2
ـ معايير الحقيقة:
الإشكال : ما معيار الحقيقة ؟ و على أي أساس يمكن
تحديدها و تمييزها عن ما ليست إياه؟
موقف ديكارت:
يعتقد ديكارت بأن معيار الحقيقة هو الوضوح و التميز، و
هذا معناه أن الأفكار الحقيقية هي تلك التي تكون واضحة و متميزة.
و الأفكار لا تكون واضحة و متميزة إلا إذا كانت بسيطة لا تحتاج إلى إيضاح و لا تختلط في الذهن مع أفكار أخرى. و هذا شرط لا يتوفر في الأفكار إلا إذا كانت بديهية لا يرقى إليها الشك. و الأفكار التي لا تقبل الشك هي تلك التي تدرك مباشرة بواسطة الحدس. إذن للتمييز بين الحقيقة و ما ليس حقيقة ينبغي أن يكون المعيار هو الوضوح و التميز, فالحقيقة هي كل ما هو واضح و متميز و لا يرقى إليه الشك لأنه معرفة حدسية مباشرة.
و الأفكار لا تكون واضحة و متميزة إلا إذا كانت بسيطة لا تحتاج إلى إيضاح و لا تختلط في الذهن مع أفكار أخرى. و هذا شرط لا يتوفر في الأفكار إلا إذا كانت بديهية لا يرقى إليها الشك. و الأفكار التي لا تقبل الشك هي تلك التي تدرك مباشرة بواسطة الحدس. إذن للتمييز بين الحقيقة و ما ليس حقيقة ينبغي أن يكون المعيار هو الوضوح و التميز, فالحقيقة هي كل ما هو واضح و متميز و لا يرقى إليه الشك لأنه معرفة حدسية مباشرة.
موقف لايبنتز:
يقول لايبنتز : " لقد سبق أن أشرت إلى ضعف القاعدة
الشهيرة ... و هي ألا أقبل سوى الأفكار الواضحة و المتميزة... إن القواعد التي دافع
عنها أرسطو و علماء الهندسة أكثر أهمية من السابقة، مثال ذلك ألا نقبل أي شيء ما
لم يكن مبرهنا بشكل سليم."
يتبين من خلال هذا القول انتقاد واضح لديكارت، لأن
اعتماد قاعدة الوضوح و التميز يتسم
بالضعف. فالأفكار الحقيقية ليست هي الأفكار الحدسية، و إنما تلك التي تمت البرهنة
عليها، و الأفكار لا تكون واضحة لأنها تدرك حدسيا، بل تصبح واضحة عندما تتم
البرهنة عليها. و هكذا فالفكرة لا تكون حقيقية إلا إذا أقيم عليها البرهان و تم
إثباتها عبر قواعد المنطق السليم، و من خلال مبادئ العقل و التفكير. لذلك يستشهد لايبنتز
بأرسطو باعتباره واضع علم المنطق، كما
يستشهد بعلماء الهندسة على اعتبار أنهم علماء رياضيات يشتغلون وفق منهج برهاني
يقوم على الاستدلالات المنطقية.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية