ظاهرة رشيد غلام والعدل والإحسان


 ـ  حكيم عنكر ـ عن المساء
يقول محمود دوريش: «وكان المغني يغني، وكنت وحدك»، ينطبق هذا المفتتح الشعري تماما على مغني أو منشد جماعة العدل والإحسان رشيد غلام، الذي خلفت استضافته في برنامج «صولا» لأصالة، ردود أفعال متباينة.
البعض استكثر على الرجل المرور في برنامج ل«الغناء» وليس ل«الإنشاد»، تديره امرأة، أو «حرمة»، والبعض الآخر، اكتشف مصدوما، الوجه الآخر لهذا الفنان الشاب، الذي لولا اليافطة السياسية التي يحملها، لما أمكن تمييزه عن باقي المطربين والمغنين ممن هم في سنه، اللهم بفارق الموهبة التي يتمتع بها والخامة الصوتية الهائلة التي تجيزه في أكثر نوادي الغناء والطرب رقيا، وترفعه إلى مرتبة «الكبير».
أما هل «يجوز» أم لا، أن يغني المنشد أو ينشد المغني وعلى الهواء، وفي ظل برنامج «بيوتي» مع فرقة وآلات وترية ونفخية و«دفوف»، فهذا موضوع آخر، ربما يدلي به أصحاب الدلاء الكثيرة. ولكن، ما همني، هو أن رشيد يمثل نموذج الموهبة المغربية التي تتألق كلما وجدت الفرصة السانحة، ولقد أبان هذا الفنان في مروره الناجح جدا، على علو وارتفاع وسمو ربما لم يصله منذ مدة طويلة لا منشد ولا مغن في المغرب من أي تيار كان، سياسيا أو فنيا.
طبعا، نحن نعيش في العصر، ولا يمكن أن نسد النوافذ والأبواب ونشيد الجدارات، فالفن يعلمنا الإيمان بفضيلة الحوار، وتنسيب الأشياء، والتاريخ مليء بالأمثلة، ويقدم لنا أكثر من نموذج مشرق في هذا المجال. فماذا لو ترك هذا الفنان الموهوب يشتغل في وطنه، ماذا لو وفرنا الإمكانات لقيادة فريق من الموهوبين مثله أو على شاكلته؟ خصوصا أنه على معرفة عميقة وعلمية بما يفعل ودارس للمقامات الموسيقية، وقد رأينا كيف أنه كان «يدوزن» مع الفرقة، حتى يستوي الإيقاع.
اتركوا رشيد غلام يمتع، لا تحرموا الصوت من مداه المشرق.

تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس