بقلم: مصطفى المعتصم
بدأت طبول الحرب الأمريكية على سوريا
تدق بعد استعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في ريف دمشق، الأمر الذي يعد
بحق جريمة في حق الإنسانية لا يمكن السكوت عنها. و سواء استعمل النظام السوري هذا
السلاح، أو استعملته المعارضة أو استعملته جهة ثالثة اخترقت الجبهة السورية فما من
شك في ظل النفير العسكري القائم اليوم ، أن النظام السوري سيتعرض لضربة أو ضربات
من طرف إمريكا وحلفائها بذريعة استعماله السلاح الكيماوي ضد المدنيين ولكن بالأساس
بهدف إشاعة المزيد من الفوضى في المنطقة العربية في أفق ترتيبها وإعادت تقسيمها بما
يخدم المصالح الصهيوأمريكية بالمنطقة .
أنا لست مع النظام السوري بل كنت من
أشد المعارضين للطريقة التي دبر بها الأمور منذ أحداث درعا ولأنني كنت مقتنعا أن
النظام السوري قوي بما يكفي ليمنع سقوطه وانهزامه بسهولة أمام المعارضة المسلحة،
وأن هذه الأخيرة ليست بالقوة الكافية لهزم هذا النظام ولكنها بالرغم من تشتتها
وضعفها لن تكون لقمة سائغة في فم النظام الذي لن يتمكن من هزمها بسهولة، لدى فقد
كنت ولا أزال أعتبر أن الحل العسكري للصراع في سوريا أمر شبه مستحيل وصعب المنال
والاصرار عليه يعني اطالة الحرب ومعها اطالة معاناة الشعب السوري الشقيق. كما كنت
دائما ولا أزال أنادي بضرورة الحل السياسي المتوافق حوله بين أطراف النزاع في
سوريا، حل يمكن من وضع خريطة طريق وآلية للخروج من الأزمة ووضع سوريا في طريق
الديمقراطية، حل يحقن الدماء ويحمي سوريا من المزيد من الدمار ويحافظ على وحدتها ووجودها
في صلب المشروع المقاوم، حل تكون فيه سوريا وشعبها هما المنتصران.
اليوم الساحة السورية مرشحة لتصعيد
غير مسبوق نتيجة التهديد الأمريكي وحلفائه بضرب النظام بتهمة استعماله الأسلحة
الكيماوية ضد المدنيين. نعم إن استعمال الأسلحة الكيماوية وحتى غير الكيماوية ضد
المدنيين العزل جريمة في حق الإنسانية تدينها كل الاتفاقات والقوانين الدولية وكل
الشرائع الدينية، ويجب أن لا يقف المنتظم الدولي متفرجا على من يستعمل هذه الأسلحة
في الحروب وخصوصا ضد المدنيين. لكن الإشكال اليوم في سوريا هو أن حالة الفوضى التي
تعيشها هذه البلاد تجعل من الصعب التأكد من الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذه
الجريمة في حق الانسانية، مما يتطلب فتح تحقيق أممي لتحديد الفاعلين. فكثير من
السلاح الذي كان في حوزة النظام قد سقط في يد معارضيه إما من خلال احتلال المعارضة
لمخازن أسلحة النظام أو بسبب انشقاقات في الجيش النظامي. كما أن الاختراق الأمني
الصهيوني للساحة والمجال السوري قائم في ظل حالة الفوضي التي تعيشها هذه البلاد.
إن استعمال السلاح الكيماوي وخاصة غاز السارين لا يتطلب معدات معقدة ولا صواريخ معينة، خاصة كما تحاول الإدارة الأمريكية وحلفاؤها إيهام العالم بذلك، فقد استعمل بشكل بدائي في الحرب العالمية الأولى كما استعمل منذ سنوات من طرف جماعة متطرفة يابانية في أنفاق طوكيو، وبالتالي لن نبتلع الطعم بسهولة ونقبل بالقول أن النظام وحده قادر على استعمال هكذا أسلحة. إنني حينما أرفض وأعارض الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا و حينما أطالب بتحقيق أممي محايد، و بتحرك المنتظم الدولي لحل الأزمة السورية سياسيا فذلك لعدة اعتبارات:
إن استعمال السلاح الكيماوي وخاصة غاز السارين لا يتطلب معدات معقدة ولا صواريخ معينة، خاصة كما تحاول الإدارة الأمريكية وحلفاؤها إيهام العالم بذلك، فقد استعمل بشكل بدائي في الحرب العالمية الأولى كما استعمل منذ سنوات من طرف جماعة متطرفة يابانية في أنفاق طوكيو، وبالتالي لن نبتلع الطعم بسهولة ونقبل بالقول أن النظام وحده قادر على استعمال هكذا أسلحة. إنني حينما أرفض وأعارض الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا و حينما أطالب بتحقيق أممي محايد، و بتحرك المنتظم الدولي لحل الأزمة السورية سياسيا فذلك لعدة اعتبارات:
الأول ، لأن الولايات المتحدة
الأمريكية قد فقدت كل مصداقيتها في العراق، نتيجة اتهامها لنظام صدام حسين
بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل، ليكتشف العالم بعد غزو هذا البلد واحتلاله تحت هذه
الذريعة كذب الإدارة الأمريكية و خلو هذا البلد من أي أسلحة دمار شامل ولكن بعدما
أدى الشعب العراقي ولا يزال من جراء هذا الغزو البربري ثمنا غاليا جدا في الأرواح
والممتلكات وبالتالي فإن فإن كل ادعاء أمريكي بشأن استعمال النظام السوري لهذه
الأسلحة يبقى موضع الشك والريبة.
الثاني ، لأن أمريكا ليست بالدولة
المحايدة بل هي منحازة كلية للمشروع الصهيوني ومهما كانت أسباب ودوافع ضربها
النظام السوري فإن خلفية اصطفافها مع المشروع الصهيوني ستكون حاضرة بقوة .
ثالثا ، لأن تجربتا العراق وأفغانستان قد أكدتا أن الضربات العسكرية وحتى الاحتلال ليس حلا بل قد يعقدان الحلول ويزيدان من أوار الحروب واشتعالها ويكرسان الفوضى والتسيب الأمني.
-رابعا ، لأن الحرب الأمريكية على سوريا ستتسبب في المزيد من الضحايا والمزيد من الدمار وقد تؤدي إلى كارثة انسانية في حالة ضرب منشآت حساسة كالمفاعل النووي السوري للأبحاث النووية ولن تنهي الصراع بسهولة .
ثالثا ، لأن تجربتا العراق وأفغانستان قد أكدتا أن الضربات العسكرية وحتى الاحتلال ليس حلا بل قد يعقدان الحلول ويزيدان من أوار الحروب واشتعالها ويكرسان الفوضى والتسيب الأمني.
-رابعا ، لأن الحرب الأمريكية على سوريا ستتسبب في المزيد من الضحايا والمزيد من الدمار وقد تؤدي إلى كارثة انسانية في حالة ضرب منشآت حساسة كالمفاعل النووي السوري للأبحاث النووية ولن تنهي الصراع بسهولة .
خامسا لأن الحرب قد تمتد إلى خارج
سوريا وتشمل المنطقة بأسرها خصوصا في ظل الوضع الأمني المتدهور في العراق وفي ظل
الوضع السياسي المتدهور في الأردن ولبنان .
سادسا ، لأن أمريكا ليس من حقها أن
تكون شرطي العالم تتدخل وقت ما تشاء وأينما تشاء وتحت أية ذريعة شاءت . العالم يجب
أن تضبطه قوانين وقرارت أممية يشرف على تنفيذها مجلس الأمن.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية