الإشراقية

الإشراقية
هي الإلهامات الإلهية للصوفي بطريق مباشر. عرف الإشراق في الفلسفات الشرقية القديمة التي تعتبر أن أرقى درجات المعرفة هي التي تحصل في النفس حدسيا على شاكلة نور يقذف من مصدر إلهي. من أبرز هذه الفلسفات الهرمسية التي ترجع إلى ما قبل القرن الثاني ميلادي، ويقوم منهج المدرسة الإشراقية على تجلية النفس وصقلها لكي تشرق عليها المعارف. والحكمة المرجوة حكمة ذوقية تستند إلى الذوق والإلهام على خلاف الحكمة الاستدلالية المستندة إلى النظر والبرهان وإعمال العقل. وقد أثرت هذه المدرسة في الفكر الإسلامي فظهر ذلك في كتابات ابن طفيل "حي بن يقظان"، وابن سينا في كتابه : "الإشارات والتنبيهات" وخاصة السهروردي في مؤلفه "حكمة الإشراق"... وقد امتد تأثير هذه المدرسة إلى الفكر الأوربي في العصر الوسيط (ريمون لول، ألبرت الأكبر...) وحتى عصر النهضة عن طريق الاتصال بالمصادر العربية والإسلامية.
أساس الحكمة الإشراقية: تعد النفس أساس الإشراق والكشف، فهي جوهر روحاني ومبدأ مؤسس للإنية التي لا يمكن أن تتحدد بأي شكل بالبدن لأن البدن أشبه بالقالب الذي قامت النفس بإحيائه واتخاذه كآلة تساعدها على تحصيل المعارف وسائر العلوم استعدادا لاستعادة المرتبة الملائكية الروحانية التي تتأصل فيها ويتحقق ذلك عبر التحرر من البدن والاتصال بالأنوار الإلهية وهي مرتبة الإشراق التي تستكمل فيها جوهريتها وتستقل بذاتها. وقد اعتبر ابن سينا النفس جوهرا وصورة، فعندما ننظر إليها في استقلال تام عن البدن لحظة إشراقها تكون جوهرا، وهي صورة من جهة علاقتها بالبدن.


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس