عيد الحب أم الكراهية؟


عيد الحب أم الكراهية؟
بقلم: حساين المامون

                                 في عيد الحب نقول ان الحب  ليس بدعة و الحب ليس نقمة بل الحب هو اقوى وأفضل سلاح ضد التطرف و الإرهاب والإقصاء والحرب والألم بالمعاناة.... ، إن الإنسان الذي يعرف الحب النقي الطاهر يكون إنسانا أفضل يعطي أكثر مما يأخذ، الحب هو الخير الحب ليس شهوة الجسد بل الحب هو إحساس ينبع من القلب.
عيد الحب ليس بدعة ابتدعتها الحضارة الرومانية أو القس  "فلانتيوا" أو "فلانتين" أو الحكومات الغربية أو السياسيين الغربيين، عيد الحب هو نتاج خالق الكون الله عز و جل في قلب الإنسان لينتج حضارة لرقي الشعوب، و هو تقليد اتبعه العديد من الناس بعد المعاناة في حروب طويلة قاسي فيها الإنسان وراح ضحيتها الملايين وفقد أبناء أبائهم، وفقدت زوجات أزواجهن، وفقدت الحياة المعنى. وقد احتفلت الحضارات القديمة بأعياد مماثلة يظهرون فيها سعادتهم بوجودهم على قيد الحياة يحتفلون بعطاء الطبيعة لهم في فصول الربيع أو فصول الحصاد وما يصاحبها من تجديد لدورة الحياة(اسلي وتسليت نموذجا في الحضارة الامازيغية).
أن يصاب بعض المتشددين والغارقين في وحل التعصب بالأرق  في الدماغ بسبب عيد الحب الذي سيتسبب بزعمهم  بخلخلة في المفاهيم الفكرية العقائدية للشباب، واهتزاز للثوابت الاجتماعية والدينية الأصيلة التي ترتكز عليها العقيدة الإسلامية، لهذا هو الهراء بعينه وهم بهذا يرفضون الحياة وكأنهم يقومون  بالدفاع عن المقدسات أمام هذه المدنسات التي تغزو المجتمع المسلم، إنهم يخشون أنفلونزا عيد الحب أن تصيبهم وبالتالي لا بد من إيقافها وبكل الوسائل الممكنة والطاقات، وكأن تحرير بيت المقدس من رجس الصهاينة الأعداء، لا يمكن أن يتحقق إلا بتحرير المجتمع المسلم من بدعة عيد الحب الشنعاء.
و إذا كان عيد الحب أو الزهور يؤرق هؤلاء الدين لا يرون في الإسلام سوى السواك واللحية...، ويشغلهم إلى هذا الحد لإصدار الفتاوي لمنع الشباب من "التقليد" للغرب و الاحتفال بهذا العيد البريء، فلماذا لا يخترعون بالمقابل عيدا للكره أو القبور ويحتفلون به كل عام في الرابع عشر من فبراير، في عناد صبياني لمحو عيد الحب من عقول وأفئدة الشباب المنغمس في زخرف الحياة الفاني وورد الرذيلة الأحمر القاني؟
وإذا كانوا يعتبرون عيد الحب بدعة ومنكرا، فمعنى ذلك أن عيد الكره هو من المكونات الأساسية لتفكيرهم في نشر الحسنات المثلى والفضيلة الممتازة ! وكل الحق على إنفلونزا عيد الحب التي أصابت بعدواها الشباب، والذي ينبغي إصدار فتوى تمنع الشباب  أن يحبوا أو  يعشقوا و يتبادلوا الهدايا والورود تقليدا اعمى لأبناء وبنات الغرب القرود!  
مثل هذه الفتاوي والدعوات تدل على سخافة أصحابها ومن ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لن تحقق أي هدف سوى إن الشباب المتوثب الذي يريد ان يحيا مع روح عصره سيتمسك أكثر وأكثر وأكثر بما يحبه ويرغبه سرا او علنا او معاندة او مشاغبة ورغما عن انف كل هذه الأنواع من الفتاوي المضرة للإسلام الحق  والمفسدة للأخلاق بممارساتها الإرهابية القمعية.
وكأني بمثل هذه الفتاوي تعتبر توحد المشاعر والمشترك الانسانى بين المخلوقات البشرية جريمة تزلزل عرش خالقنا  !أو تخشى الشرك والوقوع ضحية فيروس عيد الحب الوثنى النصرانى الفاسق! وبدلا من البطاقات المبهجة المزينة بالقلوب والورود يرسلون لك جماجم تقطر دما أو شخصا يتعذب في قبره بسبب تعبيره عن مشاعر الحب لشريك العمر بهدية رمزية أو رقصة رومانسية ...إنهم يريدون أن  يصورا  لنا الذات الإلهية تنتفض غضبا إذا ما تبادلت عبارات التهنئة الطيبة التي تشيع الرضي والسلام والتعايش الانسانى بين الناس ، كيف يدعون التقرب إلى الله بإظهار وإشاعة الكره بين مخلوقاته؟  
رجاءا أن تكفوا عن الكره ونشر البغض باسم الخالق، فالخالق أسمى من سمومكم العنصرية.

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس