سبينوزا.. الله والطبيعة والانسان
علي محمد اليوسف
05 غشت 2019
تعريف اولي
ما نبدأ به هذه المقالة هي استنباطات فكرية لما استطعنا
الالمام به حول دفاع سبينوزا فيه عن نفسه أمام من وصفهم أنهم قاموا بتفسيرات خاطئة
لمذهب وحدة الوجود في فلسفته التي ضمنّها كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة. وهذا
التوضيح ليس نقلا مباشرا لأفكار سبينوزا بل هي قراءة تفسيرية نقدية لمفهومه
الفلسفي في مسألة وحدة الوجود وعلاقة الطبيعة والانسان والاديان بالخالق.
أن مذهب وحدة الوجود المنسوب لسبينوزا أسيء فهمه وتفسيره
الخاطئ كثيرا، في العروض الفلسفية الابتذالية الفجّة التي تناولته على وجه التحديد،
التي صورت أن كل موجودات الطبيعة وقوانينها الثابتة وصفاتها تشير الى أنها هي
والله شيء واحد، ولم يتداركوا مشاركة الطبيعة الله في بعض الصفات غير الجوهرية فقط
وليس في جميع صفات الله التي لا يمكن الإحاطة بها ومعرفتها بالاستدلال الفلسفي
الميتافيزيقي أو العقلي، وكذلك في تناسيهم الاقتدار المتفاوت بين الجانبين الله
والطبيعة بما لا يقاس ومستحيل معياريا بينهما.
فالله وجود ديناميكي حيوي غير محدود مطلق القدرة، في حين
الطبيعة مخلوق ألهي غير عاقل مجرد من أدراك ذاته ووعي المحيط من حوله، ولا يستطيع
الاستغناء عن وصاية خالقه والحفاظ عليه أنطولوجيا... لذا يكون من السذاجة بضوء ما
ذكرناه أن تكون الطبيعة هي الله والله هو الطبيعة في مذهب وحدة الوجود وإنابة
متبادلة بينهما. ولنا مناقشة مسهبة لهذا الموضوع في مقالتين نشرناهما على موقع
كوة, أحدهما بعنوان وحدة الوجود بين الوهم والحقيقة / تناولنا فيه وحدة الوجود في الفهم الصوفي لمعنى
الاتحاد بين كيفيتين متغايرتين لا يجوز الجمع بينهما في استحالة تحققها ليس على
الصعيد المادي وانما على صعيد كيفيتين متغايرتين على صعيد ميتافيزيقا الفهم الصوفي،
بين كيفية الذات الالهية واختلافها عن كيفية الذات الانسانية بما لا يقاس ولا
يمكننا تصوره، في استحالة تحقيق الاتحاد العرفاني أو الحلولي بينهما..
الفهم الفلسفي لمبدأ وحدة الوجود كما نفهمه من سبينوزا
نفسه وليس من دارسيه وشارحيه، يقوم على ألغاء الندّية والتكافؤ بين الله والطبيعة
بالقدرة والصفات لكل منهما على السواء، من حيث أن الطبيعة مخلوق ألهي موجود
باستقلالية لا تمثّل سوى نفسها ولا تمثل غير ذاتها فقط بما تمتلكه من صفات وقوانين
ثابتة وضعها الله فيها بحكمة واقتدار محكومة بها، ويراقب الخالق عمل الطبيعة
بمقتضى قوانينها الثابتة التي وضعها فيها، ولم يترك الله مجالا في أي خطأ أو انحراف يطرأ
على عمل الطبيعة وثبات قوانينها، بما وضعه بها ويرغبه فيها وليس بما يرغبه الانسان في
محاولة تطويع معطيات الطبيعة لصالحه ومن أجل تأمين بقائه سيدا متنفذا مسيطرا على انقياد
الطبيعة لسلطانه... وأن عدم اكتشاف الانسان لجميع قوانين الطبيعة المحكومة بها
تدلل على صغر مقدرة الطبيعة والانسان أمام قدرة الله الاعجازية في صنعه قوانين
الطبيعة الثابتة التي لا تقبل الخطأ.
ومن الملاحظ أننا بتفسيرنا هذا أنما نكون محكومين بفلسفة
سبينوزا المؤمنة بأن الطبيعة هي مخلوق ألهي متقن الصنعة، متجاوزين وجهات النظر
والنظريات التي تعتبر الطبيعة معطى أنطولوجي وجزء من فضاء كوني لا يحد، ولا علاقة
للخالق بصنعه وإيجاده كما نشير له لاحقا في الفهم الفلسفي المادي لفيورباخ حول
الطبيعة ودورها في نشأة الاديان في هذا المقال.
هذا التفريق بين الله والطبيعة يشير الى أن الله موجود
في كل شيء بالطبيعة في جزء من صفاته وليس في مجمل صفاته المحجوبة عن الادراك
المطلق تماما، والطبيعة محدودة في قدرتها الالمام بصفات الله اللامحدودة
واللانهائية. فمجموع صفات الطبيعة والصفات التي وردتنا في الكتب السماوية على لسان
الانبياء لا ترقى الى حصر جميع الصفات الماهوية والقدرة الاعجازية للخالق.
وأما من ناحية التمايز في القدرة بين الله والطبيعة فهو
بما لا حاجة لمقارنته كون الطبيعة في كل صغيرة وكبيرة الى أعقد قوانينها وصفاتها أنما
وضعها الخالق بها، ولا تمتلك هي أية قدرة ذاتية على تجاوز ما هو مقدّر مرسوم السير
به من قبلها في قوانين ثابتة هي تحت وصاية وعناية الخالق في عدم انتهاكها والعبث
بها.
وعن هذا الالتباس وسوء الفهم من الذين أساؤوا فهم
سبينوزا يقول (لقد أخطأ فهمي أولئك الذين يقولون أن غرضي هو أن ابيّن أن الله والطبيعة
شيء واحد، والقائلون بهذا يفهمون من لفظ الطبيعة كتلة معينة من المادة المجسدة،
انني لا اقصد ذلك) (1)
وفي هذا إشارة
واضحة تعطينا أن الله ليس هو الطبيعة لا في صفاتها الكاملة ولا في قوانينها
الثابتة التي زرعها الخالق بها لتسير بمقتضاها تحت رعايته لها ورقابته عليها...
وتمايز الله عن الطبيعة ليس في عجز الصفات الطبيعية مجاراة صفات الخالق وماهيته حسب،
وإنما الاختلاف الأهم بينهما أنما يتم بالقدرة الاعجازية المطلقة التي يمتلكها
الرب في خلقه الطبيعة وكائناتها ووضعه قوانينها الطبيعية الثابتة المبهرة في
التنظيم المتقن والمقدرة والإعجاز الخوارقي في الصنعة والاكتمال، التي تعجز الطبيعة
والانسان الإتيان بجزء من مثلها في الندّية والتكافؤ في انعدام أوجه المقارنة بين
الله والطبيعة.
وأن الله كما ورد على لسان سبينوزا يساعد الطبيعة في (قيامه
الحفاظ على نظام الطبيعة الثابت الذي وضعه الله في الطبيعة، ويجب أن لا يتغير في
سلسلة الاحداث الطبيعية)(2)
أن سوء فهم مبدأ وحدة الوجود عند سبينوزا يتأتى أيضا من
تعبيره الفلسفي الغامض أحيانا، الذي نستشف من قراءتنا له كما في عبارته السابقة،
الى أن الله خلق الطبيعة في قوانينها الثابتة التي لا يمكن تغييرها، وهذه الصفات
والقوانين التي وضعها الله في الطبيعة هي محدودة ليس بعدم مكافئتها لصفات خالقها،
وإنما قد جعلها الخالق ناقصة عن صفاته هو كمخلوق له، وغير مكتملة وعصيّة على الفهم
الانساني لها بمجملها، لأثبات أن الطبيعة مخلوقة بما لا قدرة لها الاستغناء عن
دوام حاجة الطبيعة الى تدخل الله ورعايته وعنايته بالمحافظة عليها في ثبات
قوانينها المحكومة بها في تسيير أمورها بما يرضي الخالق عنها، ولأهمية ذلك لم يمنح
الله الطبيعة عقلا متدّبرا يقطع حاجة الطبيعة الدائمية لمن خلقها وأوجدها في
أستقلالية كما فعل في خلقه الانسان وتزويده بكل الخصائص التي تجعل من الانسان أعلى
مرتبة من الطبيعة في الاستقلالية المدركة لذاتها والطبيعة من حولها لكنه أي
الانسان أبعد عن الخالق من قرب الطبيعة لله في علاقتها الوثيقة به.....
هذا هو فهمنا وتعليلنا علاقة الطبيعة بالله، وعلى ضوء
هذا نقرأ تأكيد سبينوزا (أن قوانين الطبيعة العامة وأوامر الله الخالدة شيء واحد)(3)،
وأن (أرادة الله وقوانين الطبيعة أسمان يطلقان على حقيقة واحدة، ويتبع من ذلك أن
كل الاحداث التي تقع في العالم أن هي إلا نتيجة آلية لقوانين الطبيعة الثابتة.
وليست نزوة من نزوات حاكم مطلق يجلس بين النجوم) (4)
هنا نستشف غموضا مبهما مع ما ذهب له سبينوزا وأشرنا له
سابقا حين يعتبر أرادة الله وقوانين الطبيعة أسمان لحقيقة واحدة، ويعتبر أيضا أن
الاحداث هي نتيجة آلية لقوانين الطبيعة الثابتة كما وضعها الله بها، وأمر مستبعد أن
يساعد الله الطبيعة في المحافظة عليها وثبات قوانينها عن الانحراف التي أودعها بها
حسب يقين سبينوزا الديني، ومنع الخالق الطبيعة السير المنحرف من دون الالتزام بتلك
القوانين التي وضعها ثابتة لا تتغير فيها، والحقيقة أن الطبيعة غير ملزمة بتنفيذ
أوامر لا وعي ولا أدراك لها بها لأنها من صنع خالق أوجد الطبيعة في قوانينها
الثابتة ورعايته ومسؤوليته عنها وجعل الطبيعة مجردة من العقل الذي تستطيع به وعي
ذاتها وأدراكها عمل قوانينها، وانتفاء الاختيار لديها فالخالق ألهمها قوانينها
الثابتة غير المتغيرة كوجود كوني صغير ثابت... وما هو ألهي في ثبات قوانين الطبيعة
يتعذر التلاعب به ولا يمكن خرقه بقدرات إنسانية محدودة أو في أحداث تقع في الطبيعة
لا دخل ولا مسؤولية للإنسان ولا الطبيعة بها ولا وجه صحة في تدّخل الله بها مباشرة
بما يدركه الانسان في تعديلها. كما هو في الاعاصير والزوابع والزلازل والفيضانات
واحتراق الغابات وتلّوث البيئة وزيادة حرارة الارض الخ فمثل هذه الامور التي تحدث
بالطبيعة وتترك الدمار فيها لا يمكن ادراك تدخل من الله لافي حدوثها ولا في منع
وقوعها.
وعندما يقول سبينوزا (أن قوانين الطبيعة وأوامر الله
الخالدة شيء واحد) فهو يعني أن الله في انتهائه من وضع قوانين الطبيعة الثابتة
بحكمته، أنما وضعها بأوامر خالدة منه لا يمكن للإنسان أو غيره دحضها، وأصبحت تلك
الاوامر جزءا لا ينفصل من نظام الطبيعة الثابت العام ودلالة على ماهوية الخالق
المعجزة ..... لذا من السذاجة أن نتصور أن الله يتدخل في شؤون تصحيح مسارات
الاخلال بقوانين ونظم الطبيعة التي تمتاز بثبات وعصمة مستمدة من الربوبية الازلية
للخالق. وما هو طارئ عليها لا يشكل أستثارة تدعو الخالق التدخل المباشر وغير
المباشر فيها.
وثبات قوانين الطبيعة وعدم أمكانية الانسان دحضها كونها
مستمدة من خالق أزلي لا يخطىء وثابت في وجوده،... وثبات ما رسمه لموجودات الطبيعة
كافة, وهذا الثبات هو سر احتفاظ الطبيعة بثبات قوانينها العامة وعصمتها من
الانتهاك...فهي معصومة من الانتهاك ولا تقبل الخطأ الطارئ عليها لأن قوانينها تمثل
الصحيح المستمد من خالق لا يخطأ... ولا مجال في تصحيح مسارات خاطئة طارئة في
الطبيعة هي أساسا ثابتة وغير منتهكة وتعتبر جزءا من معجزات الخالق في صنعها وايداعها
الطبيعة بهذا التنظيم والاقتدار في عصور لم يعد متاحا تصحيح انحرافات ومسارات
الطبيعة بأوامر الله للرسل والانبياء في الظهور عبر العصور...
صفات الطبيعة في وحدة الوجود
ونفهم من توضيحات أسبينوزا عن وحدة الوجود, أن الصفات
الالهية المستمدة من الطبيعة هي صفات انسانية محدودة يخلعها الانسان على معبوده
الله كما يرغبه أن يكون لحمايته وتطمين حاجاته., وهذه الصفات التي ينعت الناس
خالقهم ويصفونه بها, أنما هي صفات لا تكاد تذكر مقارنة بصفات الله اللامحدودة
المطلقة غير المدركة كما وردتنا في الكتب السماوية, لأنها صفات هي من ابتداع مخيّلة
الانسان التي جاءت متأخرة على لسان (الرسل والانبياء) وليست أفكار الله عن ذاته
وتوصيف قدراته العظيمة الخارقة الاعجازية التي يضرب أمثلتها في أخبار الرسل
والانبياء وما يتلونه على العامة من الناس وينسبونه لأنفسهم من خوارق القصص
الخرافية المعجزة وهو ما ينكره سبينوزا كاملا في المعجزات التي ينسبها الانبياء
والرسل لأنفسهم, وليس في تضخيمات كتبهم الخرافية الموضوعة من قبلهم أو من غيرهم
على فترات تاريخية متباعدة جدا ما يعطي سهولة التحريف بها كما يرغب دعاة كل دين
بما يجعله مقبولا في تصديق دعاواه اللاهوتية التدينية وتمّكنه من الانتشار الواسع
المطلوب.
من المهم ملاحظة تناقض سبينوزا أنه لم يشكك في محتوى
الكتب السماوية ولم ينعتها بالخرافية المليئة بمعجزات الخيال المصنوعة كهنوتيا،
كما نعت المعجزات في خوارق الطبيعة بالخرافات التي يأباها العقل ويرفض تصديقه لها.
ولم يتناول سبينوزا تحريف الكتب التي توصف بالسماوية الا على نطاق ضيق جدا أخذه على
موسى في بعض الاسفار التوراتية الخمسة التي هو وضعها، ويصف سبينوزا التوراة أن
قراءتها الحرفية توقعها بمتناقضات لا يمكن تصديقها الا أنه بالنهاية لا يشكك
بصدقية نبوّة موسى والمسيح ولا في مصداقية التوراة أو الانجيل ويعتبرهما تعبيرا عن
دين واحد لم يتم توحيده ويدعو لتحقيق وحدته..... ومن المرجح أن سبينوزا تعمّد اهمال
التشكيك بالكتب السماوية التوراة والانجيل أتقاء عدم أهدار دمه بتهمة الهرطقة
والتجديف، وليس أن تلك الكتب لا تحمل من التشكيك المشروع بخرافيتها وانتحالاتها
التاريخية المريبة المليئة بها ربما بما لا يقل بل يزيد في أرجحية ومقبولية الطعن
بها بما يفوق ويوازي أهمية أنكار المعجزات وعدم تصديقها والأخذ بها.
أو وهو الأرجح من خلال رؤى سبينوزا الفلسفية انه متدّين
الى حد الايمان القطعي بالدين الواحد الذي يجمع اليهودية والمسيحية.... ومعاداة
الكنيس اليهودي الكهنوتي لديانة سبينوزا الفلسفية اليهودية وطرده ومقاطعته أنما
كان مبعثه الوحيد هو أنكار أن يكون لموسى معجزات خارقة مستمدة من الله في مساعدته
وتكليمه له كيف يقوم بتلك المعجزات مثل أضرب بعصاك البحر فاذا هو مفترق طريق في
نصفين أمام عبور شعب الله المختار التي ينكر سبينوزا أيضا أن الله خصّ شعب إسرائيل
بمنزلة قربى منه لم يحظ بها غيرهم من شعوب الارض.
سبينوزا وفويرباخ والطبيعة
من الجدير الإشارة له أن هذه المنطلقات الفلسفية عند سبينوزا
هي ذاتها الارهاصات التي نجدها مبثوثة في تشكيل محوري مركزي في مؤلفي فويرباخ، أصل
الدين، وجوهر المسيحية، حين اعتبر فيورباخ الإنسان هو خالق إلهه وتديّنه في اعتماده
الطبيعة وسيلة ومصدر تصنيع الإنسان لمعبوده المتخيّل....وأن تعالق الإله والطبيعة
والدين هي تخليق خيالي من ابتداع الذاكرة الانسانية في تصنيع الدين بالحياة جاء في
ربط الطبيعة بأهمية الاله المعبود ومحاولة تطمين حاجات الانسان النفسية والمادية
التي هي غير متاحة له الحصول عليها من الطبيعة بقواه الذاتية.
لكن ما أوجه الاختلاف بين سبينوزا وفويرباخ؟
إن قصب السبق في أهمية الطبيعة بالنسبة لنشوء الاديان
يعود لاسبينوزا بالتأكيد، وربما لمن قبله فلاسفة عديدين آخرين سابقين على سبينوزا
لا يهمنا أمرهم في هذا المجال، لكن أوجه الاختلاف بين فيورباخ وسبينوزا كبيرة، فقد
عمد سبينوزا في منطلقاته الفلسفية المستمدة من أيمانه الديني المطلق أن الطبيعة
مخلوق إلهي بإرادة لا إنسانية ولا طبيعية في ثوابت قوانينها العامة، وهذا ما لا
يعتمده فيورباخ في فلسفته واعتباره الطبيعة معطى وجودي أنطولوجي وجد هكذا ولا دخل
للرب في خلقه وتصنيعه، بل يذهب فيورباخ أبعد من هذا في اعتباره الطبيعة سابقة على
وجود الخالق، وبالطبيعة ومنها عرف الانسان أهمية الدين له في حياته، الذي هو من ابتداع
مخيّلة الانسان في تصنيعه الاله من صفات الطبيعة قبل أدراكه صفات الخالق غير
المحدودة خياليا فيما ورد منها في الكتب الدينية السماوية على لسان الانبياء
والرسل.
أي أن الانسان عرف الطبيعة ووجوده بها كجزء منها قبل
بحثه عن أهمية الدين في حياته, وفي الوجود الانساني كجزء من الطبيعة عرف الانسان
معنى الاله وأهمية التدّين في حياته... والإله الخالق لا يستمد صفاته من طبيعة هو
خالقها وتحمل جزءا يسيرا جدا من صفاته وقدراته الاعجازية التي لا يمكن تصورها كما
وردتنا في الكتب الدينية وفي أحاديث ودعاوى نشر التدّين على لسان الانبياء والرسل
عبر العصور... لهذا يكون القول أن الطبيعة هي الله في مجمل صفاته وقدراته
الاعجازية في خرقه نظام الطبيعة بيسر وسهولة على أيدي رسله وانبيائه، هو رأي قاصر
عاجز عن فهم قدرات الخالق من جهة، وتغاضيهم عن محدودية الطبيعة ككيان موجود من صنع
خالق، لا يمكنه أن يخلق الطبيعة ندّا مكافئا له لا في الصفات ولا في القدرات من
جهة أخرى، كما لم يضع الله كل مفاتيح أسراره بيد عدد محدود من الانبياء والرسل لكي
يجعل من الطبيعة أو الانبياء ألها آخر ينازعه الربوبية على الارض.
والطبيعة في فلسفة فيورباخ هي طبيعة غير عاقلة ولا واعية
ولا تدرك ذاتها ولا قوانين الوجود الفاعلة الطبيعية الثابتة العاملة فيها،
فالطبيعة لا أرادة لها في قبول أو رفض شيء أو اشياء هي لا تدركها ولا تتعامل معها
الا بحيادية سلبية غير مدركة لها هي محط رقابة الله حسب تدينّ سبينوزا وفائدة
الانسان منها أدامة بقائه في الحياة بما تقدمه الطبيعة له من غذاء وأسباب البقاء
الاخرى.
كما نجد الطبيعة في فلسفة سبينوزا هي في تماس مباشر
وعلاقة وثيقة مع الرب أكثر من وشائج وعلاقات الانسان التدينية بالخالق، علما أن
الفارق بين الانسان والطبيعة بما لا يمكن قياسه، أن الانسان يتمايز عن الطبيعة
بعلاقته أنه يمتلك وعيا إدراكيا عقليا في علاقته التعبدية الدينية بالله كعبد، ولا
تمتلك الطبيعة تلك الميزات الجوهرية
الهامة الكبيرة عند الانسان، التي تجعل منها أقرب الى الله من الانسان أمرا لا
يمرره الانسان بالقبول والرضا بسهولة......
كما يذهب فيورباخ الى أن الانسان وحده هو الذي يجعل من
الطبيعة والإله شيئا واحدا...ليس بالمعنى الذي ذهب له سبينوزا في وحدة الوجود الذي
يؤكد فيه أهمية الفصل بين الله والطبيعة من حيث الصفات المحدودة التي أودعها
الخالق في الطبيعة، وكذلك في القدرات الاعجازية التي يمتلكها الخالق في تجريده
الطبيعة منها وعلى رأسها أن تكون رغبة الخالق في خلقه الطبيعة بلا عقل أدراكي لها
تعي فيه ذاتها ومحيط الكائنات من حولها كي لا تنفصم عرى تبعية الطبيعة للخالق
ووصايته عليها من غير وعي وأدراك من الطبيعة في سر وجودها وفي تمام قوانينها
العامة الثابتة وحاجتها الى الله في ارساله الانبياء والرسل لتعديل مسارات الشذوذ في
انتهاكات بعض الشعوب لقوانين الطبيعة المستمدة قدسيتها من خالقها وواضعها فيها.
ومن المهم ذكره أن جميع صفات الطبيعة لا تمثل جميع صفات
الخالق لها, فصفات الطبيعة مدرك نهائي محدود في المكان والزمان في حين تكون صفات
الله غير مدركة في لا متناهي وكوني غير محدود عابر لفهمنا قانوني الزمان والمكان
اللذان يحكمان أدراكنا الفيزيائي والانطولوجي للطبيعة بهما كوسيلة استدلالية وليست
كمواضيع أدراك غير قابلة لإدراك العقل لها....الزمان والمكان في الفلسفة هما
وسيلتا أدراك ومعرفة عقلية وتعبير عن الموجودات، ولكنهما ليسا موضوعين للإدراك
العقلي في تعامل الانسان فلسفيا معهما وحتى علميا.
ومساواة قدرات وصفات الطبيعة أنها تمّثل مجمل مواصفات
الخالق تجعل الانسان يكتفي بعبادة الطبيعة في الارض الذي هو على تماس مباشر في
معرفتها، ولن يكون بحاجة الى عبادة الله في السماء الذي يمتلك كل الصفات الاعجازية
الالهية ماعدا أمكانية أن يظهر الله براهينه للإنسان في تيسير فهمه وأدراكه له كما
طالبه بذلك براتراند رسل في معرض دفاعه عن ألحاده... وفي حال جرى تكافؤ وجود
الطبيعة الارضية مع وجود الخالق المعبود في السماء ومقارنة أولوية وأحقية العبادة
لأي منهما يكون الاختيار حتما للإنسان في عبادته الطبيعة من حوله وليس عبادة الله في
السماء.. وهذا ما تفعله معظم الديانات التي تنكر وجود الله مثل الديانة الشنتوية
في اليابان، وعلى نطاق واسع نجده في البوذية والهندوسية والمانوية وغيرها من
ديانات عديدة في عصرنا الراهن... المقدس في هذه الديانات هو الطبيعة أو جزء منها
وكذلك قيم الخير والصلاح والمحبة والتسامح في الانسان، وهي أديان في معظمها تحّث
الانسان على أيجاد تدينه الحقيقي في ذاته ونفسه وجسده وتفاعله الايجابي مع الطبيعة
عن طريق الأخذ بالتسامي الروحاني نحو نزعات تصوفية دينية تستبعد الله عن عباداتها
وطقوسها الدينية المستمدة من علاقة الانسان بالطبيعة وليس علاقته برب في السماء سيحاسبه
على كل صغيرة وكبيرة أقترفها بحياته, كل هذا يجعل من الانسان موجودا متساميا يكون
الدين فيه مكتفيا بنفسه وليس خارجيا عن ذاته يبحث عنه في الطبيعة أوفي ميتافيزيقا
السماء...
كما أن فيورباخ لا يؤمن بوحدة الوجود كما هو فهم سبينوزا
له، في اختلاف جوهري كنا أشرنا له هو أنكار فيورباخ لموجد ألهي صانع للطبيعة، وفي تداخل بعض صفاته في وجود كل موجود في الطبيعة بما يشير
الى أن حقيقة الاشياء في مجملها بالطبيعة أنما تشير لخالق وضع بعض صفاته بها
وتستمد الاشياء دوام وجودها منه في رعاية الله للطبيعة بقوانينها الثابتة العامة
وموجوداتها التكوينية لها.
وما يدّعم نظرية فيورباخ ليس لأنها تقوم على فلسفة مادية
لا تؤمن بقيادة الاديان للحياة في مجمل تكويناتها المنوعة العديدة، كما يؤمن
سبينوزا بذلك في تسليم أيماني قطعي مطلق... بل أن نشوء الاديان حسب فيورباخ هي
عندما نجد أن الصفات الالهية التي يخلعها الانسان على الخالق المستمدة من الطبيعة،
كانت استقراءا ذكّيا من الانسان الذي أعتمدها في تصنيعه الاديان ما قبل التوحيدية
والوثنية القديمة... كما نجده في الديانة الزرادشتية والهندوسية والديانة البوذية،
وكما نجده قديما عند السومريين والبابليين والفراعنة قبل التوحيد المؤقت على يد
الفرعون آمون راع وانتكاسة التوحيد من بعده، وأخيرا في تعدد الآلهة في الاساطير
والميثالوجيا اليونانية القديمة.
فالآلهة اليونانية كانت عندما لا تعجزها الاساطير
الميثولوجية أجتراح الخوارق والمعجزات، كانت تعمد مشاركة بعض العظام من البشر في
تقاسم هذا الشرف الكبير معها في خلع خوارق الطبيعة عليهم وتحقيق المعجزات المشتركة
فيما بينهم وتعاونهم مع الآلهة.... ومن هذه الارهاصات الميثالوجية الاولية جرى
تداول انتساب بعض الانبياء والرسل القيام بخوارق الطبيعة وتحقيق تلك المعجزات في
تداخل قدرة الخالق مع رغبة وإرادة الصفوة المختارة من الانبياء والرسل في إصلاح
مجتمعاتهم وشعوبهم. وهو ما ينفيه سبينوزا تماما أن تكون للأنبياء والرسل خوارق
ومعجزات خارج نظام الطبيعة الإلهي.
سبينوزا في رسالة اللاهوت والسياسة
يذهب سبينوزا في كتابه رسالة اللاهوت والسياسة الى أن
الانبياء والرسل لجأوا أثارة (الخيال) وليس تحفيز العقل في دعوة الناس الايمان بهم
وتصديق دعاواهم ومبادئهم, واضطروا أمام تحقيق هذه الغاية النزول الى مستوى تفكير
الناس الساذج في تصديق ما تنسجه الخرافات والخيالات الخارقة غير الطبيعية في استبعادها
العقل النقدي الذي لا يمتلكه هؤلاء الجهلة من الناس على مرّ العصور والتي تستهويهم
خرافات الخيال المصنوع على مقاسات التدين الاسطوري والخرافي عندهم بما يعجزهم عن
حاجتهم التفكير بالعقل النقدي غير الخيالي في تصديق أو نفي ما يجيء على لسان
الانبياء والرسل في تواصلهم مع المبعوث الالهي الوحي.
وأشار سبينوزا الى أن الكتب السماوية المنزلة لم تكن تفسّر
الاشياء بأسبابها الثانوية أي بمعنى أسباب تهم جميع شعوب الارض قاطبة، لذا كان
ظهور الانبياء والكتب المنزلة تخّتص بمخاطبتها شعبا واحدا على لسان نبي هو من
الشعب ذاته وليس من شعوب الارض البعيدة....
وبذلك لم يغفل سبينوزا حقيقة عجز أي دين من ديانات الارض أن يكون صالحا لجميع شعوب
الارض في مختلف تبايناتهم الجوهرية. وكان رواة هذه الكتب السماوية المنقولة عن
لسان الانبياء تصاغ في طرق وأساليب تؤثر في الناس بميزة كثرة وجود الاحاديث التي
تتحدث عن قدرات الاله الرب اجتراحه المعجزات الخارقة للطبيعة بوسائط أنبياءه ورسله
في اتصالهم بالوحي لاستلام أوامر وتعاليم الله في عرض قدراتهم الاعجازية فوق البشر،
والتي يغلب عليها طابع المبالغة والتضخيم الخرافي الاسطوري الذي يستمد أقناعه من
الخيالات المنسوجة بوسائل تجعل حضور العقل في تحكيمها والتأكد من صحتها أو بطلانها
غائبا تماما متذرعين بأمثال مقولة باسكال (ان للقلب تفكيرا يختلف عن لغة وتفكير
العقل).
وأول المندفعين في التسليم بهذه الروايات هم الطبقات
والشرائح الجاهلة محدودة الادراك العقلي النقدي من الشعب...لذا يكون الكتاب المنزّل
حسب سبينوزا (لا يستهدف مخاطبة العقل وأقناعه، بل جذب الخيال الجمعي والسيطرة
عليه, لذا نجد الاكثار من الخوارق والقصص التي تكرس قدرات الخالق وصفاته )(5) تملأ
كتب التبشير والدعوة في الاديان وعلى قدر ضخامة القصص الاعجازية الخيالية المنسوبة
لهذا النبي أو ذاك يكون الترويج لانتشار ذلك الدين واسعا وميسورا.
وفي هذا دليل قاطع أن الاساطير والخرافات سوف لن تندثر من
حياة الانسان بتقدم الفتوحات العلمية الهائلة, فلا زلنا نجد قراءات الطالع والغيب
والكف، والايمان بالسحر والشعوذة وغيرها من أساليب بالية تعتمدها فئات تؤمن بتلك
الوسائل حل مشاكلها الانسانية المستعصية بالحياة في القرن 21, وتلقى هذه الخرافات
والبدع رواجا كبيرا في عصرنا الحاضر وستبقى هذه الخرافات ملازمة للإنسان في إشباع
جوانب تكوينه الخرافي - الاسطوري الكامن في أعماق النفس البشرية وفي ترسّبات وعيها
اللاشعوري الجمعي الذي يجعل من تلك الاساليب ترياقا يشفي الانسان من قلقه الملازم الدائم
بالحياة. والاساطير في الفهم الفرويدي لها أنما هي تفكير جمعي في التعبير عن الذات
الجماعية.
ويؤمن سبينوزا بأهمية أن يكون الله هو مسيّر الطبيعة وفق
مشيئته وأرادته وحده قوله (أن الله وسير الطبيعة هو أمر واحد) لذلك يعتقد الناس أن
قوة الله وعنايته بنظام الطبيعة تتجلى بوضوح أكثر اثناء حصول الحوادث الخارقة في
الطبيعة والسيطرة عليها بقدرات غير مسبوقة في نظام الطبيعة، كما هي الحال في شق
موسى بعصاه البحر وكذا في صور صارخة ما ينسب للمسيح من معجزات لا يمكن تصديقها الا
اذا كانت من صنع أله غير بشري فعلا نصف أله ونصف أنسان... وفي علاقة تصديق الناس
بما يحصل من حوادث طبيعية تكون السيطرة عليها خرقا لنواميس الطبيعة نجده في قول
سبينوزا (ويظنون أن الله ساكن لا يعمل مادامت الطبيعة تعمل بنظامها المعهود والعكس
بالعكس )(6)
إن سبينوزا يظهر إيمانه الجلي الواضح بالديانتين اليهودية
والمسيحية من خلال تسليمه أن الطبيعة مخلوقة من خالق أوجدها بقوانين ثابتة لا
تتغير هو الله، وهي تحت رقابة خالقها طيلة مدة بقائها تعمل ضمن قوانينها الثابتة
التي تجعلها منسجمة ومتجانسة مع رغبة خالقها أنها تعمل على وفق ذاتية خاصة مستقلة
بها لا تدركها لكنها مشروطة في تدّخل الله بها متى ما كان ذلك ضروريا لأعادتها الى
نظامها الطبيعي الثابت وحمايتها من الانحراف وهذا ما لا يمكن تصديق حصوله فعصور
توالي ظهور الانبياء والرسل أصحاب المهمات الخرافية الصعبة بالحياة أنتهى دورهم في
استلامهم أوامر الرب في تصحيح المسارات الخاطئة الطارئة على الطبيعة بالحياة.
ويعمد سبينوزا في طريقة ذكية ناعمة سحب البساط من تحت
أقدام الانبياء أصحاب الخوارق والمعجزات المستمدة من الرب, ولو لم يعمد هؤلاء الى
نسبة هذه الخوارق الى قدرات ربانية إعجازية لا يستطيعها البشر لكانوا أفرغوا
المعجزات المنسوبة لهم من محتواها في تصديق عامة الناس لها... لذا نجد حسب تقدير
سبينوزا لجوء الرسل والانبياء لسرد قصص المعجزات الخارقة في تكسيرها نظام الطبيعة وأهمية مخاطبة الناس وفق عقلياتهم الخيالية
المحدودة الساذجة, وفي أهمية صدى واستقبال منتجات الخيال الاعجازي المصنّع لانتشار
الدين, الذي من غيره تصبح تلك المعجزات ميتة لا حياة ولا دم يسري بها يعمل على
تصديقها.
وبالعودة الى فلسفة وحدة الوجود التي يؤمن بها سبينوزا
وأراد تعميمها على فلاسفة عصره قوله (ان الفيلسوف يعرف جيدا أن الله والطبيعة شيء
واحد، يعملان بالضرورة وفقا لقانون ثابت لا يتغير، وهو – أي الفيلسوف – يقدس ويوّقر
هذا القانون العظيم )(7).
طبعا هنا واضح جيدا أيمان وتدّين سبينوزا على طريقته
الخاصة به التي تذهب الى جعل الدين نقيّا خاليا من النواقص والتضارب اللامعقول في
أنكاره نسبة المعجزات والخوارق للرسل والانبياء كي يتاح استحصال قناعة الفلاسفة
بالأديان وهو أمر بعيد المنال بمجرد موعظة فلسفية يقدمها فيلسوف يدعى سبينوزا.
وفي موضع سابق أشرنا
نحن له في هذه الورقة الى أن قوانين الطبيعة التي يرضاها الله هي القوانين
المصنوعة من قبله ولا يوجد غيرها بالطبيعة، ولا تستطيع الطبيعة خرق قوانينها ليس
من حيث أن الطبيعة مخلوق غير عاقل وحسب، ولكن من حيث استحالة أثبات سبينوزا أو غيره
أن الطبيعة بقوانينها الثابتة التي يرضاها الخالق هي مصنّعة من قبله وهي تحت
رعايته وعنايته لها وتداخله عبر الانبياء والرسل في تقويم انحرافاتها الطارئة كي
تستمر الطبيعة هادئة قانعة بما مكتوب لها في تنفيذها أوامر الرب في ثبات قوانينها
العامة.
أمام هذه المعضلة الشائكة المعقدة أن الطبيعة عاجزة عن
فعل شيء لنفسها ولا بمقدورها اجتراح المعجزات، يجيء ويبرز دور الرسل والانبياء في
تكملة نواقص التدّين وسد ثغرات منافذ العقل النقدي المتسائل المتشكك، فكانوا وسطاء
الله مع كل من الطبيعة والانسان على السواء في تعالقهم التديّني، وبالأخير
والنتيجة هم مع رعاية الرب وعنايته في تدبير هذا الخلق وفق مشيئته وأرادته.
والإيمان السبينوزي قاده الى مسألة على جانب كبير من
الاهمية تلك هي أنه لم يبق هناك معنى أن لا تكون الديانتان اليهودية والمسيحية
دينا واحدا، رغم تاريخ العداء المتبادل بينهما ممثلا في اضطهاد المسيحيين لليهود
وصبرهم على تلك القسوة التي عوملوا بها.... ويرى سبينوزا من المؤمل المتاح أنه
بقليل من التفاهم المتسامح يتحقق مثل هذا الدمج بين الديانتين خاصة وبحسب توصيف
سبينوزا إقرار اليهود بأن المسيح أعظم الانبياء وأنبلهم، لكنه بشر ولا يمت بالألوهية
بصلة ومعجزاته خرافة غير ممكنة الحدوث ولا ممكنة التصديق بها. (لكن حكمة الله
الخالدة تجّلت في جميع الاشياء وخاصة في عقل الانسان، وفي يسوع المسيح). ويعتبر
سبينوزا (أخلاق المسيح طافحة بالحكمة, وأن توقير المسيح يسمو بالإنسان الى حب الله
العقلي، وأن شخصية المسيح النبيلة لو أنها تخلصت من حواجز العقائد التي تؤدي الى
الانقسام والنزاع، تستطيع أن تجتذب جميع الناس حولها)(8) ويبدو ان الكنيسة
الكاثوليكية بعد قرابة الاربعة قرون ويزيد على موت سبينوزا، استجابت الى طروحاته
الفلسفية في توحيد الديانتين اليهودية والمسيحية فأقدمت على تبرئة اليهود من دم
المسيح.
علي محمد اليوسف /الموصل
الهوامش:
1.
ويل ديورانت /قصة الفلسفة/ ص 216
2.
المصدر اعلاه نفس الصفحة
3.
المصدر اعلاه نفس الصفحة
4.
المصدر اعلاه ص 217
5.
المصدر اعلاه ص 203
6.
المصدر اعلاه ص 205
7.
المصدر اعلاه ص 204
8.
المصدر اعلاه ص 206
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية
0commentaires:
إرسال تعليق