هواجس أحلام الصباح

هواجس أحلام الصباح

بقلم: عادل بوحوت

في سرير أحلامي الصباحية
تنام ، تحت الوسادة ،وسوسات عزازيل اللعين
يراودني .. يسليني ...
يزعم لي زعما
أنني في يقظة من أمري ..
يحلف لي بعصيانه ،وتأبيه عن السجود
أسجد له مصدقا
طامعا في المزيد.
***
تمر بي أمي
وقد عزمت على الرحيل
و قلبها متوجس
من زوجة الإبن الآتية ، التي ستجد البيت صفرا من أهله
ربما احتاجت إلى منديل
تجفف به دمعا
أو إلى صمت ، ترهف خلاله سمعا إلى حديث الحيطان الآيلة التي
فقدت متكأها ، بعدما همت أمي بالرحيل .
***
لكم تساءلت ، في غمرة التثاؤب : ترى
متى أمي تقلعين عن ...
هذه الفكر المعتمة المضجره
أشعر بالقنوط .. بالهم .. باليأس مني ، من قدرتي على المواصله
يخرج يأسي من قمقمه القديم ، ينصح لي ،
و يذوب في زحمة كتبي ، التي افترشت بطن الحصير ...
أحمل هاتفي ، الذي
حطمته قبل أن أنام ، كيلا يزعجني منبهه الفضولي ...
أركب رقم عزازيل اللعين
رقمه لا يعرفه ، إلا حواريوه.. المؤمنون به
يبدو أنه خارج التغطيه ..
لا.. بل تبرأ مني ...
من تصديقي ، و تبجيلي له
سخر من سذاجتي .. أسمعني –عبر العلبة الصوتية...
شطرا من خطبته اليتيمه..
صرخت بصوت مدو : من ذا يخرجني من جحري هذا
من ذا يوقظني  ؟ يفتح لي عينا
و أستعين بأشلاء هاتفي المحطم على فتح العين الأخرى...
***
تتوالى علي الصور من كل حدب
أجن ، و أجن ، و أجن..
و يبدو لي ، في بذلته الفرنسية المزركشة
"فوكو" حاملا ، بكلتا يديه ، كتابه عن تاريخ الجنون
يتقدم نحوي .. و يتقدم .. ثم يغيب...
أرى نفسي في غرفتي المطلة على البحر الميت
أبلط سقفها..
أنثر الزبل في أركانها ،
و أنعم بالرائحة ما تزال على طراوتها...
أشم رائحة العطر ، الذي أهدته إلي صديقتي في العام الماضي
أجده أنتن من الزبل
و فجأة .. يرن هاتفي
 الأزرق لأكتب بالأسود : BICآخذ قلم 
صدق القول في هذا الذي يسمونه منبها :"... و يأتيك بالأخبار ما لم تزودي"
يغيب عني القائل و محتوى القول .. أرغب في الاسترسال،
يحاصرني قساوسة الشعر و سدنته،
أجدني غارقا في لغتي  
بقلم تصدق عليه كل التهم،
لكنه لحكمة حلمية يبقى خارج الزنزانة.


تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس