إعداد: هشام آيت باحسين
الحصة الرابعة
12/03/2007
انحطاط العلم في الأندلس : الجزء الأول
كتب أبو السلط الداني "الإسطرلاب" ومقالته في
هذه الآلة هي النص الثالث من هذا النوع الذي حفظته الأيام بعد نصي ابن السمح
والزرقاني وهي تبدو توسيعا لنص الزرقاني حول "الصفيحة الجامعة" لكن
الوسائط المستعملة فيها مقتبسة من كتاب "المجسطي" لبطليموس. وقد وضع ابن
الكماد جداول فلكية لم تدرس بما فيه الكفاية ويظهر فيها بوضوح تأثير الزرقاني على
الأخص فيما يتعلق بالتأثر بالجداول الشمسية، أما كتاب "الزيج الكامل" في
التعاليم (الاسم العربي للرياضيات) لابن الهائم الاشبيلي فهو مجموعة من القواعد
والقوانين خالية من الجداول الرقمية تتضمن براهين هندسية جيدة الإتقان،وفي هذا
الكتاب يبرز ابن الهائم كتلميذ للزرقاني، ويتضمن الكتاب عددا كبيرا من المعلومات
الجديدة التي تتعلق بنشاط مدرسة طليطلة من القرن 11م وفيما يتعلق بالانتقادات
الموجهة للمجسطي نشير أن كتاب جابر ابن الأفلج الذي يحمل عنوان "إصلاح
المجسطي" ليس منشورا حتى اليوم، وقد يكون هذا الكتاب عاملا أساسيا في تطوير
علم الفلك التقليدي في القرن 18 م، فيه يبرز جابر ابن الأفلح ككاتب مهتم بالقوانين
الرياضية ينتقد بعض جوانب المجسطي، ولقد كان يذكر في هذا الباب في المراجع
الأوربية ابتداءا من القرن 14 م، فالقسم المتعلق منه بعلم المثلثات يعد مصدر كتاب
رجيومونتانوس وهو أحد الذين أثروا في كوبرنيكوس. لكن الاستثمار الأوربي لهذا القسم
يعود ربما لتاريخ أبعد من ذلك. ففلكيو طليطلة بقيادة ملكها ألفنسو العاشر استعملوا
سلسلة المبرهنات التي قدمها جابر ابن الأفلح في علم المثلثات ومن ناحية أخرى فقد
دخل كتاب "إصلاح المجسطي" إلى مصر في القرن 12م مع يوسف ابن شمعون تلميذ
موسى ابن ميمون الذي درس وراجع معه النسخة الأصلية ولقد كان هذا الكتاب معروفا في
دمشق في القرن 13م حيث اختصره قطب الدين الشيرازي الذي عاش من 1236 إلى 1311م. لقد
عوض نشوء علم الفلك المنتقد للمجسطي مع فلاسفة الأندلس ابن رشد والبطروجي على
النقص المتمثل في التطور الضعيف بعلم الفلك الرياضي بعد الازدهار الذي عرفه القرن
11م ويبدو أن علم الفلك مع المدرسة الفلسفية الأندلسية لم يسبق له أن درس في
الأندلس عند القرن 12م. وهو القرن الذي سيطر فيه الفلاسفة الأرسطيون الأندلسيون
حيث نجد مفكرون مثل ابن رشد وابن ميمون وابن باجة وابن طفيل كانوا يحلمون ببناء
علم فلك بإمكانه أن يتوافق مع فيزياء أرسطو، وهذه الفيزياء لا تعترف إلا بثلاثة
أنواع من الحركة: الحركة الطاردة المركزية والحركة الجاذبة المركزية ثم الحركة
الدائرية حول مركز الأرض. وهذا الاتجاه يقضي برفض علم الفلك البطليموسي الذي يعتمد
على دوائر متداخلة مراكز أفلاك التدوير كما يعبر عن الرغبة في العودة إلى نظام
الكواكب المتحدة المركز. كانت هذه الأفكار هي التي رفضها الفلاسفة الأربعة السابق
ذكرهم لكن على الرغم من التوفر على عدد من الإستشهادات الغير المباشرة التي تدعو
إلى الاعتقاد بأن ابن باجة وابن طفيل كان لديهما تصور لأنظمة فلكية شبيه بذلك الذي
دافع عنه ابن رشد إلا أنه لا نملك التفاصيل التي تثبت هذا الاعتقاد وما نعرفه لا
يتجاوز التصريحات المبدئية، أما بالنسبة لابن رشد فالأمر معروف تماما وتعتبر حالته
مثيرة للفضول، ففي تفسيره لكتاب "ما بعد الطبيعة" لأرسطو والذي وضعه ابن
رشد سنة 1174م نراه يتراجع ويرفض أفكار بطليموس خصوصا في كتابه (ابن رشد)
"تلخيص ما بعد الطبيعة" حيث يطرح ابن رشد المبادئ التي ينبغي أن يعتمدها
إصلاح علم الفلك وهي المبادئ التي تبناها البطروجي. لكن تقدم ابن رشد في السن كما
يقول منعه من مباشرة البحث اللازم في علم الفلك كي يقوم بإصلاحه، لكن البطروجي
تكفل بذلك في كتاب "الهيئة" ومن جهة أخرى وعلى الرغم من رفضهم لأفكار
بطليموس المتعارضة مع أرسطو فان هؤلاء الفلاسفة كانوا يدركون الإمكانيات التنبؤية
لعلم الفلك البطليموسي الواردة في كتاب "المجسطي"
شرح نقطة :
النظام الأرسطي: يقسم أرسطو العالم إلى قسمين :
عالم ما تحت القمر : قابل للكون والفساد لأنه يتكون من
مكونات أربعة: الماء،التراب، الهواء، ثم النار
عالم ما فوق القمر: يتكون من كواكب تدور حول الأرض.
توجد مادة زائدة في هذه الكواكب وهي الأثير وهو أحسن من
كل المواد الأخرى وخاصيته خالد لهذا فالكواكب لا تصعد ولا تهبط بتأثير من هذه
المادة
بعد 5 قرون من أرسطو
ظهر باطلميوس (اسكندري) فبدأ يقيس رياضيا ليس مثل أرسطو (تأمل) فتبين له أن
أفكار أرسطو هي أوهام.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية