تقرير: يوسف عشي
تنظم جهة الشاوية ورديغة بشراكة مع الوزارة
المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة الدورة الأولى للمعرض
الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بسطات من 29 غشت إلى 1 شتنبر 2013، تحت شعار "الاقتصاد
الاجتماعي دعامة التنمية المستدامة"بمشاركة حوالي 150 تعاونية وجمعية تعمل في ميدان الاقتصاد
الاجتماعي والتضامني، وتهتم بالمنتوجات المجالية للتعريف
والترويج وتسويق أنواع منتجاتها المختلفة.
ويعتبر هذا المعرض المقام على مساحة تقدر
ب 3000 متر مربع، الأول من نوعه حيث يجسد سابقة نوعية من حيث
استهدافه الأنشطة ذات الطابع المدر للدخل وأيضا ذات المردود التعاوني والتضامني
التكافلي، فقد شكل فضاء المعرض المؤثث بأروقة وصالات وغرف للعرض حديثة ومنظمة،
وقاعات للندوات وفضاءات متنوعة أخرى داخل خيمة حديثة عملاقة مكيفة الهواء، فرصة لإبراز المنتجات الفلاحية المجالية والصناعة التقليدية التي تزخر بها جهة الشاوية ورديغة وعدد من الجهات الأخرى من
المملكة.كما شكل مجالا خصبا لعرض المنتجات باختلاف
أنواعها وأصنافها ، من منتجات الصناعة التقليدية، والمنتجات الفلاحية، من عسل
وتربية للدواجن... وإنتاج للكسكس وملابس تقليدية وصناعة القصب وغيرها..
وقد خصصت أيضا أروقة لعدد من المصالح والإدارات
والجهات ذات الصلة بموضوع المعرض(وقد كان
لنا لقاءات مع بعض الممثلين عنها) المعرض
الذي تحول إلى مهرجان خصوصا مع تزامنه مع الدورة العاشرة لمهرجان سيدي
الغليمي الذي اتخذ جوار المعرض فضاءا له،
بما يشهد من عروض للفروسية في إحياء دائم للموروث الثقافي الشاوي العروبي الأصيل.
ويهدف منظموا هذا المعرض الذي
حضر حفل افتتاحه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة السيد محمد نجيب بوليف ووالي الجهة
السيد بوشعيب المتوكل، ورئيس المجلس البلدي السيد المصطفى الثانوي، والمنتخبون
المحليون وعدد من الشخصيات، إلى خلق فضاء
للتواصل و التبادل الحر
لتمكين صغار المنتجين
والمتخصصين في هذا
القطاع للاستفادة من التجارب الناجحة في ميدان الاقتصاد
الاجتماعي والتضامني،
وكذلك لتشجيع الخواص
للاستثمار في القطاع التضامني نظرا للمؤهلات وفرص الاستثمار التي يمتاز بها و الاستجابة للخصاص الذي
تعاني منه مؤسساته على مستوى تسويق هذا النوع من
المنتوجات والخدمات.
وقد اعتبرت السيدة خديجة خليفي المسؤولة الإقليمية عن مكتب الشؤون
النسوية بالنيابة الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بسطات أن هذا المعرض شكل
متنفسا حقيقيا لرائدات مركز التأهيل المهني النسوي السماعلة بسطات، حيث ضاقت جنبات
الرواق المخصص لهذا المركز بمنتجات وإبداعات الرائدات التي أثثت الرواق بمنتهى
الجمالية والروعة والإتقان. وقد شددت المسؤولة على الروح الأسرية التي يعرفها هذا
المركز معتبرة أن هذا الجو الأسري والحميمية
تعتبر جزءا لا يتجزأ من سلوكيات دينامية الجماعة التي يعمل المكتب على ترسيخها وبث
روح الجماعة بالمركز. إضافة إلى التركيز على كفاءة المدربات التي ظهرت جلية في أعمال
الرائدات المعروضة ما يمثل انسجاما قويا وإكسابا بيداغوجيا لمهارات عدد من الحرف
المدرة للدخل، تجعل الرائدة قادرة على كسب مدخول محترم . إلى ذلك عبر السيد بوشعيب
أبو رفعة مدير نفس المركز عن سعادته للنجاح الذي عرفه رواق المركز رغم قطعه
لأجازته السنوية ، لكنه اعتبر أن المشاركة الفعالة، وإعطاء المثال، وتحول الرائدات
إلى قدوة تشجع غيرهن ممن تركن الفصل الدراسي لسبب من الأسباب،على اغتنام فرصة
التدرب، مدام المجال مفتوحا أمامهن للتدرب والتأهيل واكتساب مهارات قد تتمثل في
حرفة تجعلهن قادرات على الكسب المحترم والعيش بكرامة.
ومن جهته عبر االسيد عثمان نديوي عضو مكتب جمعية الوفاء للتنمية
والأعمال الاجتماعية عن سعادته لمشاركة الجمعية، التي تعتبر حديثة العهد بالتأسيس
إلا أنها حضرت وبقوة في هذا المعرض من خلال شغلها لرواقين شكل أحدهما دعامة أساسية
لمساندة صناعة القصب من خلال احتضان ودعم المعلم
المصطفى غربي الذي يصارع للإبقاء على هذه الصناعة التقليدية قيد الحياة.
خوصا وهو يعتبر آخر من يشتغل في هذه الصناعة بمدينة سطات، داقا ناقوس الخطر مهددا
بانقراض هذا الفن القصبي الجميل.
كما عبر العديد من الزوار عن سعادتهم من هكذا معارض، طالبين من الجهات
المسؤولة تكرار مثل هذه المبادرات التي حركت فضاء المدينة وبثت الحياة في وسائل
المواصلات و صغار التجار، وحولت مدخل الطريق الجهوي المؤدي إلى البروج وقلعة
السراغنة إلى شريان ينبض بالحياة.
ويذكر أن جهة الشاوية ورديغة
الواقعة بين قطبي الدار البيضاء ومراكش،
تحتضن ساكنة مهمة يقدر
عددها بمليون و655 ألف و660 نسمة موزعة على أربعة أقاليم
وهي، سطات وخريبكة
وبرشيد وبنسليمان، فيما تنشط في مجال الاقتصاد الاجتماعي
والتضامني حوالي 578 تعاونية وأزيد من 4000 جمعية.
تنويه: تماشيا مع مبادئ المجلة المرجو التعليق باللغة العربية
