إبيكتيت

إبيكتيت

إبيكتيت Epictete  ( 130 - 50)  ما بين حوالي: كنية لأحد الفلاسفة الرواقيين، وتعني في اللغة الإغريقية العبد أو الخادم. يكمن جوهر مذهبه الأخلاقي في دعوته إلى الحرية الداخلية، إذ يعتبر أن السيد سيد أهوائه وآرائه، والعبد عبد أهوائه وآرائه، لذلك أقر بحرية الإنسان المطلقة سواء كان على العرش أو مقيدا بالأغلال. وتكمن السعادة لديه في ال "أتاراكسيا" وهي سكينة النفس الناشئة عن العيش وفق مبادئ العقل، أي في توافق مع قوانين الطبيعة. وتعبر فلسفته عن الاحتجاج السلبي للمقهورين ضد العبودية.
وأهم تعاليمه الأخلاقية موجودة في نظريته حول الواجبات التي يضعها في ثلاثة أصناف هي: واجبات نحو الذات، وواجبات نحو الآخرين، وواجبات نحو الله.
فالواجبات نحو الذات تعني العناية بطهارة الجسد والروح، وطهارة الجسد بالماء، أما طهارة الروح فتكون بتجنّب الآراء السيئة عن الأشياء الخارجية التي تلوّث الروح، وبالاعتصام بالآراء المنسجمة مع الطبيعة أو العقل. لذلك كان يقول وهو عبد: إنه حر.
أما الواجبات نحو الآخرين فهي ممارسة الإنسان طبيعته الاجتماعية بوصفه عضواً في دولة هي جزء من الدولة العالمية، ويقول: "من أجل الكل (أي المجتمع) عليك أن تتعرض للمرض أحياناً، للترحال والأخطار أحياناً، وللعوز أحياناً، وللموت المبكر أحياناً".
وأما الواجبات نحو الله فتقوم على أساس الاعتقاد بأن العالم مدينة كونية واحدة يقيم فيها البشر والآلهة معاً.
وينقسم مذهب ابكتيت إلى الفيزياء، والمنطق، والأخلاق. ويكمن جوهر مذهبه في الأخلاق، وخاصةً في دعوته للحرية الداخلية.
ويؤمن ابكتيت أن السيد يمكن أن يصبح عبداً لهواه، والعبد يمكن أن يصبح حراً في استقلاله الروحي الداخلي؛ ومع ذلك فإن هذه الحرية لا يمكن تحقيقها بتغيير العالم. فليست الأشياء ذاتها، بل الأفكار التي يكونها الإنسان عنها هي التي تجعله سعيداً؛ الخير والشر ليسا كامنين في الأشياء بل مواقفنا تجاه هذه الأشياء، إذاً فحسب رأي ابكتيتوس فأن تكون سعيداً هو مسألة إرادة.




تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية

فيلوبريس على الفيسبوك

المواضيع الأكثر قراءة

فيديوهات فيلوبريس