3
ـ الحقيقة بوصفها قيمة
الإشكال: على أي أساس تقوم الحقيقة؟ و هل هي غاية في ذاتها أم أنها و سيلة؟
موقف وليام جيمس:
يعتقد وليام جيمس أن للحقيقة قيمة نفعية، و ذلك لأن الحقيقة ليست فكرة ، بل
هي ما يترتب عن هذه الفكرة من نتائج مؤثرة في الواقع.
و في هذا السياق يمكن استحضار قوله الشهير " الحقيقي هو المفيد عمليا". أي أن الحقيقة لا تكتسب قيمتها إلا عندما ترتبط بالانجاز و الممارسة و التأثير الذي يمكن التحقق منه عبر تجارب واقعية تغير الحياة و تؤثر فيها. إن الحقيقة حسب هذا التصور ليست غاية في ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق غايات أخرى، شريطة أن تكون هذه الغايات واقعية و ملموسة و يمكن الانخراط فيها و المصادقة عليها. إن الحقيقة إنجاز عملي و مردودية ذات نفع و فائدة و حضور فعلي.
و في هذا السياق يمكن استحضار قوله الشهير " الحقيقي هو المفيد عمليا". أي أن الحقيقة لا تكتسب قيمتها إلا عندما ترتبط بالانجاز و الممارسة و التأثير الذي يمكن التحقق منه عبر تجارب واقعية تغير الحياة و تؤثر فيها. إن الحقيقة حسب هذا التصور ليست غاية في ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق غايات أخرى، شريطة أن تكون هذه الغايات واقعية و ملموسة و يمكن الانخراط فيها و المصادقة عليها. إن الحقيقة إنجاز عملي و مردودية ذات نفع و فائدة و حضور فعلي.
موقف كانط :
إن قيمة الحقيقة ليست في ما يترتب عنها، إنما قيمتها في ذاتها لأنها غاية و
ليست وسيلة. إن قيمة الحقيقة حسب كانط هي قيمة أخلاقية، إنها واجب أخلاقي. و يعنى الواجب حسب كانط : " ضرورة انجاز
الفعل – و هنا قول الحقيقة – احتراما للقانون"، و هو قانون أخلاقي يتميز
بالكونية و الكلية. لأنه لا يرتبط بأية مصلحة أو ميل شخصي، فهو يستحضر الإنسانية
ككل، مهما كانت الإكراهات و المصاعب، فالكذب مثلا، حسب كانط، ليس ضارا بشخص بعينه بل ضار بالإنسانية جمعاء، لذلك
على الإنسان أن يعمل بحيث يعامل الإنسانية في شخصه و في الأشخاص الآخرين كغاية و
ليس كوسيلة. كما أن الكذب عل شخص معين دليل على عدم احترامه و عدم الإحساس به و بكرامته حيث ينظر إليه و كأنه غير أهل لمعرفة
الحقيقة. هكذا يضفي كانط على الحقيقة طابعا أخلاقيا يتشكل ضمن أبعاد قيمية مطلقة،
يجب الالتزام بها، من خلال الإرادة الطيبة و السعي للفضيلة و مراعاة كرامة الإنسان
و إنسانيته.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية