فيثاغوراس
{580 – 500 ق.م}
شخصيته
يتداخل فيها الواقعي بالغرائبي، و تجمع بين التبي و صانع المعجزات و مؤسس دين. و
تحكى عنه خوارق أصبحت شهيرة مثل ظهوره في وقت واحد في أمكنة متعددة، و تنبؤاته عن
المستقبل، و قدرته العجيبة على صيد السمك. كما يقال أن صوتا قويا كان يوقظه أثناء
الليل و كأنه صوت إلهام إلهي. و من الطرائف التي تحكى عنه ظهوره مرة على المسرح و
كشفه أمام المتفرجين عن فخذه الذهبية. قد يكون ولد بجزيرة ساموس اليونانية قرب
آسيا الصغرى. و هناك من يقول إنه ولد في مدينة صور بلبنان... رحل في 538 ق.م إلى
جزيرة صقلية و استقر بمدينة أقروطانو و أسس بها جماعة أو جماعات تعرف باسم
الأخويات الفيثاغورية، هذه الأخويات كان لها نشاط سياسي ملحوظ، و قامت فيما بعد
بثورة ضد الطغاة في هذه الجزيرة، و قد نجحت على الأقل في تولي الحكم في مدينة
أقروطونا و حكمتها ما لا يقل عن خمسين سنة... كما كان للأخويات نشاط ديني كان يهدف
إلى تطهير النفس عن طريق التطهير البدني، و من هنا تحريماتهم لبعض البقول كالفول،
و تحريمهم للحم، و للتضحية بالحيوانات للآلهة... و هذا مرتبط بفكرتهم عن أن النفس
منتشرة أيضا عند الحيوانات. و هذه فكرة هندية متصلة بفكرة التقمص. كما نجد عندهم
التلقين. و الذي يقصد به إعداد الممتازين منهم للوحي الذي سيأتي بعد التطهير. و في
نهاية التلقين يصلون إلى الاتحاد بالإله...
أما
على المستوى العلمي فقد اعتبرت الأعداد أصل الأشياء، و جميع الأشياء أعداد، و من
المحتمل أن الكشوف في ميدان الموسيقى هي التي أدت إلى الفكرة القائلة أن الأشياء
كلها أعداد، بحيث يتحتم علينا، من أجل فهم العالم المحيط بنا أن نهتدي إلى العدد
في الأشياء، لكي تتحقق لنا السيطرة على العالمضص... كما تثبث نظرية فيتاغوراس في
المثلث القائم الزاوية أن المربع المرسوم على الضلع المقابل للزاوية القائمة يساوي
المربعين المرسومين على الضلعين الآخرين من المثلث.
كما
جعل الفيثاغوريون الأوائل لبعض الأعداد صفات رمزية و سحرية. فعدد 7 يدل على
الفرصة، و عدد 4 على العدالة، و عدد 5 على الزواج. و أهم الأعداد رمزية هو العدد
10 الذي يسمونه بالعدد الكامل، و يتكون من مجموع الأعداد الأربعة الأولى،و هو
عددهم السري، و به كان يقسمون.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية