قراءة مقتضبة في أهم أعمال عزمي بشارة
الفكرية و الأدبية
بقلم : كمال طيرشي
باحث بالمركز العربي للأبحاث و دراسة
السياسات
يعتبر
المفكر و الباحث الفلسطيني عزمي بشارة (مواليدالناصرة، 22 تموز 1956) واحد من
أهم أعمدة الفكر العربي المعاصر إن لم نقل أهمهم على الإطلاق، فهو الأديب الذي
تقرأ له أعمالاً روائية ذات شجون خاص تسحرك بعباراتها وهو الفيلسوف المفكر إذا
دخلت معه في حوار أو نقاش وهو الكاتب السياسي إذا ما انفتحت معه على منافذ السياسة
،حصل على دكتوراه الفلسفة من جامعة هومبولد تفيبرلين،كما عمل أستاذًا للفلسفة فيجامعة بيرزيت،
كما كانت له اليد الطولى في التأسيس لحزب التجمع الوطني الديمقراطي وزعيماً فذاً
لهذا الحزب القوي في الداخل الفلسطيني، كما مثل الشعب الفلسطيني كنائب في البرلمان
الإسرائيلي،وهو حالياً يشغل وظيفة مديرالمركزالعربيللأبحاثودراسةالسياسات
بالدوحة،وعضومجلسالإدارة في المركز، و رئيس مجلس الأمناء بمعهد الدوحة للدراسات
العليا. وفي مايلي قراءات مقتضبة في أهم أعماله الفكرية و الأدبية :
1-المجتمعالمدني: دراسةنقدية (1996).
ينفتح الكتاب في جوهره على
فكرة المجتمع المدنيّ، وبيان الأسباب التاريخانية التي أدت إلى بزوغ و انبلاج هذه
الفكرة و بدرجة مفصلية وخاصة عملية انفلاق المجتمع المدني عن كيان الدولة ، وأيضاًتصورات
مفهومية حول الأمّة والقوميّة والمواطنة والدّيمقراطيّة، حاول منخلاله المفكر عزمي
بشارة أن يقدم لنا مراجعات مستفيضة لتاريخيةالفلسفة السياسية الغربية في إطارالتغيرات
السوسيولوجية التي سايرته وعملت على التأثير فيه. وكتاب المجتمع المدني، في
حقانيته ماهو إلاعلمية تفكيكية نقدية طالت مفهوم المجتمع المدنيّ، بعدما أصبح
متداولاً بصورة كبيرة في الكتابات اليومية ، وهذه الصورة أدت إلى تغييب ملكته التفسيرية و
التحليلية و تأثيره النقداني منه ، وجعله بذلك متماثلاً مع المجتمع الأهلي.
2-العربيالإسرائيلي:
قراءةفيالخطابالسياسيالمبتور.
يرى عزمي بشارة في هذا
الكتاب أن الترنح و التوتررجع مرة أخرى ليسيطر على تقويم أحوال الأقلية العربية في
إسرائيل ويقوم أوضاع ودور الأقلية العربية في إسرائيل، ومن منظور أنالمواطن العربي
الفلسطيني لا يتمتع بأدنى شروط الحياة الديمقراطية بنفس القدر الذي يتمتع به المواطن اليهودي
حيث صار أبناء هذه الأقلية العربية الفلسطينية يطلون على الدول العربية المجانبة لهم
من على الهامش الديمقراطي لتلفزيون الكيان الإسرائيلي.كما أكد بشارة دوما على
قاعدة مركزية مفادها أنه يجب على إسرائيل أن تتخلص تماماً من منزعها اليهودي، حيث تكون المواطنة هي
لب و جوهر الحقوق وليس الانتساب الديني. وبهذا يمكن القضاء على دولة إسرائيل بدون حرب من خلال انتهاج
فلسفة مفادها:الدولة لجميع مواطنيها.
3-طروحات عن النهضة المعاقة:
يعتقد بشارة في هذا الكتاب
أن عوائق قيام نهضة عربية حقيقية مرتبط أساساً بمتلازمة سوسيولوجية نشأت بطريقة
تاريخية و أن أي تناول لهذه النهضة لابد أن يطرح نقدياً لأننا من خلال ذلك نقتدر
على مجابهة و مواجهة كل التحديات التي تحيط بها. ويدحض كل رؤية تفسيرية ترى بأن
التاريخ ماهو إلا وحدة متواشجة ذات بداية و حكاية شاملة جامعة و تجزئته إلى عصر
ذهبي ألمعي و عصور تقهقر و انحطاط لأن ذلك
سينحو بنا شئنا أم أبينا إلى أن ندثر وجهة
تصور قومية على تاريخ غير قومي، هذا بالإضافة إلى أنالتفسير الديمقراطي عن مفهوم الأمة
هو الأقرب تعبيراً عن إرادتها، و في المقابل فإنالكلام عن الفرد كمواطن في الأمة
وليس كعضو في قبيلة معينة أو فرقة دينية أو طائفة هو التعبير الأفضل عنه .
4-الانتفاضة والمجتمع الإسرائيلي:
يتناول عزمي بشارة في مؤلفه
هذا المنعرج التاريخي الذي ولجته القضية الفلسطينية منذ تقهقر ونكوص مفاوضات
"كامب ديفيد" الثانية وانطلاق انتفاضة سنة 2000، هذا المنعرج الذي
جسدتهحادثتين هامتين: أولاها تتعلقبالطريق المغلق الذي بلغته عملية التسوية
القائمة على اتفاق أوسلو امتنعت معه على الاستمرار،وثانيهامتعلق بأخذالصدام و التنازع
الفلسطيني-الإسرائيلي منحى جديداً لم سيبق له مثيل كما تجلى ذلك في الانتفاضة وما
تمخض عنها من عمليات استشهادية بطولية قام بها الشباب الفلسطيني المناضل و
المستميت في سبيل قضيته ، ثم القمع الصهيوني العنيف للانتفاضة و اعتماد كل الطرق
الوحشية الممكنة في سبيل كبح جماح الشعب الفلسطيني ، والذي وصل إلى درجة إعادة
احتلال مناطق السلطة و انتهاج أسلوب المنهجي الشامل للبنى التحتية الحياتية
ولمؤسسات السلطة، بالإضافة إلى الاغتيالات
، وخنق الشعب الفلسطيني اقتصادياً ، وغيرها من الطرق البشعة التي تعود عليها
المستعمر الصهيوني الغاشم.
5-من يهوديةالدولةحتى شارون:
حلل
عزمي بشارة في هذا الكتاب إشكاليات و مفارقات نظام الحكم في نقاط تقاطع السياسة مع
الاقتصاد و الأيديولوجيا السائدة في حالة إسرائيل ، كما حلل بنية الديمقراطية
اليهودية إلى عناصرها المكونةوفقنظرةنقديةعقلانيةثاقبة ، كما تناول الكاتب تغيرية
البنية الاقتصادية الإسرائيلية و طريقة تعامل إسرائيل مع العولمة و موفقها منها،
بالإضافة إلى انفتاحه بطريقة ديناميكية على الخارطة السياسية الإسرائيلية و تطورها
في ضوء تناقضات الديمقراطية الإسرائيلية.
6-في المسألةالعربية،مقدمة لبيان ديمقراطي عربي:
يحاول
بشارة في هذا العمل المثير أن يؤصل لأُفهوم الديمقراطية عربياً ، منتهجاً في ذلك
ميتودولوجيا حجاجية و تفكيكية مقارناً إياها مع برادايمات السياقات الغربية و تشكل
مفهوم الديمقراطية عندها، و يتمفصل الكتاب إلى ثلاث محاور هي بالترتيب : المسألة
القومية العربية ، الدولة ، الهوية.
7-أن تكون عربيا في أيامنا:
الكتاب في مجمله عبارة عن مجموعة من الدراسات الرصينة و
أبحاث أخرى شارك بها الكاتب في مؤتمرات منها مؤتمر تجديد الفكر القومي في العاصمة
السورية دمشق حيث تناول في هذه الدراسات و المقالات قضايا
عربية لا تزال تؤرق مخيالنا نحن العرب خصوصاً في الحقبة التي تلت أفول عُهدة
الرئيس الأمريكي جورج بوشومصير و مآلات القضية الفلسطينية .كما
يطرح بشارة نظريته بخصوص ضرورة الاعتراف بحق الأمة العربية في
تقرير مصيرها وفرض سيادتها عبر الديمقراطية والمواطنة المتساوية.
8-الثورة التونسية المجيدة:بنية ثورة وصيرورتها من خلال يومياتها
يعتبر بشارة في هذا الكتاب
أن الأنموذج الذي قدمته لنا الثورة التونسية المجيدة من أهم الأمثلة التي عبرت عن
تحرر شعب لطالما عاش تحت وطأة الاستبداد السياسي حاله في ذلك حال بقية البلدان
العربية التي لا تزال تصرخ و تئن ساعية جهد أيمانها لبلوغ الحرية و الانعتاق من
براثن الطغيان والقهر و التهميش و الاستبداد و الفقر، مع اختلافات طفيفة بين هذه
البلدان العربية في منحاها البنيويو التوجهي و كذا نصوصها الدستورية، و حينما
نتحدث عن البرادايم التونسي نجد بأن هذه الأخيرة طالها الطغيان و الاستبداد منذ الاستقلال
عام 1956، مع الزعيم المؤسس، الحبيب بورقيبة، الذي جسد مركباً من الزعيم الوطني
والديكتاتور الحديث.وبعدذلك،معورثتهمنالعسكر،إبانعهدالرئيسالفار
بجلده إلى السعوديةزينالعابدينبنعلي ، لتندلع انتفاضة يقول بشارة بأنه تفاعلمعها ،حيثبدأتفيسيديبوزيد
حيثلم يعد التونسيون يرضون أبدا و بأي صورة من الصور على أن تحكمها أيادي بطش و
ديكتاتوريات ظالمة.
9-هل من مسألة قبطية في مصر؟:
الكتاب في مجمله عبارة عن
بحث مستفيض في تاريخ مصر في الأزمنة المعاصرة ، و في نفس الوقت هو قراءة لبعض المجريات
الحاصلة في مصر اليوم. و يطرح عزمي بشارة في هذا الكتاب سؤالاً مركزياً مفاده: هل
ثمة ما يمكن وصفه بـِ "المسألة القبطية" في مصر في إطارتغلغل و
مكوثالإحساس بالغبن عند الأقباط، وفي ضوء وعود الثورة المصرية ، والآمال الكبيرة
التي تطلَّع إليها المصريون ولا سيَّما مسألة صوغ العلاقة بين مسلمي مصر وأقباطها
في إطار هوية وطنية مشتركة.
10-المثقف والثورة:
يعتبر بشارة أن مفهوم المثقف
جاءنا من القرن التاسع عشر، و كترجمة للفظ intellectual الفرنسية، و اللفظ كان
موجوداً باللغة العربية لكن استخدامه بالمعنى الراهن مترجمة، حيث انتقي هذا اللفظ
أو أنتلجانسيا الروسية و المقصود وفق منظوره فئة تعمل من قوة فكرها و لكن لا نعني
بالمثقف ذلك الأكاديمي الجامعي يؤجر قوة عمله فهو لا يقتصر على فئة الخبراء و إنما
تتجاوز ذلك إلى العمل في القضايا العامة، و التعبير عن الرأي في القضايا العامة ،
فالمثقف فئة تعيش على العمل الفكري و تكسب قوتها منه لكنها تتخذ مواقف من القضايا
العامة تهم المجتمع و بالتالي تجمع ما بين العقلانية في التحليل و المواقف القيمية
الأخلاقية من القضايا العامة ، كما يعتقد بشارة في كتابه هذا أن يعتقد بشارة أن
المثقف الحقاني ليس هو ذلك الذي ينتمي إلى مؤسسة أكاديمية معينة و يبدع في مجال
تخصصه الجامعي و يبرهن عن قدراته المعرفية و العقلية في مجال تخصصه، صحيح هو يقدم
إضافة نوعية في المنحى الأكاديمي العلمي و يفيد الباحثين المختصين و الطلبة
المتمرسين، كما يقتدر على أن يجعل من معارفه الأكاديمية مادة خام لتعميمات عقلانية
يؤسس على خضمها مواقف قيمية معيارية تحاول بصورة أو بأخرى التأثير في الفضاء
العام، و لكن يصح في المقابل من ذلك أيضاً أن المثقف في عهدنا لم يعد مجمع لمعارف
و مفاهيم من كل المنابع الممكنة، و أنه في غالب الأمر يستقي منزلته من إبداع في
سياق تخصصه تحديداً، كما يتهكم بشارة من دلالات المثقف النقدي، هذا الأخير الذي
يعتبر ماهيته ملتبسة و غير واضحة المعالم، فالنظرية السوسيولوجية بطبيعتها نقدية
تحليلية، و يفترض أن تكون نقدية للأيديولوجيا بصفة عامة،فالنقد يوجه بمنحى عالم
الأفكار في الغالب، أما نقد العلاقات السوسيولوجية فهو وفق بشارة بمثابة الفعل
الإرادي عينه،و يبدأ الفعل الإرادي بالموقف،وهناك فرق شاسع بين المقولة هذه و
الطرح القائل بالوظيفة النقدية التي تشكل الإرادة محددها في التأثير.
11-الطائفة،الطائفية،الطوائف المتخيلة.
حَقيقٌ
بنا الإعتراف بأن العمل البحثي الضخم المقدم من لدن المفكر العربي عزمي بشارة و
الذي حمل عنوان : الطائفي، الطائفية ، الطوائف المتخيلة ،ماهو إلا نتاج بحثي مضني تجشم فيه الباحث قرابة ثلاث
سنوات كاملة معتمداً في ذلك على واسع
خبرته التي اكتسبها على مر السنون و كذا مثابرته و جلده في القراءة العميقة
و البحث الرصين.وسلك كل الدروب و المناحي الإبستمولوجية و التاريخية في بحثه عن
ظاهرتي الطائفة و الطائفية، وهذا وفق ميتودولوجيا متداخلة التخصصات، محاولاً في
ذلك أن يطور فلسفة نظرية إبستمولوجية في بحثه عن الطائفة و الطائفية مستنداً في
ذلك على دراسات و أبحاث مقارنة لتاريخية هذه الظواهر سوسيولوجياً و فلسفياً و بيان
حركيتها الداخلية.وعمد بشارة في هذا المؤلف التمييز و الفصل بين الطائفة من منظور
كونها جماعة عضوية ، و الطائفة من منطوق كونها جماعة متخيلة هي في الغالب تَمَخُض
عن الطائفية ، و ليس العكس،كما وضح الكيفية التي تٌنتج بها الطائفية ، و بدرجة
خاصة الطائفية السياسية و طوائف أخرى متخيلة خصوصاً الدينية منها مثل : الشيعة و
السنة ، كما يدرس عزمي ميكانيزمات إنتاجها في مجتمعات متباينة ،و تأثير ذلك في حذق
التاريخ باعتباره تاريخ طوائف بالأساس.
12-مقالةفي الحرية :
المتأمل في عنوان الكتاب و
كذا في طريقة معالجته و نقاشاته الفلسفية سيحيله ذهنه مباشرة إلى النمط الذي كان
يكتب به فلاسفة من أمثال رونيه ديكارت (مقال في الطريقة )، باروخ سبينوزا (رسالة
في اللاهوت و السياسة) ،أو حتى فولتير في كتابه ( رسالة في التسامح).و
يعتبر صاحب الكتاب أن قضية الحرية اليوم تميطها الكثير من الخطورة و التوجس و
الريبية ، خصوصا إذا تدثرت بعلاقة الفرد بالمجتمع الذي يعيش فيه ، هذا من جهة و
كذا من خلال التطرق إلى موضوع الاختيار بين الممكنات المطروقة أمامه وهذا من جهة
أخرى ،حيث يفترض في هذا الأخير وعيا خاصا و عميقا ، وفي سياق التاريخ الذي يندرج
فيه و كذلك مدى سماح المجتمع لهذا الفرد من احقاق طموحاته في الاختيار ، و الخطورة
التي ستنجر عن اختياراته ، كما عبر عن ذلك الفيلسوف الوجودي سورين كيركجارد حينما
اعتبر بأنه مع الاختيار تتولد الخطورة أو المجازفة و مع المجازفة تبدأ المحنة أو
المعاناة .
13-الجيش والسياسة: إشكالات فكرية ونماذج عربية:
حاول
بشارة في هذا الكتاب تقديم معالجة إبستمية في إشكالية الجيش و السياسة في مرحلة
التحول الديمقراطي في الوطن العربي، و يستحضر بارادايمات عربية استناداً إلى
التجربة العينية، كما يحلل و يمحص في بعض المقولات الرائجة من مناهل أكاديمية
غربية على التجربة، كما تناول المنحى الوشائجي بين الجيش و السياسة و بصورة خاصة
تدخل الجيش في الحكم، لا بنعتها خطأ أو عارضاً من عوارض المحنة العربية ، بل
بوصفها تمخضاً انبجس لحقب تاريخية و لطبيعة الدولة العربية و صيرورة نشوئها و
محناها البنيوي و عملية التحيين فيها.
14-ثورة مصر (مجلدان):
عمد
الباحث عزمي بشارة في هذا الكتاب إلى دراسة دقيقة و معمقة في الثورة المصرية ذاتها
على منحى صورتها الشاملة الكليانية و كذلك صورتها التمفصلية المجهرية معتمداً في
ذلك على ميتودولوجيا مركبة تجمع بين تبصر التاريخ المصري في الأزمنة الحداثية وفي
أمد طويل نسبياً، محدد بتاريخ النصف الثاني من القرن 19 و القرن 20، و التاريخ
المباشر الذي يتموضع في مساحة مناحي و اتجاهات التاريخ الجديد، و لا يعتبر بشارة
أن أحداً أجرى مقابلات شاملة وواسعة المدى كما تم في هذا الكتاب، و لاسيما أن
الفرق البحثية المشاركة تجاوزت العاصمة المصرية إلى باقي المناطق الأخرى المتاخمة.
15-الدين والعلمانية في سياق تاريخي (ثلاثة مجلدات):
حقيق
بنا الاعترافههنا بأن هذا الكتاب هو أهم كتبه على الإطلاق، بل هو إن صح التعبير
مشروع حياته برمتها،حيث عمد فيه المفكرعزميبشارةإلى التنقيب بعمق في خبايا "الدّينوالعلمانيّة".
ليُكَوِن بعد ذلكمقدّمةإبستمولوجيةلثلاثية تاريخية و فلسفيةنقدية،خصصالجزءالثانيمن
الكتابلدراسةالعلمنةفيأوروبا،كما خصص الجزءالثالثلعمليةالعلمنةمنخلالبارادايماتعثمانيةوعربية.
16-سورية :درب الآلام نحو الحرية.
يقدم لنا بشارة في مؤلفه هذاخلاصة
10 سنون كاملة من الحكم البشاري ، حيث انبثقت إلى الوجود العلامات الأولى أو
بالأحرى النبوءات الأولى لاحتجاج الشعب السوري في هذه العهدة بالذات ، ثم ينقلنا
بعدها و بأسلوب سلس إلى الأهبة التي عرفتها منطقة درعا و التي صارت نَارًاتَلَظَّى
، وإن بقيت في مساقها السلمي في الارهاصات الأولى. ليعمد بعدها صاحب الكتاب إلى معاودة
قص الأحداث التي وقعت و تحليلها بصورة مستفيضة في كل محافظة سورية مثل: حماة وحلب
ودمشق والرقة ودير الزور وإدلب وحمص. كما يدقّق الكاتب سرده لبعض الأحداث التي
حصلت، ويفند و يدحض صدقيةحصولبعضها، كما يبطل بعض المقولات الشائعة إذا تحتم
الأمرطبعاً. بالإضافة إلى كشفه الحجب عن
ضروب الطغيان و الاستبداد وعن المذابح البشارية والخطف و العنف الجهادي الذي دثرها،
بالإضافة إلى تناوله للحراك السياسي الذي قامت به المعارضة السورية و دور تنسيقيات
الثورة السورية و شتى المبادرات الدولية المقترحة لإيجاد حل يندمل من خلاله هذا
الجرح الغائر.
17-الحاجز: شظايا رواية.
بأسلوب ساحر سلس و بلغة
أدبية راقية يأخذ بنا بشارة هذه المرة بعيداً عن دهاليز السياسة و عالم الفلسفة ليروي
لنا قصة مشبوبة بالآهات و الزفرات ، لها أزيز كأزيز النحل ، إذ تفتأ تذكرها إلا و
يفيض منك الدمع منهمراً إنها قصة الحاجز وما يحيطه في كواليسه الغياهبية من وقائع
مريرة يندى لها الجبينيصطدم بها الفلسطيني الجريح الذي ذاق مرارة العيش و عانى
وعثاء المحتل. يأخذ بيدنا بشارة هذه المرةو بأسلوب مشجون ومشحون بالعاطفة الحزينة
و المدثر بالذائقة السرديةتحكي فلسطين الدامية لنعيش معه و نحيا يوميات على طريق
حياة المواطن الفلسطيني ، تتخلل سرديات بشارة بعض التمفصلات من هنا و هناكو بعض
الاسترسالات المستفيضة إلا أنها و بصورة أخاذة تعبر عن أرموزة رجل مناضل سياسي
حكيم عايش عالم السياسة و حذق بعمق ما يدار في كواليس السياسة الأمريكية و
الإسرائيلي حيث يتحدث معناو بكل صراحة و جرأة عن وحشية و دموية الممارسات الصهيونية،
يحاول الدفاع بضراوة فتبعده السلطات وتحاكمه من أجل ذلك.
18-حب في منطقةالظل: روايةشظايا مكان.
قصة حب غرامية تتلاحم فيها
كل الدروب الممكنة و المظلمة لقضية فلسطين الأبية، حب مأزوم و مهموم بقضايا الوطن
و قضايا المقاومة الفلسطينية المجيدة، قصة حب تتجلى فيها محن المواطن الفلسطيني و
تتمخض و تنبجس منها تجليات توحي بالتأمل في ذاك الوطن الجريح الذي لا يزال
الفلسطيني يحلم فيه وحنينه بمنحاه لا يغيب أبداًمستشرفا لغد قريب أفضل. يسردبشارة
أحداثه بطريقة تشبه المونولوج الباطني المعتمد على الحوارات الذاتية التي تغدق على
الرواية بأفياض فلسفيةتجعلك تعيش مخيال ويوميات الشعب الفلسطيني. إنها أرموزة عشق رائعة تربط شاب
فلسطيني اسمه "عمر" الخريجمن جامعة أوروبية و"دنيا" الفتاة
ابنة اللاجئين الفلسطينيين بلبنان خريجة العلوم السياسية العلوم السياسية.
19-نشيدالإنشادالذيلنا.
يعبر هذا الكتاب عنخبايا الروح
بكل ضروب التعبير الفنّي و الأدبي،و بأسلوبخافتحيث تستمع في أعماق عباراته ألحانخالدةيطرب
لهاالسمعوتداعب بهاالجوانية.تتأمل فيها بعض الخصال الحميدة لكاتبنبيلتتجلى بين
جنبات كتابه تأوهات و آهات الحياة و صعابها هذا ما يبتغيه بشارة في كتاب:
"نشيد الأنشاد الذي لنا" حيث نتجلى تعبيرات جمالية راقية تنم عن حساسية
ذوقية فنية ووقع على الروح قوي من عمق عباراته و تعبيراته الصدوقة عما يخبوا في
كوامن الإنسان وذلك على لسان ولهانة في تواشجها مع المحيط البشري و الطبيعي.ونص
الكتاب ليس شعرا كما يفضل بشارة نعته، وانما هو عبارة عن «ايقاعية»، تستلهم ذاتها
من ايقاع الحياة.
20-فصول:
هو عبارة عن ديوان شعريجميل
تتلاحم فيه التجارب الحياتية التي خاضها المناضل عزمي بشارة معبر عنها بلغة الأدب
والفلسفة حيناً و بلغة السياسة أحاييناً كثيرة.ديوان
شعري ينضخ بالمعانيو الدلالات و يسبر أغوار محنة الفلسطيني و يلج بنا خبايا و
معترك الحياة السياسية في فلسطين و النضال المستميت في سبيل القضية الفلسطينية
باعتبارها قضية الأمة العربية.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية