مفهوم التاريخ L’histoire
يتحدد مفهوم التاريخ من خلال الماضي والحاضر
والمستقبل بما هي حقبات متعاقبة، أما من خلال مرجعه فيرتبط بالمقاربات الفلسفية
للتاريخ ومنها المقاربة الهيجيلية على سبيل المثال. التاريخ يجسم مسار
تعاقب زمني تتوالى فيه اللحظات وتترابط فيما بينها، وهو "خبر عن الاجتماع
الإنساني". إنه مجال تشكل الوقائع البشرية من أفكار وقيم، وتحكمه تغيرات
وتحولات. ويمكن التمييز بين تاريخ طبيعي وتاريخ إنساني، إذ يهتم الأول بما يحدث من
تغيرات في الطبيعة بفعل الزمن، في حين يهتم التاريخ الإنساني بالبشر أفرادا
وجماعات. وتصنيف التاريخ إلى طبيعي وإنساني لا يعني بالضرورة الفصل التام بينهما.
غير أن ما يعنينا في هذا المجال ليس المعرفة بالتاريخ
وإنما التفلسف داخل التاريخ في علاقة بالإنسان وإنيته وعلاقته بالآخرين وبالعالم.
لذا فإن التفكير في الإنسان يستدعي استحضار التاريخ لأن العلاقة بينهما قائمة، لكن
هل هي علاقة تبنيها الذات بما هي ذات مستقلة ومكتفية بذاتها أم أنها علاقة تكون
بموجبها الذات صانعة للتاريخ.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية