزء من أبنية وجداننا المعاصر و أحد مكوناته كما أن الواقع جزء آخر
وأحد مكوناته الأخرى و الفكرة التي تؤمن بها الجماهير تتحول الى سلوك و الواقع
الذي يعيشه الناس يتحول الى مشاركة
الفلسفة
و العلم :
بدت الفلسفة خلال الفترات السابقة وكأنها في
أزمة, وبدت كي تبقى أن تتطابق مع العلوم, غير أنه يتوقع في المستقبل القريب, تحقيق
التقدم للفلسفة من خلال التركيز على التفرقة بين الفلسفة والعلوم.. حيث أن المعطى
العلمي قد يبدو في "السوق", لكنه لا يبدو كذلك بالاتجاه الروحي للإنسان. وتعطى الفلسفة الشعبية بعض
الإجابات, لكن دور الفلسفة الأكاديمية حتمي ومنتظر. لكن يجب النظر إلى الفلسفة
في المستقبل , أكثر من كونها مجرد رد فعل على النزعات المادية في الحياة اليومية.
فأحد المفاهيم التي انتقدت مسألة انفصال
المفكر عن العالم الواقعي., وشاع أكثر الآن أن يقحم الفلاسفة أنفسهم
في القضايا العملية اليومية..ومتوقع تزايده في المستقبل. فزيادة القضايا الخلافية
المتوقع,
ومشاكل الأخلاقيات مع التزايد العلمي والتقني للعلوم, بل
والحياتي :مثل تلك النشاطات التي تدعو إلى تلافى أخطار التدخين أو لحوم مصابة
بجنون البقر أو حتى الممارسات الجنسية غير الحذرة, كلها وغير في حاجة إلى خطاب
جديد يشارك فيه الفلاسفة لإقناع البعض بتنفيذ تلك المحاذير.
الخلاصه الفكرية و الإيجاز اللغوي :
-
سهولة عرض الفكرة عن طريق البعد عن التعقيد ( اللفظي و
المعنوي ) .
-
البحث عن قوالب و معاني فلسفية أكثر سهوله تناسب الحياه
العصرية .
-
عدم الدوران المستمر في دائرة اللغه بعيدا عن الغرض
الأصلي المراد توصيله بشكل مباشر ممهد للموقف الفلسفي . إيجاز المواضيع الفلسفية
في نقاط جامعه مانعه تصل بها الفكره بمجرد القراءة .
المعرفة
الحدسية :
ومع ذلك فليس العقل وسيلة المعرفة الوحيده هناك الحدس و
هو القلب يجعل أحكام العقل ترجيحية دون الإعتراف بعجزه و الاستسلام لما يجهله
فتاريخ العقل تاريخ ارتياد المجهول و مع ذلك يرفض توفيق الطويل التكهن الصنعي
االكهانه و صنوفها مثل ضرب الأقداح و الودع ملتزما بالتفسير العلمي عن البعض إذا
غابت عنهم المقدمات و لم يتسطيعوا الربط بمنطق العقل بينها و بين النتائج وهكذا
ينتهي القول بأن أحداث الغيب المحجب يتيسر الإنباء عنها متى سبقتها مقدمات تنذر
بها و هذه المقدمات تنشكشف للقليلين و تخفى عن الكثيرين لأن الناس يتفاوتون في
خبراتهم و مدى ما يفيدون بها و يختلفون في دقة الملاحظه و بعد النظر و القدره على
الحديث و غير هذا مما أسلفنا الإشارة الية التنبؤ بالغيب عند مفكر الإسلام [9]
الجوانية :
لقد حاولت
الجوانية أن تعطي لنفسها هيكلا و بناء و لكنها ظلت لا هيكل و لا بناء بل مجرد صفات
عامة تتسم بها كل فلسفة مثالية و هي تزكية الوعي الإنساني : و هي حياة الروح و
الفضيلة و ممارسة الحرية و هنا تبدو الجوانية و كأنها نظرة خلقية دينية للعالم
تدعو الناس الى الطهارة و الى إذكاء القلب السليم
1- المعرفة الجوانية :
فإذا كان الوعي هو نقطة البداية مثل الكوجيتو الديكارتي فإن هذا الوعي يقوم بوظيفة
المعرفة عن طريق التعاطف العقلي وهو مفهوم برجسون في تعريف الحدس نور منبثق بعد
طول صحبة فالجوانية نظرية حدسية في المعرفة التي لا تحتاج الى استدلال بل إن الحدس
أقرب الى الحدس الصوفي منه الى الحدس الفلسفي .
2- غربة الإنسان و هي
سمة أخلاقية أيضا تشير إلى أن الإنسان يعيش في هذا العالم وليس منه و أن مصيرة خارج العالم في حين أن
غربة الإنسان هي مقدمة ثورته على الواقع حتى يعيد التآلف معه و حتي ينتمي إلية .
3- مثالية العمل :وهي
سمة التي تحاول فيها الجوانية التأكيد على جانبها العملي و أن المثالية هي في نفس
الوقت نظرية و عملية عقل و قيمه و لكن السؤال مازال قائما و من الذي سيربط الجرس
في رقبة القط من الذي سيحفف هذه المثالية العملية : الصفوة , الشعب , الحزب ،
المؤسسات , التحول الروحي الذي يبدو هو المرجح
و من سماتها الإيمان بالروح و هي الروح
المستقلة عن المادة أو الإنسان الطائر الذي هو فكر محض ووعي خالص الذي لا جسد له
ولا واقع من تحته في حين أن الروح على هذا النحو تصور متطهر غالبا كثيرا ما يؤدي
الى الانبعاج و الصورية و الانعزال الرهبانية أو النفاق و التعمية و التغطية و التستر
على الحياه المدية في كل مظاهر النفاق الديني إن مهمه جيلنا هو العثور على صلة
الروح بالمادة و ليس في فصل الروح عن المادة . كذلك السعي الى الأصاله ضد التقليد
و التبعية و التصاقا بالجذور فالتأصيل يحتاج الى جذور و تربة و من ثم كانت الأصالة
في الارتباط بالأرض و الامتداد في التاريخ و لاتكفي الأصالة بالرجوع الى الروح
فالروح نفسها تأصيل للوجود الإنساني كذلك مجموعه من الأخلاق المستمده من المثالية
كرامة الإنسان , الحرية و الشعور بالمسئولية , السعي محك الأخلاق وحسن النية و
استقامة الضمير .
الجوانية
بين الشرق و الغرب :
فبالنسبة لتراثنا القديم تركت الجوانية كثيرا من مظاهر
الإبداع فيه دون البحث عن دلالته من أنه يجيب على أسئلة كثيرة في عقليتنا المعاصرة
فنشر " إحصاء العلوم للفارابي يشير أن بداية العلم تراثنا هو علم اللسان على
ما يقول علم اللغه العام الآن ([10])
كما يبين أن العلم الطبيعي و العلم الإلهي علم واحد وأن دراسة الطبيعة و الله هي
نفس الدراسة و علم الكلام و الفقه و العلم المدني علم واحد كما أن تلخيص ما بعد
الطبيعه لابن رشد كان يمكن ان يبين كيف استطاع فلاسفتنا القدامى تمثل تراث الغير و
إعادة صياغته و التعبير من خلاله عن تصورهم الخاص للعالم دون تبعية أو تقليد و كما
يمكن إيجاد دلاله أكثر عن محاولة الفارابي الجمع بين رأي الحكمين و استطاع أن يعبر
عن التصور الإسلامي الكامل الذي يجمع بين المثال و الواقع الصوري و المادي العقلي
و الحسي من خلال تراث الغير فمحاولة الفارابي تأليف غير مباشر في صورة شرح التراث
اليوناني كما كان يمكن تحليل آراء المدينة الفاضلة و بيان خطورتها على حياتنا
المعاصرة و ذلك بتأليهها الملك النبي الفيلسوف أكمل البشر و تأسيسة للتصور الهرمي
للعالم و العالم الطبقي كان يمكن أخذ موقف بالنسبة لنظرية الفيض أو الصدور عن إبن
سينا و بيان خطرها على العقل و على الوجود و الأخلاق والسياسة كما يمكن إبراز
مواطن الأصالة في تراثنا و تطويرها مثل نظريات إبن رشد في قدم المادة و التطور و
القول بإلله لا يعلم الجزئيات و القول بعقل كلي و بفناء النفس الفردية . كان يمكن
البداية من توحيد القدماء بين الفلسفة و الدين و الدفاع عن اتفاق الحكمه و الشريعه
و العقل و النقل حتى نقضي على مظاهر الغيب و الخرافة في حياتنا المعاصرة و اكن
الاضطراب في فهمنا التراث و التذبذب بين الغزالي و ابن رشد و عدم إعطاء الأولوية
على أحد الجوانب في تراثنا القديم و قد إستطاعت الجوانية في تعاملها مع تراثنا
القديم أن تبين أثره في الحضارة الغربية و هي حقيقه تاريخية يذكرها المستشرقون على
نحو تاريخي و تذكرها الجوانية على نحو قومي إعتزازا بعظمة الأجداد فالدعوة الى
البحث عن أثر الحضارة الإسلامية في النهضه الأوروبية فقد درس الأب الراهب
رامون مارني آثار العرب و أقتبس آراء
الغزالي و البرتوس ماجنوس كذلك و سيطرت آراؤة على جامعات أوروبا عامة و إيطاليا
جامعة بادو ([11])و
قد أستعملت الجوانية التراث الغربي لإبراز ما يماثله في حركاتنا الإصلاحية الحديثة
أو في تراثنا القديم دون أن تقول صراحة إننا سباقون على الغرب في إكتشاف فلسفاته و لو أن ذلك مفهوم
ضمنيا فما أفرحنا عندما نرى في محمد عبده برجسون و حدسه و حريته الداخليةو دينة الصوفي
و جهده الميتافزيقي و تعريفه لمقياس الفلسفة بتعدد الأفكار و بساطة مبدئها أو نرى
فيه برجماتيه شيلر و نزعته الإنسانية أو روح الدقه عند بسكال أو بساطة ديكارت و
أفكارة الواضحه المتميزه أو تربية سبنسر و كالفن عن القدرية و الجبر والاختيار أو
الحرية عن اسبينوزا أو التاريخ عند بوسوية أو الفطره الخيرة عند روسو أو الإخلاقية
عند كانط و الجدل عند هيجل و ما اسعدنا عندما نرجع حركتنا الإصلاحية الى قواميس
االفلسفة الغربية و دراستها و منطقها و علومها ([12]) و
إذا كانت الجوانية تهدف في النهايه الى البحث عن فلسفة توقظ الأمه فإن نماذجها ظلت
أسيرة الوعي الفردي دون أن تتحول الى ثقافة وطنية أ, أيدولوجية قومية .
المستقبل بين قيم الشرق و الغرب :
قيم الغرب و خصائصه العقلية
التغلب على الطبيعة ، السيطره على الواقع ، العقلانية و
عبادة العقل الاتجاهات و المواقف الموضوعية ، القيمه الأولى للإنسان الحرية و
المسؤولية الفردية الشعور بالشخصية المبادرة الشخصية ، تقديس العمل أو تعظيمة و
اعتباره في الدرجه الأولى لسلم القيم ، النظام و التنظيم ، الصراحة ، النبل اعتبار
الرجل كائنا مساويا للرجل الانتاج الأمثل تقدير الزمن تقديرا علميا و مملوءا و
الغرب فوق ذلك كله هو الذكورة وهذا بنظر غولفن الذي عينه ممثلة في مقابل الشرق
الذي هو الأنوثة
قيم الشرق ( الثابته المزعومة ) ([13])
إنها كما يقدمها الغرب عموما القيم الغربية المعكوسه
فمقابل التغلب على الطبيعة يضع الشرقي كما يقال أو يزعم الاستسلام للطبيعه أو
الغناء لها و دمجها في ذاته و التشارك معها و تكليمها بإعتبارها كائن حي أو قسما
من الذات الحية و في الشرق غيبية و روحانية و حدسيات و مثالية و تصوفيات للشرق روح
خاصه و عقل خاص ثابت و خالد و مقيد إشراقي إسطوري و مقابل الحرية و المسؤولية و
الشعور بالشخصية الفردية و اعتبار الذات للذات عند الغرب يضع الشرقي كما كان يقال
قيمة أو مبدأ التخلي عن الذات للجماعه و الاندماج في الكلية و الجمعيعية و بالتالي
فلا شعور بالشخصية الفردية ،لا عقلانية
ولا موضوعيه بل إنفعالية ذاتيه وحذر و التوائيات لايعرف النظام و لا التنظيم و لا
استغلال الزمن إذ الزمن بلا معني .
كيف إذن نبني التوازن في النظر و السلوك إزاء الغرب أو
في النظر الذي يدعة لإعداد السلوك المتزن إزاء الغرب و لإقامة الاعتبار الامتخلخل
و الا متوتر للذات وو للآخر للأنا و للأنت ؟ ذلك موضوع إن الحقل ( واقعنا و قوتنا
هو الذي عندما يصبح صالحا فإنه سيكون شرطا و إمكانا في عمليات بناء النظر الواعي
للآخر و الأنا .
إلا أننا نرى و
نكرر أن الفلسفة والأيدولوجيا بشكر خاص قادرتان هما أيضا و إن أقل قدره من الوضع
القوي للمجتمع على تجاوز النظرة المعادية لتراثنا و هويتنا و إنساننا على تأمين
الموقع المنتج لنا و للمستقبليات ولدار الفكر العالمية لقد إجتاف الكثير من الهنود كالحال عندنا أو في
الأمم الشرقية عموما نظرة الغربي إليهم فكرهوا صورة الأجداد و التراث و دمروا
أنفسهم لتدمير تلك الصوره . إن تقدم اليابانيين كأمه شرقية إذا جاز ذلك النعت خفف
من توتر الشرقي عموما : في تفوق اليابان البوذي الديانة و الشرقي الموقع بالنسبة لأوروبا يجد الهندي أو
الشرقي أملا بالتدقم وبلسمه إنجراحات و نوعا من التشفي في بالغربي من الإيقاظ
للغربي فكأن الهندي يقول لاحظ أيها الأنكليزي هذا شرقي يسبقكم في ميادين العقلانية
و التنظيم و الإنتاج و الكم و الصناعه و القدرة ,
إذا أخذنا نظاما فلسفيا كالنظام الفلسفي الهندي نجده
يحتوي مجملا كاملا إبتدائا من نظرية في المعرفة حتى علم النفس و ما بعد الطبيعه و
العلوم الطبيعية و الأخلاق و يبدو كمحاولة إستخلاص بواسطو التأمل و التفكر في
الأشياء نظرة شاملة على الكون و السلوك و العلائق ورغم صحة قول "جينون
"إن شئت التعرف على الميتافزيقا فعليك بالهند فإن قول لا يحجب القطاعات
الفلسفية الأخرى نحن لا نبدأمن موقف فظ لا يرى في الهنديات إلا التصوفو النظر
الديني و التوجه صوت الانطفاء و التركز على مصطلحات مثل التقمص الطبقاتية الكارما
الدهارما الخلاص رفض المجتمع اليوغا .([14])
الحضارة الشرقية و قراءة التراث :
بالإضافة الى المعروف أو السائد قراءة نصوص هندي مترجمه
للعربية حديثا و هي كثيره فالنصوص تبقى الأقدر على الأخذ بيد الراغب في المعرفة
الفلسفية إلا أن قراءة البيروني في أبحاثه في الهنديات تبقى معلمة وجديرة إنها
الأقدر من عطاء الشهرستاني مثلا في ذلك المضمار لكن التعمق في تاريخ الهند و الحضارات
الشرقية هو الأداة الكبرى في الدراسات الفلسفية , قيل أن الفكر العربي الإسلامي
تأثر باليونان ثم بالغرب الصناعي أكثر من تأثرة بالهند كما يلاحظ من جهة أخرى أن
الهند تأثرت بالفكر اليوناني أقل من تأثر الفكر العربي بالفلسفة اليونانية هل
الغرب اليونان قديما والفكر الأوروبي في رأس ماليته وفي نظامها الراهن أقرب إلينا
من ذهنية و توجهات و اهتمامات من الهند ؟ أو هل العقلية عندنا قريبه من الفكر
اليوناني أكثر مما هي قريبه من الفكر الهندي لا مجال لأسئلة من هذا القبيل إنها
أسئلة مغلوطه هي غير مطروحه بشكل فلسفي ولا بمنهج تاريخي إنها أقرب الى
الأيدولوجيات .
جوانب
التأثر بين الفكر الشرقي و الغربي :
يتفق مؤرخو الفلسفة على اعتبار الفكر اليوناني غير مدين
إلا بشئ قليل للفكر الشرقي وعلى أنه يبدو خلقا عفويا للعقل هذا ما نوه عنه بشدة
الفيلسوف و اللغوي الكبير حون بورنيت الأيكوسي في كتابة القيم الذي كرسه للفلسفة
اليونانية الأولى أظهر هذا أننا لا نقدر أن نثبت وجود فلسفة عند المصريين أو
البابليين ففي العالم القديم نجد أن الشعب الهندي هو الشعب الوحيد الى جانب الشعب
اليوناني الذي كان له فلسفة حقيقيه . و من الممكن أن يطرح السؤال حول معرفة ما إذا
اللاهوت اليوناني قد تأثر بالاهوت الشرقي ذاك هو ظن" غلادش " بأن الاهوت
اليوناني قد لقي منذ وقت باكر تأثير الشرق و من الاهوت انتقل هذا التأثير الى
الفلسفة و لكن هذا الرأي أصبح أيضا مهملا فمن الثابت أن الاهوت يطهر لنا بعض
التشابهات مع لاهوتيات الهند و بابل و مصر , كرأي "هيرودوتس " الذي يقضي
بأن الدين اليوناني و الحضاره اليونانية قد جاءوا من مصر ثم لنستعد قول "
أفلاطون " في الطيماوس الذي وجهه الى صولون على لسان كاهن مصري " أيها
اليونانيون أنكم أولاد " ، كذالك أعتقد اليونانيون أن طاليس و فيثاغورث كانا
قد جلبا الرياضات من مصر هذا ما صرح فإنه لواقع حقيقي أن الفلسفة اليونانية قد
ولدت بالأحتكاك مع الشرق .وهكذا فالاهتمام بالفكر الفرعوني بعلم المصريات أو
ببوذيه زن أو بالملاحم و الأساطير البابلية أو بالفكر العربي و الفارسي كان مؤشرات
فكرية تعكس و تتفاعل أو تقاد و تقود بالمجرى الاجتماعي السياسي ,.
التناغم الإلهي و
حياة فيثاغورس و تعاليمه كمثال على التأثر بين الفكرين الشرقي والغربي ([15]) :
يتمثل هذا الاتحاد الأول بين العبقرية اليونانية و
العبقرية الشرقيه أكثر ما يكون التمثيل في شخصية فيثاغورس الكبيرة وقد أعترى نظرية
فيثاغورس في النفس تأثير الشرق إذ هي
نظرية أتت من الأورفية و الأورفية ليست مذهبا يونانيا صرفا فقد ولدت من عبادة
ديونيسيوس ذات الأصل البعيد الذي يعود بلا شك الى تراقية و إلى فيرجيا و كان
إزدهار الجمعيات الأورفية أكثر ما كان في إيطاليا الجنوبية و صقلية وكان من جراء
تأثير مذهب الأورفية أن مذهب فيثاغورس في النفس أنها الجوهر الحقيقي الخالد ثم إن
ما طوره في نظريته هذه يدل على وفاق عميق بين فلسفته و التفكير الآتي من الشرق
ففكرة إنتقال الأرواح و فكرة القرابة بين البشر و الحيوان و تحريم أكل اللحوم ثلك
كلها موجوده في الهند و تحدثنا الأفكار أنه ذهب الى مصر وبابل حيث عاشر هناك
المجوس الفارسيين ورثة زرادشت فنشأ عن ذلك نظرية النفس والعدد
التناغم الإلهي محاولة لتصحيح التاريخ بنظرة أقرب الى
الموضوعية مبرأة من أنحياز الأيدولوجية المركزية الغربية و تؤكد أن الأنسان فكرا
وسلوكا هو ثمرة حياته الاجتماعية و تفاعلاته مع الآخرين محاكاة و إبداعا
الأثر و التأثير بين الفكرين العربي الإسلامي و الفكر
الهندي كمثال :
كالأدب الصوفي الإسلامي في الهند و بالفكر الأوردي
وبالإسلام المستهند و تأثر الفكر العربي المعاصر بالتصوف الهندي أو ببعض النظريات
الهندية الرئيسية مثل التقمص الخلاص
الصفاء الداخلي للإنسان النظرة للألوهية المحبة البهاكتي ، التأمل التشظف ، النرفانا أو،الإنطفاء،الإشراق ,
الفكر الشرقي والأساطير :
فالفكر الشرقي بقدر ما أراد أن يفسر الكون و يشرحه فإنه
راح يعبر عن نفسه بالأساطير و يكتسي برداء من الأشكال الحسية لقد صدر الفكر الشرقي
عن الجماعه و كان يمثل قوة التقليد أو تأثير التراث و سلطته .
لا شك في أن دراسة النظرات الشرقية أحيانا والى حد ما تسميته بالفلسفات
دراسه مستنفدة ما تزال قليلة في المكتبة العربية مبتسرة أحايين كثيرة و مرتكزة على
الأبحاث الفرنسية و الأنكليزيه كمألوف عندنا في الحقل الفلسفي دون العوده فعلا الى
ينابيع و اللغات لتلك النظرات والفلسفات لماذا ؟ الجواب موضوع آخر لكنه ينم عن
شروط و إمكانات لما تتهيأ بعد للعطاء الفلسفي الأصيل إن كتابا يؤرخها بالعربية
تأريخا في وجه إهتمام فلسفي لما يولد بعد الأبحاث المستنفده و بالمستوى المقبول
عالميا بالمستوى الذي قدم البيروني في تحقيق ما للهند من مقوله هي ما ينتظر للعمل
الفلسفي الآخذ طريقه نحو البزوغ و من ثم النضج و التركز في الذات العربية .
إذن فالأنسان أولا واخيرا :
يضاف أيضأ أن الثقافة التاريخية هي كما يقول نتشه
الثقافه المتينه وأن معرفة مفهوم معين يكون حسب قول كونت بمعرفة تاريخية فالحقيقه
أني إلى حد بعيد جدا أكون ماضي أنا الإنسان هو التاريخ الى حد درجه مدهشة و تلك هي
طبيعة الإنسان التي يشدد التحليل النفسي في إظهارها من حيث أنها تتكون في السنوات
الأولى من العمر أقوال الظاهراتية أو أبنتها الوجودية على لسان ميرلوبونتي مثلا بأني
أنا النبع المطلق وجودي لا يأتي من أسلافي أقوال لا تلقط الإنسان رغم صراخها
بالعكس في الشروط و التاريخ الماضي الفلسفي ليس ظاهرة تضاف أو ظاهرة ثانوية في
العمارة الفلسفية برد للخاطر هنا و بسرعه ادعاءات بعض الفلاسفة لقد ظن ديكارت أن
حل المشكلات الرئيسية برمتها و ماقال كانط في جوابه عن ما هو الإنسان عن الفلسفة
لقد أدعى لنفسه أنه سيبقى سيد الماورائيات التالية له و قال إن لا وجود إلا
لفيلسوف واحد و كأنه هو هذا الفيلسوف فديكارت الذي قال إن أفلاطون و أرسطو صفران
لا أكثر كذلك ما سيقوله هيجل أما هوسيرل فهو أيضا قال بضرور الإنطلاق فلسفيا من
الصفر إطلاقا و إنه هو المنطلق في هذه
الأقوال عظه على مستوى الفرد إنها وإن رفضنا إطلاقا كل موازاة بين الفرد و المجتمع
تنفع أي تصح على صعيد تاريخ الفلسفة و التاريخ الحضاري و المفاضلة الغرضية بين
الأقوام و التراثات و الألوان والأمم واللغات إدعاءات ديكارت ثم كانط و هوسيرل
كادعاءات الغرب هي على الصعيد الأول هوس عظمه و على الصعيد الثاني ذلك الهوس عينه
منصبا على العرق و النرجسية الجماعية هذا يعبد ذاته و يعبد الآخر عرقة العرق أوضح
و أجلى أو قد يوجد فقط في دنيا الحيوان .
دراسة التاريخ المعنى هنا يشحذ روح النقد و ينمي عمليات
المقارنه للطرائق التي أنتهجتها العقل البشري في مسارة الفلسفي لدى أجناس متباعده
أو ذات تركيبات حضارية مختلفة يعود بعضها الى ما قبل الألف عام و هي دراسة تلقي
النور على المعيقات و على العوامل الايجابية و الفعالة و أننا نرفض أن يكون تاريخ
الفلسفة جاهلا كونفشيوس و زرادشت و بوذا لقد أعطى الشرق للفلسفة أكثر مما بقى
الغرب يظن مده طويلة و ربما ما يزال البعض في ظنونه تلك الهوى منه أو ماشاكل في
ذلك أصالة تمتنع على اللمحة السريعه و الفوقية المستعلية التي أنحاز بها الدارسون
الغربيون على الأغلب إزاء ما لا يروه قريبا من مقولاتهم أو ينصهر في أطرهم الفكرية
و المعيشية مضى الزمن و معه الزعم الذي لم ير سوى ثقافة الغرب و فلسفة الغرب للشرق
إذ قبلنا مؤقتا ذاك التقسيم الى شرق و غرب فلسفات غنية إن الإكتفاء بقراءة تاريخ
الفلسفات و الحضارات الغربية فقد صار التاريخ انطوى عهد كنا نرى فقط ثقافة واحده
وفلسفة واحده وحيده تكون فلسفة الغرب .
وقطعا لا تحول هذه النظرة دون ضرورة واخلاقية دراسة
الشرقي لتطور الفكر في بلدة إن فهما أعمق للإنسان الشرقي ريفيا كان أم حضاريا
يستلزم دراسة للفلسفات الشرقية الفلسفة متجذره عميقا في الوعي الجماعي و السلوك
الاجتماعي و التمثلات و الإكراهات التقليدية و مهم أيضا أن الإنسان يبتهج و هو
يلقي نظره على الماضي و يستشرف المستقبل بأن يعرف لا فقط كيف سار و إلى أين بل و
كيفية السير و تحديد خطواته و معنى التطور التاريخي والفلسفي العام للإنسان و
صورته بين لوحة الحضارات التي رسمتها يد الأجيال البشرية و ما تزال . إن النظرة
الجمعية للفلسفة و الإنسان ثم النظر العقلاني و الهادف لهذا الإنسان المتجذر
الأبعاد في تلك البيئة و الزمان و الحضارة تفرضان دراسة الفلسفات الشرقية الى جانب
الفلسفات الأخرى في العالم في كل مكان يود معرفة الفلسفة من ينشد الفلسفة ذاك
القطاع الفكري الرائع لا يرفض ينابيعها في بلادنا و لا ينكرها إن وجدها .
مما لاشك
فيه أن مع إختلاف التوجهات الفكرية و التفاعلات النظرية الناتجه عن الموروث و
الوافد من آثار و تأثرات تظل حاكمية العقل مسيطرة و متغلغلة في مدارس البرهان و
اليقين يصيب غبارها ما دون ذلك من مادية و ومثالية ووجدانية و روحانية ،فالعقل
ميزان بين الروح و النفس و الجسد فأين ما ذهبنا كان العقل معنا دليلا ولكن نحو
المستقبل، بعد رحلة غربية طويلة عقلانية لقطار التطور الإنساني هل يقف عند
الروحانية ليأخذ طريق الشرق الأكثر وجدانيا ؟
المراجع:
1-
عاطف العراقي :
الفلسفة العربية و الطريق الى المستقبل رؤية نقدية عقلية الطبعة الرابعة
2002 .
2-
جون سيرل : العقل و اللغه و المجتمع ترجمة وتقديم صلاح
إسماعيل المشروع القومي للترجمة 2012 .
3-
عثمان أمين رائد الفكر المصري مكتبة النهضة المصرية
القاهرة 1955 .
4-
أ. ولفسون فلسفة المتكلمين المجلدين الأول والثاني ترجمة مصطفى لبيب عبد الغني المشروع القومي
للترجمة الطبعة الثانية 2009
5-
جون هرمان راندال : تكوين العقل الحديث :ترجمة جورج
طعيمة المشروع القومي للترجمه جزءان المشروع القومي للترجمة 2013 .
6-
زكي نجيب محمود تجديد الفكر العربي دار الشروق بيروت 1971
7-
محمد عابد الجابري تكوين العقل العربي 2 مركز دراسات
الوحدة العربية2009
8-
محمد عابد الجابري : نقد العقل العربي مركز دراسات
الوحدة العربية2009
9-
محمد رشيد رضا :
تفسير المنار ج 2 .
10-نصر حامد أبو زيد : الخطاب و التأويل المركز الثقافي
العربي الطبعه الثالثه 2003
11-نصر حامد أبو زيد : إشكاليات القراءة و آليات التأويل
المركز الثقافي العربي الطبعه التاسعة
2012
12-نصر حامد أبو زيد :
فلسفة التأويل المركز الثقافي العربي الطبعة التاسعة 2010 .
13-حسن حنفي : التراث و التجديد المكتب المصري للمطبوعات
2013
14-حسن حنفي : حسن حنفي من العقيدة الى الثورة دار قباء
1998
15-حسن حنفي : حوار الأجيال دار قباء 1998
16-السيد نجم : ما مستقبل الفلسفة دار النشر الإلكتروني
الكويت
17-عثمان أمين ملامح الفلسفة الجوانية
18-جون ستروميير التناغم الإلهي حياة فيثاغورس و تعاليمه
ترجمة شوقي جلال المشروع القومي للترجمه 2013
19-الفلسفة في الهند دكتور علي زيعور مؤسسة عز الدين
للنشر1993 لبنان
الدوريات و مواقع الأنترنت
2-
إريك فايل
[2] - توفيق الطويل : علم الغيب في العالم القديم لشيشرون
ملحق دكتوراه 1946 حسن حنفي : علم المستقبليات في دراسات فلسفية الأنجلو المصرية
القاهرة 1987
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية